ميدان عمر بن الخطاب.. ساحةٌ أثرية تقاوم صلف التزوير والتهويد

بمحاذاة باب الخليل الشاهد على تاريخ القدس وأحداثها يقع ميدان عمر بن الخطاب الذي نسب اسمه إلى الخليفة الراشد.

ويتشكل الميدان من ساحة مفتوحة تطل على الداخل للبلدة القديمة ويحوي العديد من المعالم الهامة من فنادق وكنائس، إضافة إلى قلعة القدس التي سيطرت عليها سلطات الاحتلال منذ عام 1967.

ويقول الباحث في تاريخ القدس روبين أبو شمسية: إن الميدان يقع في الجهة الغربية لمدينة القدس المسورة بجانب باب الخليل، أو باب يافا الذي يعد من الأبواب الأربعة الأصلية لسور المدينة.

وأوضح في حديث لـ”مراسلنا” أن ميدان عمر بن الخطاب يعد من أهم الساحات الأثرية في القدس، وسمي بهذا الاسم بسبب الرواية الشعبية التي تقول أن الخليفة عمر بن الخطاب جاء من الجنوب من جبل المكبر، وعبر هذه الساحة إلى كنيسة القيامة.

ويضيف أن الساحة تطل على الفتحة التي فتحها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني عام 1898 لتسهيل دخول عربة الإمبراطور الألماني ويليام الثاني وزوجته اوغستا فكتوريا للمدينة المقدسة، حيث أقاما في فندق “امبريال” الجديد في باب الخليل.

علما أن الإمبراطور رفض الدخول تحت العلم التركي من الباب الأصلي الذي كان موجودا فتم كسر هذه الفتحة التي تعد من علامات ضعف الدولة العثمانية أواخر القرن التاسع عشر.

وعلى يمين الداخل من باب الخليل نحو ميدان عمر بن الخطاب يوجد القلعة التي تسبق بناء السور بحوالي 700 سنة وأيضا الخندق الذي يعود للفترة الأيوبية.

ويشير أبو شمسية إلى أنه على يسار الداخل إلى الميدان وهي الساحة المجاورة لباب الخليل، يوجد مقام ووقف يعود لعائلة ذرية من عوائل مدينة القدس وهي عائلة الصافوطي الذي يحتوي على قبرين يعودان حسب الرواية الشعبية إلى المهندسين الذين أعدمهما سليمان القانوني بسبب اخراجهما جزءًا من جبل صهيون لخارج أسوار القدس، ولكنها قصة بعيدة عن التاريخ الحقيقي للمكان حيث أن الاعتقاد الأثري أن هذين القبرين يعودان لعائلة بوسنية بسبب طريقة البناء للقبرين.

ويجاور هذا المقام مدخل إلى السوق اليوناني والأوقاف اليونانية منها فندقي الامبريال والبترا اللذان يعودان لأواخر القرن التاسع عشر.

وبجانبهما مدخل إلى شارع داود والبريد النمساوي وهو أقدم بريد موجود في مدينة القدس، وإلى جانبه البريد البريطاني وأول قنصلية بريطانية علاوة على كنيسة المسيح التي بنيت عام 1850.