المصالحة لوأد التهدئة والتمكين لدفن المصالحة!

كتب لي عديدون في الآونة الأخيرة حول رأيي وتوقُّعاتي بشأن موضوع بعينه، وهو إلى أين تتجه الأمور في قطاع غزة؟ هؤلاء في أغلبهم كانوا من هناك، أي ممن يكابدون ظروفاً فاقت القدرة البشرية على التحمُّل، ويجدون أنفسهم وجهاً لوجه في مواجهة أمرين: خطورة المنعطف التصفوي المفضوح والمعنون بأحجية “صفقة القرن”، وهول التدهور الشامل في الظروف الحياتية لمليوني فلسطيني في ظل فظاعة حصار لا يرحم، والأفدح أنه مديد، والأوجع أنه مزدوج يشارك فيه العدو والشقيق، وبرعاية دولية ومساندة أوسلوية.
وأفتح هنا قوسين لأقول، أنا لم أقل يوماً إن هذا الانقسام غير قائم وغير مؤذٍ ومرفوض، ولكني لطالما قلت إنه موضوعي كان وسيبقى كذلك، وهذا قلته حتى قبل أن يستفحل وقبل أن يُفرض الحصار، ذلك كان انطلاقاً من زاوية نظرتي التي كانت وما زالت تقول باستحالة التقاء نقيضين في الساحة الوطنية، واحدها مقاوم، أو حتى يرفع شعار المقاومة، مستنداً إلى إرادة شعب مناضل أسطوري الصمود والتضحية من أجل وطن لا يرضى عن العودة لكامله بديلاً، وتأتي أجياله اللاحقة أشد بأساً وإصراراً من سابقاتها، وآخر مساوم ينادي بالتعايش مع عدوه ويتخادم معه أمنياً، بعد أن تنازل له عن ثلاثة أرباع الوطن، ويراهن على استدرار أريحية “الشرعية الدولية”، التي شرَّعت الكيان الاستعماري الغاصب وما ترتب على النكبة، في عونه ليتكرم عليه عدوه فيعطيه ما تيسر من الربع الباقي، والذي بات بفضل من أوسلو أراضي متنازعا عليها… هؤلاء قبل “صفقة القرن” كانوا يتوهمون دويلة ولو أقل شأناً من ميكرونيزيا، والآن أفضل ما يُعرض عليهم لا يعدو نثاراً لمحميات هنود حمر.
وانطلاقاً من هذا الفهم، قلت مبكراً، ومن حينه، إن اللعب في ملعب أوسلو سيكون هو النتيجة الموضوعية للدخول في لعبة الانتخابات، ولن يكون إلا تحت سقفها، ومهما كانت مبرراته، فهو خطيئة استراتيجية من شأنها أن تضع لاعبها تحت طائلة استحقاق الجمع المحال بين متحارجتي السلطة في كنف احتلال ومقاومته، الأمر الذي يتم الآن دفع ثمنه في غزة.
بقدرة قادر لم يعد أحد من الوسطاء يتحدث عن “التهدئة”، وخبا حماسهم الذي تحوَّل إلى حديث “المصالحة”، وعلت في الآونة الأخيرة نغمة “التمكين”، وتعالت اشتراطات سلطة “أوسلوستان” التصالحية بالغةً حدود الاستحالة، وتم إبلاغ جوتيرس، الأمين العم للأمم المتحدة بوجوب إنهاء مهمة المبعوث الدولي ملادينوف لمساعيه التهدوية.
وعليه، جمَّد الوسطاء “مسار التهدئة” حتى إشعار آخر بطلب من رام الله إلى أن ترضخ غزة لاشتراطاتها، وإلا، قطعت ما لم يقطع من رواتب موظفيها… وأوقفت “التنسيق الأمني” مع الاحتلال، هذا الذي لم توقفه بعد كل قرارات ترمب التصفوية!!! … وبعد، باتت “المصالحة” الأبعد من أي وقت لم تكن فيه بالقريبة… بمعنى هل لغزة، ولفلسطين، سوى القبض على أخمس بندقيتها، ومواصلة مسيرات العودة!
صحيفة الوطن العمانية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قتلى وجرحى في تفجير مبنى بقوة من لواء غولاني برفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب...

شهيد وجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني وجرح آخرون، في سلسلة غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان، اليوم الخميس، على ما...

حصيلة الإبادة ترتفع إلى أكثر من 172 شهيدا وجريحا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الخميس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 106 شهداء، و367 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

الادعاء الروماني يحيل شكوى ضد جندي إسرائيلي إلى النيابة العسكرية
بوخارست - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مؤسسة “هند رجب” أن المدعي العام في رومانيا أحال الشكوى التي تقدمت بها المؤسسة ضد جندي إسرائيلي إلى مكتب...

الاحتلال يحول الصحافي الفلسطيني علي السمودي إلى الاعتقال الإداري
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام حوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، الصحافي الفلسطيني علي السمودي من جنين، شمالي الضفة الغربية،...

“موت ودمار لا يمكن تصوره”.. منظمة دولية تطلق نداءً لوقف النار في غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت "منظمة أوكسفام الدولية"، نداءً مفتوحًا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، محذّرة من استمرار الكارثة...

شهيد وإصابات برصاص الاحتلال في البلدة القديمة بنابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحام البلدة القديمة من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية...