جالود.. صراع يومي مع إرهاب المستوطنين

لا يكاد يمر أسبوع دون أن يصبّ المستوطنون إرهابهم على أهالي بلدة جالود جنوب شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، في مسعى حثيث لاقتلاعهم من أرضهم وإفرغها للغرباء.
ويواجه أهالي جالود أنواعا مختلفة من المضايقات، تشمل العنف، والتهديدات، والسرقة، وتخريب الممتلكات، وإتلاف المحاصيل الزراعية.
ويقول رئيس مجلس قروي جالود عبد الله حج محمد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “تقع قرية جالود في منطقة ذات تاريخ من العنف والترهيب من المستوطنين المتطرفين ضد السكان والمزارعين على حد سواء”.
ويؤكد “حج محمد” أن حكومة الاحتلال هي من يسمح بهذا الواقع، وهي المستفيدة من نتائجه، ويضيف: “إنها تتعمد الامتناع عن تطبيق القانون، وترسل الجنود لحماية المستوطنين المعتدين، بل ومساعدتهم في تنفيذ أعمال العنف ضد مواطنين لا حول لهم ولا قوة، أمام جيش ينتشر في كل بقعة من أرضهم لحماية المستوطنين”.
وتنشئ هذه السياسة واقعاً لا أمان فيه على الأرواح والممتلكات والمباني والحقول الزراعية، وفق الحج محمد.
أحدث اعتداءات المستوطنين كان فجر الخميس (13-9-2018)؛ حين أقدموا على إعطاب إطارات ثلاث سيارات، وكتابة شعارات معادية للعرب على جدران المنازل في المنطقة القريبة من بؤرة “إيحيا” الاستيطانية، التي لا تبعد عن البيوت سوى مئات الأمتار.
ويقول “حج محمد”: إن الاعتداء كان الثالث الذي تنفذه عصابات “تدفيع الثمن” في أطراف جالود الشرقية خلال شهر واحد.
وتعمل عصابات المستوطنين على إرهاب المواطنين، لمنعهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية القريبة من البؤر الاستيطانية التي يسكنها مستوطنون متطرفون.
وكانت قوات الاحتلال قد دمرت قبل شهرين محصول القمح في سهول جالود الشرقية القريبة من تلك البؤر، والتي تزيد مساحتها عن (250) دونما، بعد أن منعت المزارعين من حصاد القمح في موسمه، ما أدى إلى تلف المحصول بشكل كامل.
ويقول حج محمد: “إذا كان صغار المزارعين يكافحون في جميع أنحاء العالم، فإن المزارعين والمواطنين في جالود أصبحت سبل معيشتهم وبقائهم نضالا يوميا، تماما كما هو حال وجودهم في بيوتهم وممتلكاتهم التي تستهدفها عصابات المستوطنين بشكل متواصل”.
ويرى أن النتائج الناجمة عن هذه السياسة تتجاوز الأضرار اللاحقة بأجساد وممتلكات المواطنين، وتترك أثرها في الإدراك الجماعي لدى المواطنين في جالود، مفادها أنه لا حسيب ولا رقيب على إرهاب المستوطنين، وأن أجسادهم وممتلكاتهم نهب مباح.
ويضيف أنه وأمام هذا الحال، باتت اعتداءات المستوطنين جزءا لا يتجزأ من روتين الحياة اليومية للمواطنين، وتجعلهم في خوف دائم من الآتي، ويؤكد أن هذه الهجمات تهدف إلى ترحيل المزارعين من أرضهم، وإحلال المستوطنين المعتدين محلهم.
الأشد استهدافًا
بدوره يشير الناشط في مقاومة الاستيطان في منطقة جنوب شرق نابلس بشار القريوتي، إلى أن جالود تعدّ من أشد القرى المستهدفة استيطانيا.
ويبن أن مساحة البلدة يبلغ قرابة 20 ألف دونم، معظمها يقع في المنطقة (ج)، وهي تقع في منطقة استراتيجية بوسط الضفة، بعدد سكان قليل، ما يغري الاحتلال بالاستيلاء عليها.
ويقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن جالود أصبحت هدفا للمستوطنين، تحت ادعاءات باطلة بأن لها تاريخًا يهوديًّا قديمًا، مستغلين وجود مقامات دينية فيها للسيطرة على مساحات واسعة منها.
ويشير إلى أن بداية الاستيطان في المنطقة كانت بإقامة معسكر لجيش الاحتلال في أراضي جالود، ثم استولى المستوطنون على السهول الزراعية في الجنوب الشرقي، وفي السنوات الأخيرة أنشؤوا عدة بؤر استيطانية وصل عددها حاليا إلى 14 تجمعا استيطانيا.
ويقول القريوتي: “يحاول الاحتلال السيطرة على ما تبقى من هذه المناطق، وفرض أمر واقع، والسيطرة على المنطقة كاملة”.
ويوضح أن أول مستوطنة أقيمت على أراضي جالود هي مستوطنة “عاميحاي” التي جاءت تعويضًا للمستوطنين الذين أُجلوا عن مستوطنة “عمونا” برام الله، وتتعرض هذه المنطقة لعمليات تجريف وتوسعة يوميا.
ويبين أن جالود والقرى المجاورة تقع ضمن مخطط استيطاني ضخم جدا في وسط الضفة، هو خط “ألون” الاستعماري الذي يمتد من مستوطنة “ارئيل” غربا وحتى مستوطنة “معاليه أفرايم” بالأغوار شرقا، وهذا التجمع سيشكل عند اكتماله كارثة ضد الأرض والقرى المعزولة والبعيدة، ويفصل شمال الضفة عن وسطها.
ويضيف أن جالود وقريوت كان لهما النصيب الأكبر من هذا المخطط الاستيطاني الذي سيطر على أكثر من 80% من أراضيهما.
وتحيط بجالود عدة بؤر استيطانية، وهي: “ايش كودش”، و”ايحيا”، و”عادي عاد”، و”كيدا”، ويقطنها غلاة المتطرفين الذين يمارسون اعتداءات شبه يومية ضد المواطنين، وسبق أن خرج منها مرتكبو جريمة حرق عائلة دوابشة ببلدة دوما.
ويؤكد القريوتي أن الاحتلال يحاول ربط البؤر الاستيطانية كافة؛ بالسيطرة على الأراضي وإرهاب المزارعين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم.
ويضيف: “أكثر من مرة حاول المزارعون حراثة أراضيهم الواقعة بين بؤرتي “ايحيا” و”ايش كودش”، ولكنهم تعرضوا لاعتداءات المستوطنين ومصادرة جراراتهم”.
ورغم أن المواطنين استطاعوا استرداد أراضيهم من المستوطنين بقرارات من المحاكم الصهيونية، إلا أن الاحتلال يوفر الغطاء الكامل والحماية للمستوطنين أثناء ارتكاب اعتداءاتهم، كما أن هنالك تخوفات من هدم للمنازل الواقعة بين بؤرتي “إيحيا” و”إيش كودش”، رغم أنها بنيت قبل اتفاق أوسلو.
ويشير القريوتي إلى أن هذه الإخطارات جاءت ردًّا على رفع الأهالي شكاوى ضد المستوطنين، وأصبحت الإدارة المدنية توفر الدرع الواقي للمستوطنين، وهي بذلك تمهد لترحيل المواطنين وتخويفهم ومنعهم من التصدي للمستوطنين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ألبانيز: الجميع مسؤول أمام القانون الدولي لصمته على المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين
تونس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، إن...

أبو سلمية: نفاضل بين الجرحى والمرضى والمنظومة الصحية شبه منهارة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، محمد أبو سلمية، إن الأطباء في المستشفى يفاضلون بين المرضى والجرحى. وأضاف أبو...

القوات اليمنية: نفذنا عمليتين استهدفتا مطار رامون ردًا على جرائم الاحتلال
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأربعاء، تنفيذ سلاح الجو المسير عمليتين عسكريتين استهدفتا مطار رامون في...

حماس: عملية جنين أبلغ رد على محاولات الاحتلال إخماد المقاومة
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء اليوم الأربعاء، إن عملية إطلاق النار البطولية التي وقعت عند حاجز الريحان...

إصابة جندي إسرائيلي بعملية دهس في الخليل واستشهاد المنفذ
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد، يوم الأربعاء، منفذ عملية الدهس قرب حاجز "سدة الفحص" جنوبي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، والتي أسفرت...

قرار أمريكي بإغلاق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قرر السفير الامريكي في الكيان "مايك هاكبي" وفي خطوة غير مسبوقة إغلاق مكتب الشئون الفلسطينية في القدس ودمجه...

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...