وليد دقة 66 عيدا بسجون إسرائيل.. وهذا حلمه البسيط!

تسرح أفكار وخواطر الأسرى للخارج مع عيد الأضحى المبارك، ويتذكرون أدق التفاصيل التي تمر مرور الكرام في الخارج، لكنها لدى الأسرى ذكرى وفكرة جميلة تذكرهم بالشوق والحنين للخارج؛ حيث الحرية بلا سجن وسجان.

“معاك فكة”، أو “معاك فراطة”.. وهي عبارة عن أزمة في كل عيد تحدث لدى المواطنين نتيجة احتفاظهم بالفكة وهي القليل من النقود ذات القيمة الصغيرة؛ حيث يكثر البحث والسؤال عنها لدى الصغار والكبار قبل يوم من العيد وفي أول يوم منه لمعايدة الأطفال الصغار الذين أحيانًا يطلبونها.

سؤال عادي

الأسير وليد دقة والذي يدخل عامه الـ 33 في سجون الاحتلال الظالمة وسط الزنازين وغرف السجن الضيقة، كتب حروفًا، أقل ما يقال عنها، إنها خطت بدموع من ألم ووجع؛ حيث يقول: “بتعرف شو أكثر شيء مشتاقله بره، أو حتى ممكن يبكيني؟!.. إنه واحد يسألني سؤال في أمر عادي جدًّا.. يسألني مثلاً (معك فراطة)؟!”.

وتابع الأسير دقة يقول في رسالة للخارج: “مش مهم يكون معي أو ما يكون، المهم يسألني.. من زمان ما حدا سألني إذا معي (فراطة)”.

عوالم أخرى

عبارة صغيرة وسريعة لكن معانيها كبيرة لدى الأسرى في سجون الاحتلال، يحلمون بها ويكتبون فيها أشعارا، وأحيانًا يؤلفون قصصًا حولها لمجرد أنها تذكرهم بالحرية، بعيدًا عن السجن والسجان وأصوات فتح أبواب السجن وإغلاقه، فهي بضع كلمات يقولها  الأسير للمحامي أو للأهل يثير مخيلتك وينقلك لعوالم أُخرى.

الأسير دقة يتابع في مخيلته: “غدًا اليوم الأول من أيام العيد الذي لم أحتفظ له بملابس جديدة منذ 33 عامًا، ولا أملك مالاً “لأفرطه”، ولا حلوى لأوزعها على الأطفال، لكني ما زلت مؤمنًا بالإنسان وبالمنفيين، وبمن يقتاتون على الذاكرة، حتى إن جفت حلوقهم، وخوت أمعاؤهم.. يرضعون الغيم، ويلعقون ملح الكف، وهم ينثرون ورد العمر على قارعة طريق الفقراء والمقهورين غير نادمين”.

ويعدّ الأسير وليد دقة (57 عامًا) من قدامى الأسرى الفلسطينيين؛ حيث اعتقل عام 1986 وحكم بالسجن مدى الحياة، وأضيف لحكمه سنتان لاحقًا؛ حيث يتهمه الاحتلال بالمشاركة في خطف وقتل جندي صهيوني، وألف في السجن مسرحية “الزمن الموازي” وهي مستوحاة من تجربته في الأسر والاعتقال لمدة زمانية طويلة جدًّا.