عودة مكثفة للفعاليات الأسبوعية بنقاط التماس بالضفة.. ما رسائلها؟

بعد تراجع وانخفاض حجم الفعاليات المناهضة للجدار والاستيطان في نقاط التماس في الضفة الغربية المحتلة، عادت تلك الفعاليات لتفرض حالة جديدة من البروز، خاصة مع ميلاد نقطة تماس جديدة في بلدة رأس كركر قضاء رام الله.

وتعد نقاط الاشتباك والمواجهة في نعلين وبلعين والنبي صالح برام الله وكفر قدوم شرق قلقيلية، من نقاط التماس والاشتباك الأسبوعية، التي كانت تشد الأنظار والمتابعة إليها من المؤسسات الإعلامية المحلية والعالمية، ولكنها شهدت تراجعًا ملحوظًا في الأعوام الأخيرة.

وأكد باسم تميمي، الناشط في قضايا الاستيطان في قرية النبي صالح، أن المسيرات الأسبوعية تهدف إلى ربط الأجيال الجديدة بماضيهم وتراثهم وأرضهم، وتذكير العالم بمعاناة أجيال من الفلسطينيين المهجرين من أرضهم رغم القوانين الدولية الصادرة من الأمم المتحدة، كما تؤكد الرفض القاطع لانتهاكات الاحتلال وممارساته ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن هذه الفعاليات تسعى أيضاً إلى فرض حق عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجروا منها قسراً قبل عقود من الزمن.

ونبّه إلى أنّ الفعاليات أخذت في التراجع منذ عام 2013؛ نظراً لتراجع الأحزاب السياسية التي كانت تدعو لها، مؤكداً أن الخطورة تكمن في احتمال الاستسلام وتراجع المقاومة التي يهدف الاحتلال من خلالها إلى إنهاء القضية الفلسطينية.

ونظرًا لبروز بلدة راس كركر، وقرى خربثا والمغير قضاء رام الله نقطةَ تماس ساخنةً، أقدمت قوات الاحتلال على استهداف الصحفيين خلال مواجهات جبل الريسان، وأصابت أربعة منهم، وهم: عباس المومني، وعصام الريماوي، وسامر عطايا، وجوزيف دايك مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.

وخلال شهر أيلول الحالي وُلدت اللجنة الشعبية للدفاع عن جبل الريسان، من قرى رام الله، والتي شرعت في إصدار بيانات تدعو للنفير العام والتجمهر، في أوقات معينة، والمشاركة بالمسيرات المسيَّرة باتجاه المناطق المصادرة في جبل الريسان، حتى استعادة الجبل.

وأقيمت الجمعة الفائتة صلاة الجمعة في جبل الريسان، وألقى الخطبة فيها الدكتور جمعة أبو فخيدة، وقال فيها عبارته الشهيرة: “لم يتبقَّ لنا في هذه القرى سوى عتبات بيوتنا”.

وأحيت بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية -في شهر تموز الفائت- مرور سبع سنوات من المقاومة ومواجهة الاستيطان وإغلاق طريق البلدة الرئيس الواصل إلى نابلس، والتي تعد النموذج المتميز في طريقة مقاومة الاحتلال.

وأشار مراد اشتيوي، الناشط في تنظيم تلك الفعاليات إلى أن أكثر من 500 مسيرة كانت كفيلة خلال سبع سنوات أن تخلق جيلا مؤمنا بوطنه، واعيا لمخاطر استمرار الاحتلال، يفكر فقط في ابتداع آليات جديدة لمقارعة الاحتلال بحجر تارة، وبمقلاع تارة أخرى، وبمرآة عاكسة تعيق قناصتهم، أو بدخان إطار مشتعل.

وقال الناشط المجتمعي وائل الفقيه: إن غياب الاستراتيجية للمقاومة الشعبية، بات يضعها في خانة رد الفعل والتخبط أحيانا؛ ما أفقدها أحيانا بعض القوة على مواجهة الخطر الاسرائيلي ومشاريعه العنصرية، إضافة لمحاولات تسيير المقاومة الشعبية من السلطة الفلسطينية وكأنها الراعية والحاضنة لها، وعدّها الشكل الوحيد لمقاومة الاحتلال، وعكس أيضا نوعا من اللامصداقية لدى نشطاء العمل الشعبي.

وشدد على أن المطلوب من أجل إبقاء ديمومة تلك الفعاليات، تحديد مفهوم المقاومة الشعبية وتوحيد الجهود ورسم الاستراتيجية وبناء التحالفات وإجراء عمليات وورش تثقيفية مستندين إلى التجارب الدولية، وإلى المحطات النضالية الفلسطينية كإضراب 26 وانتفاضة الحجارة المجيدة وانتفاضة الأقصى.