الخميس 01/مايو/2025

في غزة.. ترقبٌ وحذر

في غزة.. ترقبٌ وحذر

بحالة من الترقب والحذر الشديدين، يترقب الشارع الفلسطيني المباحثات التي تجرى بين غزة والقاهرة سعياً للوصول إلى ركيزتين أساسيتين؛ تهدئة مع الاحتلال من جهة، ومصالحة بين فتح و”حماس” من جهة أخرى.

وفيما يرى مراقبون أن قطاع غزة ما عاد يحتمل أكثر من ذلك بعد وصوله إلى مرحلة الانهيار في القطاعات كافة، إلا أنّ مجريات المباحثات ربما لا تبشر بحل قريب أو سريع للأزمات المتراكبة والمتراكمة في القطاع.

وفي استطلاع لفئة عشوائية من الفلسطينيين في قطاع غزة، أبدى الكثير منهم عدم تفاؤلهم لما يجرى من حوارات ومفاوضات حول المصالحة والتهدئة، ويعزو كثير منهم ذلك إلى “أنّ سلطة رام الله لا تريد لغزة أن تتنفس إلا عبرة جرة أكسجينها”.

سلطة متعنّتة

ومنذ بدء حوارات القاهرة بين مصر وحركة “حماس” أبدت السلطة انزعاجها الشديد لما يجرى، وبدأت تخرج عشرات التصريحات التي تحذر مما يجرى في محاولة للالتفاف على أي اتفاق، ومعها صعّدت حركة فتح من حدة خطابها ضد حركة حماس.

وأبدى الشاب صلاح رمضان، انزعاجه من موقف السلطة التي لا تريد توقيع المصالحة إلا بالعودة للمربع الأول بعيداً عن الشراكة تماماً والاستفراد بالحكم فقط.

وقال: “للأسف لا ثمار في قضية المصالحة بعد ما رأينا تصريحات عزام الأحمد الأخيرة عندما قال لن نسمح بوجود مليشيات مسلحة في غزة وما هو موجود بالضفة سينطبق على غزة”، معرباً عن قلقه من ألا تتم المصالحة.

وأبدت الفلسطينية إيمان الأزرق، تخوفها من فشل المصالحة والتهدئة، لتؤكّد أنّ الشعب يريد أن يعيش كما بقية الشعوب، وأضافت: “من حق شعبنا أنّ يعيش مثل بقية الشعوب، وأن ينعم بحياة كريمة، ويجب على الجميع تحمل المسؤولية والالتفات لمعاناة الشعب أكثر من أي شيء آخر”.

سيناريو قديم

المراقب والمتابع لؤي رجب، أكد أنّ واقع الأمر في الحوارات الجارية يشكك في نجاح مصالحة كما الحال في تجارب سابقة، مبيناً أنّ إعادة فتح للسيناريو القديم والحديث عن مصطلح التمكين ينسف كل شيء.

ويشير رجب في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ العقبة الكبرى أمام ما يجرى هو أن العالم يريد للمصالحة أن تتم حتى تمسك فتح والسلطة بالمعابر والإعمار وضمان ألا تذهب أي أموال لحماس.

ويضيف: “لكن الأمر الأكثر سوءاً أنّ السلطة تقصد بمصطلح التمكين هو جمع السلاح وإنهاء كل المظاهر العسكرية التابعة للمقاومة الفلسطينية”، داعياً إلى الاتفاق على تشكيل جبهة إنقاذ وطني فلسطينية لتدارك الحالة المتأزمة في قطاع غزة من جهة، وللخروج بأقل الخسائر الوطنية من جهة أخرى حتى لا يكون هناك أي ثمن سياسي.

سير معقد

وعلى الدرب ذاته يعتقد المحلل السياسي أيمن الرفاتي، أنّ مباحثات التهدئة تسير بشكل معقد وبطيء في ضوء التعقيدات السياسية لدى الاحتلال الذي لا يرغب بتقديم ثمن سياسي لقطاع غزة خلال المدّة الحالية وخاصة قبل الانتخابات “الإسرائيلية” التي باتت قريبة.

ويضيف في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ “الاحتلال يريد حرق الوقت خلال المدّة الحالية وكسب أكبر وقت من الهدوء على حدود قطاع غزة دون تقديم ثمن سياسي أو حلّ، وذلك لإكمال مشاريعه على حدود قطاع غزة (الجدار الأرضي والمانع البحري)”.

ويعتقد الرفاتي أنّه على الرغم من نظرة المقاومة بأنّ ما هو معروض أقل من الثمن إلا أنّ “التعديلات على هذه العروض قد يدفع المقاومة للقبول بها لكن بشرط أن لا يكون لها أثمان سياسية”، كما قال.

وينبه المحلل السياسي إلى مشكلة وقع المتابعون فيها لقضية التهدئة؛ “وهي رفع السقف لدى الجمهور بقرب التوصل لاتفاق تهدئة مع الاحتلال يقضي بتحسين الواقع الاقتصادي، وهو ما دفع الجمهور للتفكير بأن التأخير في الذهاب للتهدئة أو فشل المباحثات يعني أن قطاع غزة ذاهب للحرب”.

إلا أنّ الرفاتي، يعتقد أنّ الطرفين لا يرغبان في الحرب حالياً، “لكن الاحتلال يريد ضمان أكبر مدّة من الهدوء، بينما تريد المقاومة أن تحصل على تحسينات اقتصادية خلال المدّة الحالية، وهي لا ترغب في الحرب حاليا لإدراكها بصعوبة ترجمة أي إنجاز عسكري لها في أي حرب لإنجازات سياسية ومعيشية للسكان”، كما قال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأربعاء - عدة غارات على صحنايا في ريف دمشق، بالتزامن مع عملية أمنية ضد...