إبراهيم أولَ أيام الدراسة.. فرحة غائبة بغياب الأم في سجون إسرائيل

مزيج من المرارة والحزن، شعر به الطالب إبراهيم بدر (10 أعوام)، وهو يتجهز لأول أيام العام الدراسي، في ظل غياب والدته القسري في سجون الاحتلال.

إبراهيم اعتاد أن تجهزه والدته بداية كل عام دراسي؛ فتشتري له ملابس المدرسة وحقيبتها والدفاتر والأقلام، وتنثر بمحبتها أجواءً بهيجة لاستقبال العودة للدراسة بعد عطلة صيفية.

عامٌ مختلف بغياب الأم

هذا العام بدا الأمر مختلفا؛ فوالدة إبراهيم المربية الداعية سائدة بدر، زوجة النائب محمد بدر، قيد الأسر في سجون الاحتلال بعدما داهم منزلها في الخليل، في 14 أغسطس/آب الجاري، واعتقلها من وسط أسرتها.

حاول إبراهيم الامتناع عن الذهاب للمدرسة في هذا اليوم، قبل أن يحثه والده النائب بدر وشقيقه عمر (16 عاما)؛ ليحافظا على عهدهم مع والدتهم بالتزام الدراسة والتفوق.

“لماذا اعتقلوها؟”.. يصرخ إبراهيم متسائلا، ويوجه سيلا من الشتائم على قوات الاحتلال، معبرا عن اشتياقه لوالدته الراسفة في سجون هشارون.

يقول عمر نجل الأسيرة: أخي إبراهيم متأثر كثيرا لاعتقال أمي أمام عينيه وهو يبكي، حاول أن يذهب معها لكن جنود الاحتلال المجرمين صرخوا فيه فانفجر بالبكاء.

ويضيف عمر في حديث خاص لمراسلنا: ذهبت أنا وشقيقي وأبي إلى السوق لشراء ملابس المدرسة والقرطاسية التي اعتدنا أن تشتريها والدتنا، لكن إبراهيم رفض وصمم أن لا يشتري شيئًا حتى تخرج أمنا من السجن، وذهب اليوم إلى المدرسة بملابسه القديمة وبدون حقيبة وهو في حالة نفسيه سيئة.

ذاكرة الأطفال

النائب محمد ماهر بدر أكد أن اعتقال زوجته أثر سلبا على أطفاله وهم يشاهدون جيش الاحتلال يكبلها ويلقي بها داخل ناقلة الجنود، مشيرا إلى أن هذا المشهد لن يشطب من ذاكرة الأطفال.

وقال بدر في حديث خاص لمراسلنا: ابني إبراهيم طفل مثل غيره متعلق بوالدته، وعندما انتزعها الاحتلال فجأة من البيت شعر بفراغ، وأصابه الحزن والألم.

وأضاف “أحيانا كثيرة يكون جالسا بصمت مرة يبكي ومرة يفكر.. أحاول أن أرفع من معنوياته لكنه يعاجلني بالسؤال: بابا شو اليهود بعملوا بماما بضربوها!! بطخوها!!”.

وأشار النائب بدر أن هذه المشاهد المؤلمة ستزيد من غضب الأطفال على الاحتلال، بل ستكون لديهم نفسية عدوانية متأججة ضد ممارساتهم، وسرعان ما يكبر هؤلاء الأطفال ليندمجوا بالانتفاضات المتوالية وهم في عمر الزهور؛ لأن ما صنعه الاحتلال لذويهم يبقى مكتنزا في أعماق صدورهم فيفجر بركانا من الغضب ضد الاحتلال.

واعتقلت قوات الاحتلال الداعية بدر ضمن حملة اعتقالات طالت ستًّا من النساء الداعيات والمربيات في الخليل، وادّعت عبر إعلامها أنهن يقمن بنشاطات داعمة لحركة حماس.