الإثنين 05/مايو/2025

ماذا دار في جلسة الخميس للكابينت الإسرائيلي؟

ناصر ناصر

كان من المقرر أن تناقش جلسة الخميس تطورات المحادثات حول التهدئة مع غزة، وذلك قبل ارتكاب الجيش الإسرائيلي لخطأ أو حماقة قتل اثنين من نشطاء القسام أثناء تدريبات عسكرية في موقع عسقلان في مخيم جباليا الثلاثاء 7-8 ، مما أشعل المواجهة العسكرية من جديد وخلط أوراق اللعبة من جديد، فاضطر الكابينت لمناقشة أربعة أسئلة رئيسية على الأرجح؛ وهي على النحو التالي:

أولا: ما هو الردّ الإسرائيلي على ضربات المقاومة؟

لم يقترح أحد من أعضاء الكابينت وفق كبار المراسلين السياسيين الاسرائيليين احتلال غزة أو حتى الدخول في مواجهة عسكرية واسعة تتضمن حربا برية شرسة، وذلك بعد ما سمعه الوزراء من تقارير أمنية قدمها الجيش واستعرضها للوزراء حول التكاليف الباهظة والخسائر البشرية الكبيرة التي سيدفعها الجيش، كالقتل والأسر ونحو ذلك، ومن اللافت أن شخصيات اليسار (الحمائم) هي من يطرح ومن باب المزايدة على الأرجح ضرورة حسم “حماس” عسكريا وسياسيا.

لقد ناقش الكابينت مسألة الردود العسكرية التكتيكية لاحتمالية استمرار ضربات المقاومة. وكان التوجه بقبول إعلان فصائل المقاومة في غزة وقف النار ظهيرة الخميس حتى جاء صاروخ بئر السبع في غير سياقه مما أدى لإقرار الكابينت ضربات إضافية تبين بعد ذلك أنها رمزية وتتعلق بالصراع على الوعي والذاكرة، وهذا ما مثله تدمير مبنى المركز الثقافي في مدينة غزة.

ثانيا: ناقش الكابينت أيضا مسألة هل يجب أن توافق “إسرائيل” على وقف النار المتوقع دائما في هذه الحالات؟

ويبدو بوضوح أن القرار كان بنعم، وذلك في ظل خيارات الاحتلال المحدودة أمام غزة.

أما السؤال الثالث فقد كان يتعلق بمسألة جهود الاتفاق الواسع التي يقودها المصريون والأمم المتحدة

 وتشير التقارير الأولية بتأجيل النقاش في هذه المسألة إلى حين تثبيت وقف النار الجزئي والمحدود حاليا،  حتى لا يؤثر ذلك في معنويات القادة والجمهور في “إسرائيل” كمن يبدو أنهم يتنازلون أو يتفاوضون تحت نار المقاومة الفلسطينية.

أما عن السؤال الرابع فهو الأسهل ويقع بالدرجة الأولى تحت مسؤولية مكتب رئيس الوزراء نتنياهو، ماذا نقول للإعلام وماذا نصدر من مواقف؟، فمعركة الإعلام والصراع على الرأي العام، وعلى الوعي والذاكرة لا يقل أهمية عما يجرى على أرض الواقع من معارك صاروخية.

وقد كان البيان مقتضبا وصقوريا لا يعكس الواقع أو الموقف الإسرائيلي الحقيقي بقبول وقف النار، بل ضرورة استمرار الجيش في ضرباته القوية للمقاومة في غزة.

وهكذا يمكن القول إن أسئلة الكابينت ما زالت تكتيكية صغيرة ولا تتلاءم مع وظيفته كمن يناقش ويحدد السياسات العامة والاستراتيجيات الكبرى، تاركا التكتيكات العملياتية للمستوى المهني – الجيش، وقد تكون هذه هي إحدى أهم أشكال ضائقة “إسرائيل” التي فرضها الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات