السبت 03/مايو/2025

المنسق وشبكات التواصل.. اختراق صهيوني يهدد المجتمع الفلسطيني

المنسق وشبكات التواصل.. اختراق صهيوني يهدد المجتمع الفلسطيني

حرب إلكترونية موجهة من الآلة الإعلامية الصهيونية تستهدف كيمياء المجتمع الفلسطيني من الداخل.. الخطة معدة من وزارتي الداخلية والخارجية الصهيونية، وبإشراف ورقابة جهازي الشاباك والاستخبارات، تهدف لاختراق المجتمع العربي والفلسطيني اجتماعيًّا ونفسيًّا، وقد تكفلت وزارة الخارجية بمتابعة خطة الاختراق على صعيد المجتمع العربي خارج الكيان، فيما تكفلت وزارة الداخلية الصهيونية بمتابعة الخطة على صعيد المجتمع الفلسطيني.

عشرات المواقع الإلكترونية على فيسبوك وتويتر وإنستغرام، تم إعدادها لتنفيذ المخطط، وكلها ناطقة بالعربية وموجهة للمجتمعين العربي والفلسطيني، وتصدر مخاطبة الجمهور العربي والفلسطيني، أفيخاي أدرعي، الناطق باسم جيش الاحتلال الصهيوني، والمنسق العميد الدرزي كميل أبو ركن، منسق عمليات حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطيني بدلاً من يوآف بولي مردخاي.


null

دور المنسق

للمنسق الصهيوني دور هام وحساس في إدارة حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويتحكم بحركة مرور المواطن عبر المعابر والحواجز ونقل البضائع، وتحويلات المرضى، وسفر الطلبه إلى الخارج، وتنسيق سفر الحجاج والمعتمرين، وكل ما يخص حياتهم؛ حيث تعمل لجنة التنسيق في جهة الاحتلال مع لجنة تنسيق فلسطينية.

لكن الجديد والخطير في الأمر، هو التواصل مع المواطنين فرديًّا ومباشرة عبر التواصل الاجتماعي وبناء صداقات وأحاديث خاصة تحت مظلة إنسانية، وفي دراسة إعلامية لـ”مركز الإعلام العصري” بجامعة بير زيت حول حجم الإقبال على موقع المنسق، ذكرت الدراسة أن عدد المشتركين في الصفحة وصل إلى 117 ألف متابع، 44 % منهم فلسطينيون، وأوضحت الدراسة أن 76 % من تعليقات الفلسطينيين كانت إيجابية، و24% من إجمالي تفاعل المتابعين عبارة عن استفسارات، و50 % عبارات عن نقاشات وتأييد.

استغلال الجانب الإنساني

عمليات الانفتاح غير المسبوقة مع الجمهور الفلسطيني في ظل تقاعس السلطة واستمرار الحصار الصهيوني للفلسطينيين في الضفة والقطاع، أدت إلى اختراقات أمنية خطيرة في كيمياء المجتمع الفلسطيني وعمليات إسقاط في الشرك الأمني مع المخابرات الصهيونية.

 

المواطن محمد التميمي (34 عامًا) من الخليل، يطرح تجربته في هذا الجانب فيقول: “ألم المرض والحاجة دفعني للتواصل مع المنسق؛ فابنتي الصغيرة (8 أعوام) مصابة بالسرطان في أمعائها، وهي بحاجة لعملية؛ فقمت بالاتصال بالمنسق عبر الفيس، وحولني إلى مسؤول في مركز بيرس للسلام، الذي قام بدوره بعمل تحويلة مجانية لعلاج ابنتي في مستشفى هداسا بالقدس المحتلة، وساعدني في إصدار تصريح لي ولزوجتي لمرافقة ابنتي وأجريت لها عملية وجلسات علاج وحقن بالكيماوي”.

وتابع التميمي في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” بعدها بأسبوع استدعيت للمخابرات في عتصيون، وسألني الضابط يوسي عن علاج ابني وكيف تعاملوا معنا.. فشكرت المستشفى والمنسق، لكن ضابط المخابرات يوسي طلب مني أن نكون أصدقاء ونلتقي معًا.. فأدركت أنه يريد تشغيلي عميلاً وجاسوسًا معه فرفضت؛ فقال لي على راحتك، وبعدها سحب تصريحي وتصريح زوجتي وقطع عنا العلاج!”.


null

عملاء رأي عام

يتصل المنسق لقوات الاحتلال برجال الأعمال وكبار التجار في الضفة والقطاع، ويتم إصدار تصاريح خاصة لهم حتى في ظل الإغلاقات، ويتم دعوتهم للقاءات تطبيعية في غرف تجارية صهيونية في “تل أبيب”، ورامات غان، وهرتسيليا، تحت حجة تطوير الاقتصاد وتنمية التبادل التجاري، هذا في الوقت الذي يتعذب فيه عشرات الآلاف من الشباب الفلسطينيين الذين لا يمنحون التصاريح للعمل فيتسلقون الجدار ويدخلون إلى أماكن عملهم تهريبًا عبر الحقول والطرق الزراعية ويكونون عرضة للموت.

لكن رجال الأعمال المذكورين يتم صناعتهم بطريقة صهيونية عبر المنسق والعلاقة مع الناطق باسم الجيش؛ فلا يتم اعتراضهم على الحواجز، وتدخل شاحناتهم وصفقاتهم التجارية عبر المعابر بلا نكد ولا عرقلة حتى في ظل الإغلاقات في الأعياد الإسرائيلية وأيام الانتفاضة والهبات الشعبية.

وبحسب رواية خاصة لرجل الأعمال (أبو فادي) -هكذا اكتفى بذكر الاسم- أحد التجار الكبار في مدينة الخليل، قال ذهبنا 55 تاجرًا إلى بلدة المغار في الجليل الأعلى لتقديم واجب العزاء لأحد كبار ضباط الإدارة المدنية الذي كان يعمل رئيسًا للإدارة المدنية في محافظة الخليل بوفاة والده وتم استقبالنا استقبالا حارًّا.

“لقد وظف المنسق جيشًا من رجال الأعمال والتجار ليكونوا جواسيس وعملاء رأي عام ليحسنوا وجه الاحتلال الأسود”، هكذا علق أبو فادي.

تنظيف ملفات المواطنين

فوجىء سكان الكثير من الأحياء في محافظة الخليل وغيرها بقيام سلطات الإدارة المدنية وبتوجيه من المنسق، بوضع ملصاقات على الجدران وأبواب الحوانيت تفيد أن سكان الحي قد منع عنهم الحذر، وقام بتنظيف ملفاتهم الأمنية وبإمكانهم التوجه للإدارة المدنية للحصول على تصاريح عمل والسماح بالسفر للخارج، وتكرر الحدث في العديد من الأحياء، وفي حالة رفضهم، يقوم البعض بالاتصال بالمنسق لمساعدته، فيحوله على ضابط من الشباك وتبدأ المساومة.

وقد تمكن جهاز الشاباك من ربط بعض المحتاجين والمعوزين بحبال العمالة من خلال هذه الوسيلة القذرة لاستغلال حاجة الناس وضعفهم.

دور السلطة

لعل تهالك قيادات السلطة الفلسطينية في عمليات التنسيق الأمني والتطبيع المستمر ولقاءات المسؤولين الكبار مع المنسق في رام الله واللقاءات التطبيعية لرجال السلطة في “تل أبيب”، جعلت لبعض مرضى النفوس والمحتاجين حجة لإجراء اتصالات فردية مع المنسق لتيسير حاجاتهم العالقة ظنًّا منهم أنهم لم يرتكبوا جرمًا ما دام رامي الحمد الله رئيس الوزراء يلتقي بالمنسق جهارًا نهارًا في رام الله، الأمر الذي خفف عنهم وقع التصرف.

واعتبر عبد الستار قاسم، المفكر الفلسطيني المعروف، أن السلطة انزلقت في التنسيق الأمني إلى منحدر خطير جدًّا، أدى إلى تكوين ثقافة التنسيق والتطبيع مع الاحتلال والتي يرفضها شعبنا. وقال قاسم في حديث لمراسلنا: “ما دام كبار المسؤولين في السلطة يتسابقون في التنسيق مع الاحتلال ماذا تتوقع أن يكون تصرف الصغار من رجال أعمال وتجار وغيرهم؟!”.

وطالب قاسم بترسيخ ثقافة وطنية تجرم الاتصال مع الاحتلال بأي وسيلة كانت، وهذا يتطلب ابتداءً وقف التنسيق الأمني، ووقف عمليات التطبيع والحفاظ على ثوابتنا الوطنية القائمة على محاربة الاحتلال ومناهضته.

من جانبه عدّ حسن نواجعة، عضو لجنة مناهضة التطبيع في محافظة الخليل، في حديث خاص لمراسلنا، أن المنسق يقوم بدور خطير في اختراق المجتمع الفلسطيني والعمل على إسقاط شبابنا في حبال العمالة تحت مظلة حاجتهم الإنسانية والحياتية، وطالب بتجريم عمليات الاتصال به سواء من مسؤولين أو أفراد من أجل الحفاظ على وطنيتنا ونضالاتنا وكرامة شعبنا، مشيرًا إلى أن حصار الاحتلال لشعبنا والتضييق عليه، ينبغى أن يحاسب عليه الاحتلال دوليًّا وإقليميًّا ووطنيًّا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...