الأربعاء 07/مايو/2025

اللاجئون في العروب.. صمود يبدده تقليص خدمات الأونروا

اللاجئون في العروب.. صمود يبدده تقليص خدمات الأونروا

الآلاف من الفلسطينيين اللاجئين في المخيمات في حالة من الغضب والبؤس بسبب تقليص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) لخدماتها والتي انعكست سلبًا على حياتهم!.

البؤس في مخيم العروب

في مخيم العروب الذي يبعد نحو 18 كيلو مترًا شمال مدينة الخليل، يعيش نحو 13 ألفًا من اللاجئين الفلسطينيين حياة البؤس في غرف من اللبن لا تقيهم بردًا ولا حرًّا، ويدخلون إلى منازلهم عبر أزقة ضيقة يتخللها المياه العادمة التي تنساب من المنازل عبر هذه الأزقة إلى الشارع العام، لا يتمتعون بأدنى مستوى من الحياة الكريمة وهم يعيشون على الأمل.. أمل العودة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948م.

مخيم العروب الذي أقيم عام 1949م في وادي الصقيع على مساحة 258 دونما جنوبي بيت لحم، وعلى مقربة من قرية بيت أمر شمال الخليل، ألقت رياح النكبة بالآلاف من اللاجئين في أزقته والذين هجرهم الاحتلال من 33 قرية ومدينة وبلدة كلها تتبع محافظات الرملة والخليل وغزة داخل هذا المخيم البائس.

حالة من الغضب

بعد تخفيض (الأونروا) لخدماتها، وتهديد الإدارة الأمريكية بوقف دعمها لها، وتراجع تقديم المعونات الغذائية والنفقات الصحية وتقديم المساعدات ومنح التعليم والقرطاسية منذ عدة سنوات مضت لأبناء المخيمات، شعر سكان المخيمات بهذا الضغط المبرمج والمقصود. لكن النخب منهم يرون أن الأزمة سياسية وتهدف إلى إنهاء المخيمات والتآمر على حق العودة.

ولم يخف الأمر على الدكتور محمد مهدي (78 عامًا)، وهو أستاذ القضية الفلسطينية التي درس مساقها عشرات السنوات في الجامعات الفلسطينية، والذي يسكن مخيم العروب، أن ما يجري اليوم مؤامرة جديدة لإنهاء حق العودة وشطبه من الذاكرة الفلسطينية، تلك المؤامرة التي بدأت منذ عام 1948م ومرورا بكل الاتفاقيات التصفوية لحق العودة واللاجئين.

وأشار الدكتور مهدي في حديث خاص لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن الحلول السياسية كلها كانت تتجاهل حق العودة بل تستثنيه، وفي أفضل الأحوال كانت تؤجل الحديث عنه كما حصل في اتفاق أوسلو، لكن تلك الحلول كانت مؤامرة صريحة على مستقبل اللاجئين الفلسطينيين.

مؤامرة جديدة

وأضاف الدكتور مهدي أن الإدارة الأمريكية كانت تدرك دومًا أن معضلة حق العودة والقدس هي التي تفجر كل الاتفاقيات، لذلك أعلن ترمب رسميًّا اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، واليوم يريد أن ينهي حق العودة من خلال وقف دعم الأونروا البالغ 370 مليون دولار سنويًّا، هذا بالإضافة إلى وضع معايير جديدة ظالمه لتعريف من هو لاجئ، واقتصارها على كل من هاجر فقط وليس نسلهم وأبناءهم وبناتهم وأحفادهم.

هذه المعايير الجديدة، وقل المؤامرة الأمريكية الجديدة ضد حق العودة، أثارت موجة من الغضب لدى اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات قد تدفعهم للقيام بمظاهرات واحتجاجات وفعاليات ضد الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني.

ثورة الغضب

ولم يستبعد مسؤول الحراك الشعبي في مخيم العروب علي جوابرة (43 عامًا)، أن تبدأ المخيمات الفلسطينية ثورة غضب جديدة، بل انتفاضة جديه تحت عنوان “ثورة حق العودة” لإرسال رسائل متعددة، للاحتلال أولاً، وللإدارة الأمريكية ثانيًا، وللعالم العربي ثالثًا، حتى يدرك الجميع أن مستقبل أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في المخيمات لن يعصف به، ولن يذهب هدرًا.

وأضاف جوابرة، في حديث خاص لمراسلنا: “اليوم ينبغي أن نتكلم بلغة جديدة بعيدة كل البعد عن الاتفاقيات الموقعة.. لا نعترف بأوسلو، وحقنا يتمثل في عودتنا إلى الرملة، واللد، ويافا، وحيفا، وبقية قرانا ومدننا.. لن نقبل لا بالتوطين ولا بالتعويض، والإدارة الأمريكية ليست وصية علينا، فنحن نرفض العيش على فتاتها”.

 ثقافة حق العودة

وعدّ الدكتور عدنان أبو تبانة (56 عامًا)، والذي هجر والده من الفالوجة عام 1948م والذي يرأس الآن جمعية الفالوجة التعاونية الخيرية في محافظة الخليل، أن المرحلة القادمة بحاجة إلى ثقافة جديدة تقوم على إحياء حق العودة في نفوس وعقول الجيل الجديد .. وفي حديثه الخاص “للمركز الفلسطيني للإعلام” قال: “أمريكا والكيان الصهيوني يراهنون على الزمن في شطب حق العودة، ومسح ذاكرة الجيل الجديد من هذا الأمر، لذلك نحن مطالبون بترسيخ ثقافة وطنية شمولية تقوم على زرع مفاهيم وأبجديات حق العودة في وجدان الأجيال الجديدة”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان

المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني، صباح اليوم الأربعاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية، مركبة في مدنية صيدا جنوب لبنان. وأفادت الوكالة...