علي شاهين.. الناطق بالعبرية في مسيرة العودة

عندما رأيته للمرة الأولى مستقبلاً الحدود وممسكاً بمكبر الصوت مردداً عبارات باللغة العبرية ظننت أنه صدح بها ارتجالاً في حالة انفعال عامة، لكن مواظبته على الفعل تكشف عن رسالة حقيقية يعبر عنها بطريقته.

وحدها الريح من تؤيد مراد السيّد علي شاهين (64 عاما) مساء كل جمعة وهو يؤكد على مسمع قناصة الاحتلال سلمية مسيرة العودة، واصفاً ما يرتكبوه من فعل بالجريمة بحق متظاهرين سلميين.

ويعدّ السيّد شاهين من أكثر المشاركين السلميين في مسيرة العودة شرق البريج مواظبة على الحضور بشكل شبه يومي، وبشكل دائم يوم الجمعة من خمسة أشهر دون انقطاع.

رسالة سلمية
وأمضى شاهين خمسة أشهر مواظباً على المشاركة السلمية في ساحة وخيام مسيرة العودة، وقد عرف بأنه الرجل الذي يفتتح مساء كل جمعة بعبارات يطلقها باللغة العبرية على مسمع الجنود خلف السلك الفاصل. 

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، “أنا أفتتح كل جمعة باسمها وعنوانها، وأتحدث معهم باللغة العبرية وأكون سعيد عندما أتحدث العبرية حتى تصل رسالتي كمشارك سلمي لجنود الاحتلال”.

ومن أهم الشعارات التي يرددها بالعبرية على مسمع الجنود: “هذه أرضنا ولابد أن نستعيدها- أنتم تحتلون أرضا وتعلمون أنها ليست ملككم، والشعب الفلسطيني على حق-لا تستمع لأوامر ضباطك فهم على باطل ولن ينفعوك-القدس عاصمة فلسطين-لا يوجد دولة اسمها إسرائيل هناك دولة اسمها فلسطين”.

ويكشف عن رضاه بملازمته مسيرة العودة طوال الأشهر الخمسة متابعاً: “مستعد أن أبذل كل جهدي هنا، وكلنا مستعدون لمواصلة العمل السلمي هنا قرب الحدود حتى نستعيد حقنا في الحياة”.

شاهد دائم
يتصبب العرق من جبين ورقبة علي وهو يفرد الكلمات طمعاً في نقلها بوضوح إلى جنود الاحتلال القابعين خلف ساحة مسيرة العودة مسافة تقل عن 300 متر فيما تدور جلبة في نقطة التماس.

وأنجب علي عشرة أبناء ولديه عدد كبير من الأحفاد، وقد ترك عمله في مهنة (القصارة) داخل الأرض المحتلة بعيد انتفاضة الأقصى عام (2000) حيث لجأ للعمل في قطاع المباني داخل قطاع غزة.

 ويتابع: “أشارك بشكل شبه يومي ويوم الجمعة دون انقطاع، وأردد كثيرا مقدمة دعوة للجنود أنصحهم أن يرحلوا عن هذه الأرض لأنها ليست لهم، وألا يستجيبوا لتعليمات ضباط الجيش لأنهم لن ينفعوهم في نهاية المطاف”.

وشهد شاهين خلال مشاركته الدائمة مع أصدقائه وأقاربه سقوط عشرات الجرحى بالرصاص المتفجّر، ووقوع ضحايا بالرصاص العشوائي الذي أصاب الأطفال وكبار السن على مسافة بعيدة من السلك الفاصل.