الأربعاء 07/مايو/2025

الفنان بهاء الخريبي.. هكذا حكمت السلطة على فنّه بالإعدام!

الفنان بهاء الخريبي.. هكذا حكمت السلطة على فنّه بالإعدام!

في ريشة الفنان التشكيلي بهاء الخريبي (21 عامًا) تعبّر الألوان عن شخصيات مجتمعية ورؤساء ومشاهير، ويختار الوقت المناسب لرسم الشخصيات حين تصبح حديث الساعة في ميدان السياسة أو غيرها، وهذا ما منحه الشهرة والصدى والمتابعة.

أنهى الخريبي الثانوية العامة قبل أن ينخرط في مجال الرسم والفن التشكيلي، وهو يعتمد كما يقول على تجسيد اللوحة انطلاقاً من فكرة يقدمها للجمهور.

المثير أنَّ الخريبي غاضب من محمود عباس رئيس السلطة؛ فبعد أن أحسن استقباله وكرّمه ومنحه وساماً لتمثيل فلسطين تنكّر له مسؤولو السلطة بالضّفة، وحرموه من مواصلة مشواره الفني.


null

مطلع أكتوبر من العام الماضي، رسم الخريبي صورة رئيس السلطة عباس في برنامج تلفزيوني، وكان عباس يتابع الحلقة، ثم رتّب له السفر حتى يقابله في رام الله، ومنحه كثيرًا من الأمل.

طاقة متجددة
في الحجرة العلوية لمنزل الخريبي ترقد لوحات لشخصيات رفيعة في السلك السياسي والدبلوماسي أكمل بعضها، وترك الأخرى في منتصف الطريق.


null

يتفاعل بهاء مع الشخصية محور اهتمام الإعلام، ويبدأ في رسمها فوق لوحة أو جدارية، وظهرت بعض أعماله ونالت انتشاراً محلياً حين تزامنت مع اهتمام الإعلام حولها.

ينفض الغبار عن لوحات لسفراء ووزراء عرب زاروا غزة ودعموها بالمشاريع الإنسانية، مشيراً إلى أنه عاجز عن توفير المواد الخام لاستكمال الرسم بعد أن تراجع عمله في الديكور، ولم يجد من يدعم فنه من المؤسسات.

ويضيف: “رسمت أيضاً لوحة لوجه الملك عبد الله بن الحسين، وصورة الفنان هاني شاكر، وعندما زار شاكر رام الله شكرني وأعجب بها، كما رسمت اللاعب كريستيانو عندما حصل على جائزة الكرة الذهبية، ومؤخراً رسمت صورة الأسير مروان البرغوثي بحجم كبير على مفترق سرايا غزة”.


null

ويشكو الخريبي من تنكّر مؤسسات الثقافة والفنون في الضفة المحتلة لما يقدمه خاصّة بعد حصوله على توصية تلت لقاء شخصيًّا مع رئيس السلطة الفلسطينية.

يصف بهاء لقاءه بعباس العام الماضي أنه لقاء مثمر عبّر فيه عن إعجابه، وأبدى استعداده لدعم فنه.

ويضيف: “قلت له: أمنية حياتي أن أمثل قضية فلسطين، وقد منحني الرئيس وساماً، وأوصى الوزير أحمد عساف بالاهتمام بي لكن الصورة انقلبت تمامًا”.


null

في اليوم التالي اتصل بهاء بالسيّد عسّاف حسب توصية الرئيس لكنه لم يجبه، حتى إن حسين الشيخ أجّل إصدار تصريح إقامة له فنانًا يحب السلام، ولم يتعاون معه مكتب الشيخ، ورفضت وزارة الثقافة مساعدته. 

مكث عدة أسابيع في الضفة دون الحصول على تصريح إقامة، وهناك رسم الملك الأردني عبد الله بن الحسين وعدة شخصيات فنية، لكن الاحتلال اعتقله على حاجز زعترة، وحطم لوحة الملك، وبعد تواصل الاحتلال مع السلطة الفلسطينية، رفضت استقباله مرة أخرى.


null

أحلام محطمة
عاد الخريبي بعد 3 أشهر من إقامته في الضفة محطماً بعد أن تنكرت له مؤسسات السلطة بالضفة رغم توصية خاصّة من رئاستها عليه، وقد أثّرت فيه حالة التنكيل والحجز التي مارسها جنود الاحتلال حين حطموا لوحته.

يقول الخريبي الذي يعمل حالياً في مجال الديكور: إنه بدأ في تفريغ طاقته بالرسم على جدران المدرسة باستخدام مواد من مخلّفات الحياة اليومية وصناعة قطع فنية منها.

يضيف: “بعد الثانوية واصلت الرسم، لكني بدأت العمل في مجال الديكور، وهذه المقاعد أمامك من تصميمي كما أعمل في جبس الديكور والدهان، لكن الاحتلال حاول إعدام فنّي، والرئيس خذلني، ومسؤولو السلطة تنكروا لي”.


null

رؤساء ومشاهير
يركز بهاء في رسمه على صور الرؤساء والمشاهير من نجوم الفن والرياضة دون أن يكون للقضية الفلسطينية سهم كبير في أعماله.

يبدي اعتزازاً بصورة كبيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسمها عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية قبل شهور، وقد تلقى عقب نشرها رسائل شكر وتعليقات إعجاب على حساب (فيسبوك) من أصدقاء أتراك.


null

فوق سطح منزله ثبّت لوحة فنية كبيرة للرئيس أردوغان (3 أمتارونصف* متر ونصف) مكونة من الحجر الصخري والخشب المنحوت حول لوحة لنصفه العلوي نالت جهداً ومالاً كثيراً من إمكاناته.

كل ما يتمناه الخريبي أن يكمل رسالته الفنية، وينشر قضية فلسطين بلوحات وأعمال فنيّة تجسّد الحياة والحق الفلسطيني الذي يعاني ويلات الاحتلال، وأن يحصل على تفسير واضح لرفض مؤسسات السلطة وقادتها العمل بتوصية رئيس السلطة وحرمانه من الإقامة بالضفة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان

المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني، صباح اليوم الأربعاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية، مركبة في مدنية صيدا جنوب لبنان. وأفادت الوكالة...