السبت 29/يونيو/2024

زيارة قبور الشهداء صباح العيد.. تقليد فلسطيني متوارث

زيارة قبور الشهداء صباح العيد.. تقليد فلسطيني متوارث

مع إشراقة صباح اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، توجهت أسماء بلاسمة والدة الشهيد محمد بلاسمة من سلفيت إلى المقبرة المجاورة لمنزلها، حيث وزعت حلوى على الأطفال صغار السن، عادةً مصاحبةً لزيارة القبور في العيد.

وتكتظ المقابر في جميع مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة في الصباح الباكر وقبل وبعد صلاة العيد بالمواطنين والزوار.

تقرأ بلاسمة الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم عند قبر ابنها الشهيد، ومن ثم تعايد النسوة من أمهات الشهداء وكل من تصادفهم في المقبرة، وسط مشاعر الحزن لفراق الأحبة.

وعن زيارة القبور، تقول والدة الشهيد بلاسمة: “تعودت أن أزور قبور أقاربي، حيث كانت والدتي تأخذنا صغاراً للمقبرة وتعودنا على ذلك، وأنا أزور المقبرة باستمرار وخاصة صباح كل عيد، ومع استشهاد ابني أحرص كل الحرص على أن أزوره في المقبرة وأدعو له”.

ويرى ذوو الشهداء في زيارة القبور صباح العيد فعلاً محموداً دينياً واجتماعياً، وفيه نوع من التعبير عن الوفاء سواء للشهداء أو حتى للأموات العاديين.

وينشر بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صور زيارة الأهالي للقبور مع صباح العيد.

وفي مقبرة رافات غرب سلفيت، تزور الحاجة أم يحيى مقبرة البلدة، وتدعو لأهل القبور، ولولدها الشهيد يحيى عياش والذي تأمل أن تزور قبره في غزة، حيث يحرمها الاحتلال من زيارة قبر ابنها منذ 22 عاما.

وتشعر والدة الشهيد عياش من خلال زيارة مقبرة القرية مع النسوة صباح العيد بالوفاء لابنها رغم بعد المسافات.

وتوزع نعيمة ناصر الحلوى على الأطفال والفتية عن روح والدها، وتقرأ أيضا الفاتحة على روح أحد الشهداء، ومن ثم تحتضن وتعايد أمهات الشهداء في المقبرة الغربية، حيث تقول إنه لا يصح أن ننسى شهداءنا أو أمواتنا خلال فرحة العيد.

وقد أصبحت زيارة القبور صباح يوم العيد “تقليداً” لا يمكن تجاوزه عند الكثير من الأسر الفلسطينية، خاصة في الأرياف، وكذلك بشكل خاص تلك التي ودّعت الشهداء الذين سقطوا على يد الاحتلال سواء من الانتفاضة الأولى أو الثانية.

واعتادت والدة الشهيد سامر دواهقة الذي اغتالته قوات إسرائيلية خاصة خلال انتفاضة الأقصى الذهاب إلى زيارة القبور صباح العيد مباشرة، مثلها مثل المئات من المواطنين الفاقدين للأحباب والأصحاب.

وهكذا باتت زيارة القبور صبيحة العيد عادة لدى الكثيرين، وأصبح من الصعب على ذوي الشهداء خاصةً البدء بنهار العيد دون زيارة قبور أبنائهم والسلام على موتاهم والدعاء لهم في صباح العيد المبارك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات