الأحد 01/سبتمبر/2024

عدوان: أمريكا تريد تصفية قضايا الحل النهائي وفرض واقع جديد

عدوان: أمريكا تريد تصفية قضايا الحل النهائي وفرض واقع جديد

قال عصام عدوان، رئيس دائرة شؤون اللاجئين بحركة حماس: إنَّ قرار الولايات المتحدة الأمريكية وقف تمويل “أونروا” نهائيًّا بمنزلة تخلٍّ عن مسؤولياتها كاملة تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين، ومحاولة على طريق تصفية القضية الفلسطينية وخلق وقائع جديدة.

ولفت عدوان في مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى أنَّ المسعى الأمريكي من هذه القرارات يصبّ في شطب الأونروا بالكامل، وهو ليس بالجديد على الإدارة الأمريكية؛ فقد بدأ منذ توقيع اتفاق أوسلو وما عرف باتفاق عباس- بيلين، حيث كان هناك عرض يقضى بإنهاء أونروا وإنشاء منظمة بديلة انتقالية تستلم مقرات الأونروا وتسلمها بالتدريج إلى الدول المضيفة للاجئين، وفق قوله.

خلق وقائع جديدة

وأكد أن الولايات المتحدة تخلق وقائع جديدة على الأرض تتيح تنفيذ هذا القرار الذي كان يؤجَّل منذ عام 1995، كغيره من القرارات المؤجلة والتي تم تنفيذها مثل: قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وقال عدوان: “الآن الإدارة الأمريكية تبذر بذور إنهاء الأونروا ويمكن لدول أجنبية وعربية أن تتبعه، فهي ذات تأثير كبير وقوى داخل الأمم المتحدة، وبالتالي يمكن أن تبقى الأونروا تعاني الأزمات إلى أن يعاد النظر في تكليفها بعد عام من اليوم”.

وأوضح أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية عضو مشرف على الأونروا منذ تأسيسيها، وقرار إنشاء الأونروا في الأمم المتحدة نصّ على تشكيل هيئة مشرفة تتكون من أمريكا وفرنسا وتركيا.

وقال عدوان: إنه لا يجب على الولايات المتحدة أن تبقى عضواً في الهيئة المشرفة على الأونروا ولا في اللجنة الاستشارية التي تقتصر على الدول المتبرعة بقيمة كبيرة.

خسارة لأمريكا

وأضاف: “قرار الولايات المتحدة بوقف تمويل أونروا يخرجها من دائرة صنع القرار والتأثير عليه في الأونروا”، مشيراً إلى أنها احتفظت لنفسها بنصيب الأسد بين الوظائف الدولية في الأونروا، مثل حصولها على دور عدد من المفوضين العامّين للأونروا وأيضاً نائب المفوض العام الحالي وهم أمريكيّو الأصل، وفق قوله.

وأكد أن تخلي أمريكا عن مسؤولياتها خسارة لها في مكانتها بين الدول الأعضاء؛ “فهي لن تجرؤ على تعيين أحد في مهام قيادية ومسؤوليات كبرى داخل الأونروا، بل يصبح من العار على الأونروا أن تبقي هذا العدد من الموظفين الأمريكيين بينما توقف دعمها بالكامل عن المنظمة”.

الإحلال العربي

وأشار إلى أنّ إسقاطات هذا القرار قد تدفع بعض الدول المتبرعة للأونروا بوقف مساعداتها لها أو مراجعة هذه المساعدات، لافتاً إلى أن هذه الخطوة قد تدفع بعض الدول العربية أن تحل مؤقتاً محل الدعم الأمريكي، وهو أمر غير مرغوب به على حد وصفه.

وتابع: “نحن لا نريد أن تكون الأونروا منظمة عربية أو أن تهيمن المساعدات العربية عليها، بل يجب أن تظل منظمة دولية بمعني الكلمة”، مضيفاً “إن كان العرب حريصين على الشعب الفلسطيني واللاجئين فعليهم إنشاء منظمة أخرى لتقديم المساعدات لهم”.

وأضاف في السياق نفسه: “لا نتوقع أن يصل حجم التبرع العربي إلى أن يحل محل الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تتبرع بما يصل إلى ربع ميزانية الأونروا”.

تصفية قضايا الحل النهائي

ولفت عدوان إلى وجود مخاوف من هذه الخطوة، وهو أن الادارة الأمريكية تريد تصفية قضايا الحل النهائي وفرض واقع جديد؛ على طريقة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ووقف المساعدات للأونروا، وعدم الاعتراف بأعداد اللاجئين.

وأشار إلى أن هذه العملية بمنزلة تخفيف للملف التفاوضي وإزاحته عن طاولة المفاوضات؛ تسهيلاً على “إسرائيل” في مواجهة هذه المطالب التي استعصت على ربع قرن من المفاوضات.

وأوضح أن هذه الخطوة لا تبشر بخير؛ ففي حال أزاحت أمريكا هذه الملفات عن طاولة المفاوضات فعلى ماذا يتفاوض الفلسطينيون؟، متسائلاً: “هل سيقبل الفلسطينيون التفاوض مع إسرائيل والقدس واللاجئون والمستوطنات خارج عملية التفاوض؟!”.

خلق مشاكل جديدة

وأكد أن الوقف الكامل لدعم الأونروا يعني المزيد من التقليصات التي تقوم بها الأونروا؛ حيث إن تقليص المساعدات سيخلق أزمات ومشاكل كبيرة على اللاجئين الفلسطينيين، خاصة أنها تتذرع بالأزمة المالية في شطب برامج كاملة مثل: برنامج الطوارئ والصحة النفسية.

ونبّه إلى أنه يوجد في قيادة الأونروا الحالية من يتماهى مع التوجهات الأمريكية والصهيونية، مضيفاً: “نحن نلمس أن هناك بعض القيادات المتنفذة في الأونروا ذات توجهات صهيونية، ولا تريد استمرار الأونروا بالطريقة التي تخدم اللاجئين، وإنما بالطريقة التي تخدم إسرائيل”.

وطالب بضرورة مغادرة مثل هذه الشخصيات والقيادات لمواقعها؛ لأن هذه المؤسسة جاءت لخدمة اللاجئ الفلسطيني، وليس لخدمة “إسرائيل”.

المطلوب فلسطينيًّا

وحول ما هو مطلوب فلسطينياً لوقف الإجراء الأمريكي؛ شدد عدوان على ضرورة إيجاد حراك دولي تقوده السلطة الفلسطينية مدعوماً بالموقف الشعبي الفلسطيني وبالتعاون مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة في العالم.

وتابع: “نحن نمتلك أغلبية في الجمعية العامة بالأمم المتحدة والتي يمكنها أن تحول دون إجراء أي تخفيض على تفويض الأونروا، بل يمكن من خلال هذه الأغلبية استصدار قرارات من شأنها تقديم الدعم المالي للأونروا ومساندتها”.

وطالب السلطة الفلسطينية بأن تقوم بدورها وواجبها على أكمل وجه، وأن تقف أمام مسؤولياتها؛ فهي الوحيدة التي تمتلك القدرة على الحشد وخوض المعركة الدولية لكونها الممثل الشعب الفلسطيني في الخارج، حسب قوله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات