الأربعاء 03/يوليو/2024

عملية جبارين.. أربع رسائل للاحتلال الصهيوني

عملية جبارين.. أربع رسائل للاحتلال الصهيوني

كان المشهد مثيرًا للجدل عندما نفذ شبل فلسطيني صغير لم يبلغ الثامنة عشرة بعد.. عملية جريئة شجاعة طالت عُتُلاًّ من الصهاينة الحاقدين المحرضين على القضية والمزورين لحقائق التاريخ!

خليل يوسف علي جبارين (16 عامًا) ابن مدينة يطا جنوبي الضفة الغربية يخرج من بيته غاضبًا وهو يشاهد المئات من المستوطنين الصهاينة يدنسون المسجد الأقصى، فتدب فيه الحمية انتصارًا لأولى القبلتين وثالث الحرمين، وقد استلّ سكينه متوجهًا نحو مجمع مستوطنة كفار عتصيون شمال الخليل ليثأر للأقصى؛ فهو لا يستطيع الوصول إليه بسبب الحواجز العسكرية، فوجد ضالته في ذلك المجمع الذي يعجّ بالمستوطنين الغاصبين وجنود الاحتلال.

لم يتراجع الشبل جبارين رغم صغر سنه ونحول جسمه أمام الانتشار الكثيف لقوات الاحتلال في تلك المنطقة، واستمر في سيره مقبلاً غير مدبر، يحمل رسالة شعب مقاوم وفي قلبه هموم متراكمة لشعب صابر.

رسالة الجبارين

الشبل المقاوم جبارين تمكن من إيصال العديد من الرسائل بعمليته البطولية الجريئة؛ ولم يستغرب الدكتور أسعد العويوي (55 عامًا)، وهو أستاذ الدراسات الفلسطينية في جامعة الخليل، ما جرى في مجمع غوش عتصيون الاستيطاني؛ “فعملية الشبل الجبارين أمر متوقع ما دام الاحتلال يصول ويجول على أرض شعب هجر منها بالقوة”، حسب وصفه.

ويضيف الدكتور العويوي في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الجيل الجديد من أبناء الشعب الفلسطيني استيقظ على ظلم وقهر الاحتلال، فهو يرى بأم عينيه قوات الاحتلال تقتحم الأقصى وتدنسه، ويرى في الوقت نفسه اقتحامات جيش الاحتلال مدنهم وقراهم وهم يقتلون ويعتدون ويعتقلون ويرعبون النساء والأطفال، فهذه المشاهد كونت لديهم ردة فعل قوية مفادها أنه لا وجود للاحتلال على أرضنا”.

دوافع وطنية ودينية

وتابع العويوي: “يلاحظ أن غالبية الشبان المنفذين عمليات الطعن غير مؤطرين ولا منتمين لتنظيمات، فهم الذين كانت لديهم روح المبادرة وامتطاء صهوة القيادة في ظل تراجع الكثير من القيادات التقليدية وتساوقها مع المشاريع التصفوية.. فقرر القادة الأشبال الشجعان تغيير المعادلة وإرسال رسائل عدة؛ أن لا وجود للمحتل فوق أرضنا، وستكون لغة الدم هي المفصل، ولغة المقاومة هي الحل”.

القادة الحقيقيون

ويؤكد المناضل عبد العليم دعنا (68 عامًا)، وهو قيادي بارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأمضى في سجون الاحتلال أكثر من عشرين عامًا، أن أشبال الشعب الفلسطيني هم القادة الحقيقيون لشعبنا، وأن ما يسمى بالقيادات التاريخية “ظاهرة بائدة عفا عليها الزمن”!

ويعتقد دعنا في حديث لمراسلنا أن “الأشبال المقاومين اليوم أثبتوا نجاعتهم وإخلاصهم ومقاومتهم للاحتلال أكثر بكثير من قيادات لا تزال تعيش على الأحلام وفي أبراج عاجية تنتظر المخصصات لتغطية أوهامهم ودجلهم وقصورهم.. فالأشبال الشجعان لا ينتظرون قراراتهم من لجان ثورية أو مركزية بيوقراطية؛ فهم القادة الحقيقيون، وهم رجال الميدان، وهم الذين باتوا يدركون رغم صغر سنهم أن مسؤولية حمل الراية باتت مهمتهم في زمن الهزيمة”.

المقاومة مستمرة

ورغم الرقابة والمتابعة والملاحقة الأمنية من أجهزة السلطة، تتنامى عمليات الطعن والدهس يومًا بعد يوم، وعلى أيدي أشبال في ريعان الشباب، وهو ما أكده الأسير المحرر الشيخ يونس كوازبة، والد الشهيد أحمد كوازبة، من بلدة سعير.

ويضيف كوازبة لمراسلنا أنه “رغم الاعتقالات والقتل وملاحقة المقاومين من الشاباك الصهيوني وأجهزة الأمن الفلسطينية إلا أن عمليات المقاومة في تصاعد خاصة الفردية منها، كالطعن والدهس وغيرها، وقد سجلت ارتفاعًا ملموسًا خلال العامين الماضيين، بل حافظت على ديمومة المقاومة رغم كل الملاحقات والقتل والاعتقال”.

ثقافة المقاومة

لكن استمرار جذوة المقاومة وتصاعدها وتطورها يحتاج إلى إعادة صياغة المشهد الثقافي الوطني المقاوم، كما يرى الأديب والكاتب غسان حامد، من مركز النورس الثقافي.

يقول حامد: “دنّسَ شرفَ المقاومة السياسيون الانتهازيون الذين باتوا يعزفون على وتر مؤامرات تصفوية يعملون على تسويقها وكأنها الحل الوحيد المتبقي لشعبنا.. هؤلاء نشروا ثقافة الانحناء والهزيمة والخوار، وبات يزعجهم كثيرًا تنامي أعمال المقاومة وخاصة تلك التي يقودها الأشبال، مصورين زورًا وبهتانًا أن تلك الأعمال هي انتحار!”.

وأضاف حامد في حديث خاص لمراسلنا: “لا بد من تنظيف أدمغة الشباب مما علق بها من أوهام وخاصة تلك التي تنظر لها سلطة أوسلو، خاصة بعد ملاحقة السلطة المقاومةَ وتجريمها، وانتشار مؤسسات (الأنجيوز) المدعومة من الاتحاد الأوروبي ووكالة التنمية الأمريكية التي ضخت المال المشبوه لنشر ثقافة الهزيمة.. كل ذلك يحتاج إلى ثقافة مواجهة تحافظ على الوجدان الوطني وتعيد للشعب عافيته وثقته بالوطن والوطنيين، وكذلك ثقة الشباب والجيل الجديد بالمقاومة والمواجهة مع الاحتلال لاستعادة الحقوق وعودة الحرية والكرامة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقال الهلال الأحمر...