الأربعاء 26/يونيو/2024

غزة على طاولة الكابينت.. بماذا يفكر قادة الاحتلال؟

غزة على طاولة الكابينت.. بماذا يفكر قادة الاحتلال؟

لا يزال قادة الكيان ما بين مطرقة المقاومة وسندان التهدئة في حوارات ماراثونية جوفاء؛ وهم يدركون جيدا أن الحق المشروع الذي يُنهي هذه الأزمة حاليا هو “رفع الحصار” عن قطاع غزة واستحقاقاته، ثم التطرق إلى الملفات الأخرى العالقة.

وللوقوف على حالة التخبط في المشهد الصهيوني تابع “المركز الفلسطيني للإعلام” ما تناقله المحللون “الإسرائيليون”، حول هذا الموضوع.

المصالح الأمنية

أجرى معهد الأمن القومي الصهيوني نقاشا معمقا حول غزة وآخر المستجدات، تخلله عدة أراء نرصد أبرزها، إذ استهل وزير الحرب الأسبق موشي يعلون الحوار بالقول: “لسنا بحاجة للحديث عن حلول لأننا نعلم ما هي الحلول؛ نحن بحاجة لنتحدث عن الطريقة التي من خلالها نعزز مصالحنا الأمنية، و الأزمة الإنسانية في غزة جزءٌ منها، وأن يعيش سكانها باحترام ورفاهية جزء منها أيضا، لكن يجب أن لا نخدع أنفسنا بالتفكير بأنه سوف يتم حل المشكلة من خلال هذا أو ذاك القائد الفلسطيني، في هذه المرحلة أقترح أن نخفض توقعاتنا”.

فيما قال حاييم يلين عضو الكنيست عن حزب “هناك مستقبل”: “يجب علينا أن لا ننفق الأموال على مكان يُطلق منه النار علينا، يجب الفصل بين الإرهاب والسكان، ويجب علينا المساعدة بشكل مباشر، لكن لا يتطلب من إسرائيل أن تكون نخبوية مرة أخرى في مساعدة قطاع غزة”.

عضو الكنسيت ميراف ميخائيلي من “المعسكر الصهيوني” قالت: “ما يجب علينا فعله اليوم هو المصالح الأمنية، بالتأكيد قبل أي شيء، فإن الأزمة الإنسانية لم تحدث من قبل، يجب أن نوفر الماء والكهرباء لغزة، برأيي يجب أن ندير مفاوضات مع حماس بالتوازي مع السلطة الفلسطينية”.

خلف الكواليس

وكان رأي “رونيت مرزان”، القيادية السابقة في وحدة التجسس الإلكتروني “8200”: أنه “يجب أن نؤمن بأن حماس قد تغيرت ويجب علينا أن نتغير معها”، على حد زعمها.

الجنرال أودي ديكل، نائب رئيس معهد الأمن القومي الصهيوني، والذي جاء بحل مغاير، قال: “هيا نعيد محمود عباس إلى قطاع غزة مع حزمة من الإصلاحات، فعودته تحقق التغيير، حينها يفهم المواطن الغزي بأن عباس هو من أحدث لهم التغيير وليست حماس، وإذا فشل هذا فلن يحدث تغيير حقيقي في الوضع القائم، وإذا نجح ذلك يمكن أن نلمس تغييرا أو واقعا أفضل بكثير”.

 فيما قال مراسل الشؤون العربية جال بيرغر في شبكة “كان”: “حماس قررت استمرار محادثات التهدئة في ظل تواصل إطلاق النار بوتيرة متنوعة، كما تستخدم وسيلة ضغط جديدة، إذ ترسل مجموعة قوارب للوصول لحدود غزة البحرية، وهذه وسيلة ضغط جديدة على إسرائيل”.

وكشفت مراسلة إذاعة الجيش “ليل شاحر” أن هناك تفاصيل جديدة تخللتها جلسة الكابنيت الخميس الماضي بعد نقاش حاد، وطرح جملة من السناريوهات من الجيش للمواجهة العسكرية في غزة، وقد قوبلت بالرفض والمعارضة من أعضاء الكابنيت، “إذ أن طلب ليبرمان بعملية برية وتقسيم القطاع تم رفضه تماماً”.

وفيما يتعلق بإعلان وقف إطلاق النار، كشفت إذاعة جيش الاحتلال أن جميع أعضاء “الكابنيت” عدا ليبرمان وافقوا عليه، وجرى ذلك الساعة 12 ليلاً، ولكن الوزراء اختاروا إخفاء موقفهم خشية من الجمهور “الإسرائيلي”، وكي لا يظهروا كما لو أنهم خضعوا أمام حماس.

وأمس لم يُكشف عن قرارات جديدة في جلسة “الكابنيت” (مجلس الوزراء المصغر إسرائيليا)، غير أن وزيرا قال لشبكة كان: “إذا استمر الهدوء، وتوقف إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، سيتم فتح معبر كيرم شالوم (كرم سالم)، وستوسع منطقة الصيد في القطاع”.

النسق المتناغم

محلل الشؤون العبرية في “المركز الفلسطيني للإعلام” ومن خلال ما جاء بالإعلام العبري في الساعات الأخيرة، وقف على بعض الخطوط والإشارات التي تعطي انطباعا عن تفكير قادة الكيان من ناحية، وعقلية المقاومة من ناحية أخرى، وقال: “في البداية لا بد أن نذكر أن المقاومة طورت كثيرا من تكتيك خياراتها دون المغالاة غير المحسوبة أو استخدام كل ما لديها، لكن هناك محاذير لا بد من ذكرها”:

 – إن الضغط الواسع في المشهد السياسي الصهيوني وكثرة التلاوم والضغط على أصحاب القرار،  قد يدفع هذا “الوحش الجريح” إلى جمع ما تبقى لديه من قوة ويصبح مفترسا وضاريا وخطرا جدا؛ صحيح أن التوجه العام الصهيوني ليس مع المواجهة العسكرية الشاملة، لكن قد يخلق هذا الضغط “ضربة استباقية” للجيش بعملية اغتيال، ودلل على هذا المخطط الأمني الصهيوني برصد سريع لما جاء في بعض الصحف العبرية:

 فالقناة العاشرة نقلت عن نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة على خلفية التوتر في الجنوب، أشار إلى الوضع في غلاف غزة، “لن ينتهي الأمر بضربة واحدة مطلبنا هو وقف تام لإطلاق النار، ولن نقبل بأقل من ذلك، لن أكشف عن خططنا حيال ذلك  لكنها جاهزة، هدفنا هو تحقيق الهدوء لسكان الجنوب وسيتم تحقيق هذا الهدف”.

وفي استطلاع  لصحيفة يديعوت صباح اليوم قالت فيه: “هل يجب العودة إلى سياسة الاغتيالات ضد قادة حماس”، كان الجواب (نعم)، يجب استعادة الردع 86%، فيما جاء الرفض بـ(لا) وستزداد الأمور سوءاً 14%.

لكن الصحفي “ياريف أوبنهايمر” من الصحيفة كتب معلقا على الاستطلاع: “إن العودة إلى سياسة الاغتيالات ضد قادة حماس عمل خطير وغير مسؤول، سيجرنا إلى حمام دم أكبر، وسوف يدفن أي فرصة للتسوية وسيقود المنطقة إلى حرب أخرى ستدمر كل الجهود”.

وأضاف “ياريف”، في الواقع لم تقم الاغتيالات بإخفاء أو ردع المنظمات، بل تسببت بعكس ذلك، وولدت ورثاء جدد كانوا أكثر “تطرفا وحبا للانتقام”، وفق زعمه.

وختم محلل “المركز” حديثه مشيدا بذكاء المقاومة وعدم تهورها” قائلا: “من الواجب أن تبقى المقاومة مستعدة وتعمل بهدوء وروية، وأن تستمر في هذا السلوك لكي تقطع الطريق على إيجاد مسوغات مجنونة من قبل الكيان، والحفاظ على نسق متناغم يدير دفة الميدان سواء بالتصعيد أو بالتهدئة أو خلاف ذلك، فإن هذا الأسلوب يخدر ويعرقل القرارات الاستراتيجية لقادة الكيان، ويجعله بصورة دائمة يبحث عن أهون وأسهل الحلول وقد يُبعد الضربة الاستباقية للكيان”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...