الثلاثاء 06/مايو/2025

غزة مقاومة لا تنكسر

ناصر ناصر

ترسل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من خلال ردها الصاروخي على قيام قوات الاحتلال بقتل اثنين من قناصتها شمال قطاع غزة أثناء عملية تدريب داخلية ، العديد من الرسائل للداخل الفلسطيني ، و للخارج بكافة أشكاله و من أهمها رسالة لـ”إسرائيل” مفادها الاستعداد الكامل للمواجهة الواسعة ، طالما بقيت “إسرائيل” مصرة على سياسات الخنق و الحصار و المماطلة و التلاعب في مسار المحادثات الجارية لوقف النار ، فخيارات المقاومة مفتوحة و سيناريوهات التعامل مع الاحتلال جاهزة ، فإن أرادت “إسرائيل” التهدئة فالقرارات و الأوراق مكتملة بين يدي صالح العاروري في القاهرة الآن ، و إن أرادت الاستمرار في استخدام تكتيكات العداء ( بالقتل عن طريق الخطأ ) أحيانا ، و بمنع الكهرباء و الماء و الوقود أحيانا أخرى ، و بالتذرع بعقبات الجنود الأسرى وأبي مازن ، فإن خيارات المواجهة بكافة درجاتها و أشكالها بين يدي ( الضيف ) في غزة .

لم تعد “إسرائيل” تتحكم في عوامل كبح التصعيد كما تريد و باللحظة التي تريد ، فعلى الرغم من تقدير المقاومة للوسطاء المصريين و الأممين وغيرهم، إلا أنها لن تسمح و تحديدا هذه المرة أن يقوم الإسرائيلي باستغلالهم لتمرير اعتداءاته و سياساته العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني في غزة .

أرسلت المقاومة رسالة لكل من يزعمون الخبرة في التفاوض و( بأن الدنيا والآخرة هي مفاوضات) ، بأن المفاوض لن يستطيع تحقيق أي من أهدافه العادلة والمشروعة طالما لم تكن هناك قوة على الأرض تدعمه، و بأنه يمكن بل قد يفضل في حالة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إجراء المحادثات تحت هدير المدافع ، فقد أظهرت التجربة السابقة مع “إسرائيل” و نتنياهو على وجه التحديد أنه لا يتخذ القرارات الصحيحة إلا تحت ظروف الضغط الشديد .

لقد أظهر استعداد و رد المقاومة الحازم أن كل المراهنات على كسر إرادة غزة قد فشلت، و أن كل العقوبات و الإجراءات الهادفة لإضعاف مقاومة الشعب الفلسطيني في غزة لم تجدي نفعا ، فهي لم تكسر عزيمة و همة و روح المقاومة الوثابة لدى الشعب الفلسطيني في غزة ، كما أنها فعليا لم تؤثر على قدرات المقاومة في الرد على عدوان الاحتلال ، بل قد تكون زادتها قوة و صلابة فالرد بمائتي صاروخ لا يمكن أن يصدر من ضعيف أو خائف مهزوز، و بناء على ذلك فقد آن الأوان لتغيير سياسة أبو مازن في خنق و تركيع غزة ، و العودة إلى خيار الوحدة الوطنية حقيقة لا ستارا للتفرد والتسلط و ذلك على أساس اتفاق المصالحة سنة 2011 .

لقد أظهر التصعيد الأخير و المستمر جرأة فلسطينية متميزة ، فلم يعد الشعب الفلسطيني في غزة يهتم بمسألة وقف التصعيد بقدر ما يهتم بمسألة ردع المحتل على عدوانه و بضرورة استثمار هذا التصعيد و إن طال قليلا لرفع و إزالة الحصار و نيل الحرية و الكرامة .

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الثلاثاء، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 48 شهيدا، و142 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...