الأربعاء 03/يوليو/2024

غرفة المقاومة المشتركة بغزة.. بوابة التنسيق ونواة الأمل

غرفة المقاومة المشتركة بغزة.. بوابة التنسيق ونواة الأمل

في جولات التصعيد الأخيرة، لم تعد فصائل المقاومة بغزة تتبنى إطلاق القذائف والصواريخ تجاه دولة الاحتلال بشكل فردي كما كان عليه الوضع من قبل؛ بل أصبحت البيانات تصدر باسم “غرفة عمليات المقاومة المشتركة”.

هذا الأمر يرى مراقبون أنه يحدث تطوراً نوعياً لدى المقاومة، ويزيد من قوة الرد لديها، ويخلّف حالة من الإرباك في صفوف قادة الاحتلال.

“المركز الفلسطيني للإعلام” تحدث إلى عدد من المحللين حول الرسالة التي يحملها هذا التطور النوعي لدى المقاومة في غزة؛ حيث أجمع المحللون أنّ المقاومة باتت تملك الخبرة الكافية التي تؤهلها لإدارة معركة توجع الاحتلال.

مقاومة أكثر وعيًا
“الواضح أن المقاومة تعلمت من جولات التصعيد والحروب الماضية مع الاحتلال، وباتت أكثر تماسكاً في قراراتها العسكرية، وأكثر وعياً وتنسيقا في الميدان، وهذا ما شاهدناه من خلال غرفة العمليات المشتركة للمقاومة في الأيام الماضية”، هذا ما ذهب إليه المحلل السياسي أيمن الرفاتي.

وأوضح الرفاتي أنّ غرفة العمليات المشتركة تحمل رسالة للاحتلال بأنّ المقاومة باتت يداً واحدة، وقال: “هذا يعني أن الاعتداء على أي طرف من المقاومة اعتداء على المقاومة بأسرها”.

ونبّه إلى أنّ “إسرائيل” تريد أن يكون هناك خلل بين فصائل المقاومة لتحقيق أهدافها ولضرب الحالة الفلسطينية، “إلا إن الغرفة المشتركة أوصلت الرسالة بشكل واضح للاحتلال بأنّ زمن الفرقة في الميدان قد ولى، وأنّ أي حرب في قطاع غزة لن تكون كسابقاتها”.

ويشير المحلل الرفاتي، إلى أنّ العمل المشترك أرسل رسالة سياسية للاحتلال؛ بأنّ “قرار المقاومة في قطاع غزة واحد ومتكاتف بشكل فعليّ، وأن أي تفكير في الحرب على القطاع سيواجه بشكل جماعي، كما حدث في جولات المواجهة التي جرت خلال الأشهر الماضية”.

ويبين أنّ هناك رسائل أخرى للغرفة المشتركة للمجتمع الفلسطيني تعزز ثقته بهذه المقاومة الموحدة، بما يؤدي لتجنّد المجتمع كله خلف هذه المقاومة، وبما يصعّب عمل العملاء وأصحاب الأجندات الذي يحاولون بث الإشاعات والفرقة أثناء المواجهة مع الاحتلال.

احتضان المقاومة
الخبير في الشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة، عدّ العمل المشترك بين فصائل المقاومة الفلسطينية للرد على التصعيد الصهيوني أكثر إيلاماً للعدو، مبيناً أنّ الحالة الأخير التي يعيشها قطاع غزة، استدعت ضرورة وجود تنسيق مشترك على مستوى عالٍ يترك آثاره بارتياح شعبي بوحدة فصائل المقاومة ميدانياً.

وأضاف: “الغرفة المشتركة للمقاومة في غزة تسهم في وضع الخطوط العريضة، لأوسع عملية تنسيق وتعاون من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في العمل المقاوم على ساحة مواجهة العدو الصهيوني، ما سيكون له آثاره وفعله الواضح في الميدان؛ حيث ستكون تكتيكات المقاومة واضحة ومتفقًا عليها لمواجهة أي عدوان قادم، وستطبَّق على الأرض”.

ويشير أبو زبيدة إلى أنّ المقاومة الفلسطينية تستثمر مرحلة الاستقرار والهدوء في تطوير وبناء وتسليح نفسها، وإعداد العدة والعتاد لمقاومة المحتل على أسس قوية بما يكفل ردع أي عدوان صهيوني ومنع العدو من تحقيق أهدافه.

وأكّد: “الغرفة المشتركة للمقاومة عبارة عن نسق فكري وعملي ينظم المفاهيم والمبادئ العسكرية والقتالية للمقاومة، وتعدّ دليلا أساسيًّا للمقاومة في المجال العسكري، وهي التي تمنح المشروعية للعمليات العسكرية التي تقوم بها المقاومة”.

ولفت إلى أنّها تمثل القاعدة الأساسية لتوحيد جميع مفاهيم المقاومة المسلحة تجاه نوايا استخدام القوات والوحدات العسكرية؛ فهي الدليل الموحد لجميع الأعمال والنشاطات العسكرية لجميع فصائل المقاومة الفلسطينية.

دقة التنسيق
المحلل في الشأن الصهيوني عماد أبو عواد، أشار إلى أنّ غرفة العمليات المشتركة التي أعلنت عنها المقاومة الفلسطينية أحدثت إرباكاً كبيراً في صفوف الاحتلال، موضحاً أنّ الاحتلال كان في السابق يستهدف كل فصيل بعينه ويستفرد به على حدة، إلا أنّه الآن لا يستطيع ذلك ويواجه مقاومة متماسكة.

ويضيف: “ما من شك أن توحيد أي جهد يمنع ذهاب الجهود هدراً؛ فغرفة عمليات مشتركة ليست تعني أنّ هناك زيادة في القوة العسكرية للمقاومة، بل قوة في دقة التنسيق وزيادة قوة الردع لدى المقاومة، وهذا هو الأهم”.

وينبّه أبو عواد، إلى أنّ أكثر ما يخشاه الاحتلال هو فقده للردع؛ “فعندما تفكر المقاومة بعقلية جمعية يزيد من فقدان إسرائيل الردع وتخوفها”، مبيناً أنّ هذه الغرفة مهمة جداً، وسيكون لها انعكاسات إيجابية كبيرة على المقاومة، وستزيد من إرباك دولة الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقال الهلال الأحمر...