مريم المغربي.. أصغر مسعفة بـمسيرة العودة

منذ وطئت قدم الطفلة مريم المغربي (4 أعوام) أرض خيام مسيرة العودة شرق البريج، والعيون تلاحقها بالمتابعة والتقاط الصور.

صحيح أنها في مثل هذا العمر لن تتمكن من فعل شيء حقيقيّ للجرحى، لكن حديثها لوالديها عن الشهداء المسعفين وعودتها مرتديةً ملابسهم يستحق معرفة التفاصيل.

وتشارك أسرة المغربي منذ اليوم الأول في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار شرق مخيم البريج محافظة على الحضور في معظم فعاليات المسيرة كباراً وصغاراً.

ويتعرّض المشاركون السلميون وطواقم الإسعاف إلى الاستهداف المباشر من قنّاصة الاحتلال في ساحات مسيرة العودة؛ ما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات المسعفين طوال ستة أشهر مضت من أصل (19600) جريح وأكثر من (173) شهيدًا.

مسعفة صغيرة

وتقول والدة مريم: إن أسرتها تشارك في مسيرة العودة منذ اليوم الأول على حدود غزة؛ حيث تدرك مريم أنها فعالية دائمة، لكن طفلتها بدأت تسألها منذ أسابيع عن سبب إصابة المشاركين برصاص الاحتلال.

وكانت مريم أخبرت والدتها قبل أيام أنها تريد أن تكون مثل الشهيدة المسعفة رزان النجار التي قضت برصاص الاحتلال في مسيرة العودة شرق خان يونس.

ترتدي مريم لباس المسعفين الأبيض، مضيفةً: “اليوم أرتدي ملابس المسعفين، وجئت لأنقذ الجرحى، الجنود يطلقون رصاصًا متفجّرًا على أجساد الناس محرّمًا دولياً”.

تكرر مريم على مسمع والدتها عدة أسئلة بشكل يومي: “لماذا يطلق الجنود النار؟ كيف يصاب الجرحى؟ نريد العودة للقدس، أريد العودة لقرية أبي التي هاجر منها. لماذا لا نعود إلى بلدة أبي المحتلة؟!”.

مواد طبّية

قبل حلول الموعد الأسبوعي لمسيرة العودة تفاجأ والد مريم أنها طلبت بعض مواد الإسعاف لتجسّد دور المسعفة في البيت قبل التوجه لساحة مسيرة العودة.

أمسكت باللفافات الطبية، وبدأت في تضميد يد أخيها الأصغر مدعيةً أنه أحد جرحى مسيرة العودة وهو بحاجة عاجلة للإسعاف.

ويقول صبحي المغربي، جدّ الطفلة مريم: إن حفيدته الأولى كبقية أطفال قطاع غزة تأثروا بمشاهد الجرحى على حدود قطاع غزة.

ويتابع في حديث لمراسلنا: “كنا نأخذها إلى ساحة مسيرة العودة دائماً، وتردد أنا الطبيبة المسعفة مريم المغربي، سأساعد الجرحى المصابين برصاص الاحتلال على السلك الفاصل؛ لأنهم يعانون من الرصاص المحرّم دولياً” .

وثبّتت والدة مريم السيدة أم براء على ثوبها الأبيض بطاقة كتبت عليها اسمها ومهمتها مسعفةً، وقد كرمتها إدارة مسيرة العودة شرق مخيم البريج بعد أن صعدت إلى منصّة الحفل الدائمة.