الأحد 04/مايو/2025

زراعة العنب بجنين.. بوادر التطور لا تخلو من تحديات

زراعة العنب بجنين.. بوادر التطور لا تخلو من تحديات

يستذكر المزارع محمد طالب من جنين تطور زراعة العنب بجنين والتي ازدهرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة وسط مشاريع واعدة لا تخلو من مهددات.

وقال لمراسلنا: “قبل عشرين عاما كانت زراعة العنب تقتصر على بلدة قباطية بشكل غير موسع وبدون معرشات، ولكنها في الأعوام الأخيرة بدأت تنتشر في أكثر من منطقة في جنين، منها مسلية وجنين المدينة وبلدة كفر ذان وسهل اليامون؛  وهناك زيادة في مساحات زراعة العنب عاما بعد عام”.

وأكد أن محافظة جنين ما زالت واعدة على صعيد زراعة العنب، حيث إن طقس جنين ملائم لزراعة العنب، ناهيك عن أن الموسم يبدأ في جنين مبكرا عن عنب الخليل، وهذه فرصة للمزارعين في جنين لتسويق جزء من منتجهم قبل الموسم بـ14 يوما.

ونبه إلى أن زراعة العنب حاليا ما زالت تتركز في بلدتي  قباطية ومسلية بنسبة تصل إلى 80 %  سيما العنب البيروتي، وفي مسلية العنب البلدي والزيني.

وأشار إلى جدوى العنب الاقتصادي حيث إن الدونم يعطي من 3 طن إلى 4 طن، وهناك أنواع من العنب تعطي خمسة أطنان، “ولو افترضنا أن الكيلو بثلاثة شواقل، يعطي الطن 3 آلاف شيقل، وفيما لو امتد موسم العنب البيروتي لمنتصف أيلول يصل سعر الكيلو جملة إلى 7 -8 شواقل”.

ويستدرك المزارع طالب  الصعوبات التي واجهت مزارعي العنب سيما  في الموسم الحالي؛ حيث فشل بسبب تقلبات الطقس من الحار إلى الماطر إلى الرطب مما أدى إلى كثرة الآفات الزراعية مثل البياض الزغبي الذي أدى إلى تدمير محصول العنب البيروتي، مما أدى إلى ضرب موسم العنب في قباطية بنسبة تصل إلى 70%.

إهمال يثير الاستياء
وذكر باحتجاجات واسعة قام بها مزارعو العنب بجنين احتجاجا على تقصير وزارة الزراعة ومطالبين بتعويضهم عن ما لحق بهم من أضرار في موسم العنب، “وعلى مدار السنوات الماضية كنا نسجل أضرارا ولكن دون جدوى ولم نحصل على شيء”.

وطالب برفع مستوى الاهتمام بزراعة العنب بجنين وإعطائه أهمية وأولوية كباقي المحافظات وعدم المحاباة والتعامل بمحسوبية وتمييز من المسئولين في وزارة الزراعة والحكومة.

وأكد على إيجاد آلية  للتعاون بين الزراعة والجهات ذات العلاقة من المؤسسات المحلة والدولية لتقديم مساعدات مختلفة للمزارعين من خلال عمل برك مياه أو خزانات أو شبكات ري.

ويؤكد المزارع أحمد نصار لمراسلنا وجود إهمال من وزارة الزراعة لمزارعي العنب بجنين، مؤكدا أن مهندسي  الزراعة لم يصلوا إلى مزرعته طيلة الموسم رغم الضرر.

ويقول عمار أبو بكر رئيس الغرفة التجارية في جنين إن الغرفة التجارية طالبت بتعويض كل مزارع عن خسارته من موسم العنب الذي تضرر بشكل كبير هذا العام، بناء على تقرير اللجنة التي شكلت بمشاركة أساسية من وزارة الزراعة، وخرجت بأن مزارعي العنب تضرروا بشكل كبير هذا الموسم نتيجة تقلبات الطقس وإصابة أشتال العنب بمرض البياض الزغبي.

وأكد  أبو بكر أن الغرفة التجارية تعمل جنبا إلى جنب مع المزارع من أجل إنصافه وتحصيل حقوقه، لأن المزارع الفلسطيني هو أكثر فئات المجتمع مكافحة وعملا من أجل توفير منتجات زراعية ذات جودة عالية 

وشدد على مطالبة وزير الزراعة ورئيس الوزراء بالعمل على تعويض المزارعين وسنبقى واقفين إلى جانب المزارع.

محصول عالي المردود
وبدوره قال مدير دائرة البستنة في وزارة الزراعة عودة صبارنة لمراسلنا أن زراعة العنب من الزراعة القديمة في فلسطين  ذات المردود الاقتصادي العالي، ومعدل صافي الربح لدونم الواحد ٦٠٠٠ شيكل.

وأضاف: “بالنسبة لجنين فهي من المناطق الواعدة في زراعة العنب، و لها ميزة في الإنتاج أنه يكون في الفترة الواقعة بين نهاية إنتاج الأغوار وبداية إنتاج جنوب الضفة الغربية، و لتطور هذه الزراعة بحاجة لعدة تدخلات، منها  تدريب المزارعين على تقنيات العمليات الزراعية، و إدخال بعض الأصناف المناسبة لبيئة جنين، و دعم المزارعين بمصادر مياه للري التكميلي، ودعمهم ببعض مشاريع البنية التحتية”.

وحول المشكلة التي حدثت لهذا الموسم في جنين فيعزوها لسببين، أولهما التغير المناخي والظروف الجوية غير الاعتيادية، من ارتفاع حاد في درجات الحرارة، وهطول أمطار، في الربيع بطريقة كثيفة، وثانيهما يتمثل في قلة الخبرة عند بعض المزارعين.

وعن سياسة الوزارة في دعم زراعة العنب فتركزت في ثلاث محاور أولها البدء في تدريب كادر من المرشدين الزراعيين لتدريب المزارعين و حل المشاكل لديهم، ثم دعم المزارعين في مجال مدخلات الإنتاج و البنية التحتية، إضافة إلى وضع السياسات و القوانين التي تحمي منتج العنب والمنتجين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات