الإثنين 08/يوليو/2024

العمري الكبير بالقدس.. هكذا تمنع إسرائيل الصلاة من 46 عاما

العمري الكبير بالقدس.. هكذا تمنع إسرائيل الصلاة من 46 عاما

سلبت سلطات الاحتلال الصهيوني من كل ما هو فلسطيني روحه، فهي لم تكتف بعمليات القتل والتهجير، بل طال إجرامها أماكن العبادة وتحديدا مساجد البلدة القديمة في القدس، في محاولة منها لطمس تلك القوة الربانية، وتهويد المدينة المقدسة.   

وتضم البلدة القديمة بالقدس 43 مسجدا، يحاربها الاحتلال بشتى الوسائل، حتى غدت اليوم مجرد أرقام أكثر منها أماكن تعبدية، ويعّد المسجد العمري الكبير في حارة الشرف، أحد أبرز المعالم الإسلامية في المدينة، لكنه ما زال مغلقا في وجه المصلين.      

ويقول المرشد السياحي روبين أبو شمسية، إن المسجد العمري الكبير يقع في ما يسمى بـ”حارة اليهود”، في الجهة الجنوبية من حارة الشرف، التي كانت تؤدي إلى حارة المغاربة من جهة الغرب.

ويضيف لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن المسجد يحيط به كنيسان: “واحد من الشمال، بُني في القرن التاسع عشر على يد اليهود الاشكنازيم، والآخر وهو كنيس الخراب الذي افتتح بتاريخ (16-4-2010)، وهو مقام على أرض وقف إسلامية، ذكرت بعض المصادر، بأنها أرض وقف للمسجد نفسه، إذ يبعد عنه نحو 50م شرقا، وإلى الغرب منه معهدان دينيان لليهود ومركز للشرطة يفصلهما عن المسجد الشارع العام، وبضعة دكاكين”.

تجدر الإشارة إلى أن المسجد العمري مؤسس على أرض وقفها أحد المسلمين قبل منتصف القرن الثامن الهجري/ الخامس عشر الميلادي، لكنه محاط بعقارات استولى عليها اليهود بعد الاحتلال وحرب عام 1967م، مما جعل منه بؤرة حساسة.

تاريخ المسجد
أما تاريخ بناء المسجد، فيقول أبو شمسية: “يبدو أنه قريب من تاريخ وقفه، فقد أورد مؤرخ القدس (مجير الدين الحنبلي) بناء منارة للمسجد من جهة القبلة وهي مستجدة بعد الثمانمائة، كما أورد وقائع حول إحدى الدور الملاصقة له ويحددها بسنة (878هـ/1473م)، ما دفع البعض على ترجيع إنشائه قبل هذه الفترة”.

“ويعبر المصلي إلى المسجد من بوابة حديدية مجاورة للطريق، ثم يصعد عبر ممر طوله نحو ستة أمتار، ثم يرقى عدة عتبات تقوده إلى ساحة مكشوفة يكتنفها حوض حجري يقابل الباب المؤدي إلى المصلى، الذي تبلغ مساحته، بحسب وثائق مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية 30م²”.

والمسجد معقود بالأقواس التي تلتقي حول فوهة في الوسط، وظيفتها التهوية والإضاءة، هي وثلاثة شبابيك أخرى، منها شباكان في حائطه الشرقي، وشباك في الجنوبية، وله مئذنة جميلة مربعة الشكل وملوكية الطراز، يبلغ ارتفاعها نحو 15 متراً، وقد استحدث في جداره الجنوبي محراب.

والمسجد مبلط ومفروش بالحصير، ويتبع المسجد في الجهة الجنوبية ساحة ثانية مساحتها 15×7م² محاطة بدرابزين حديد، يتم الوصول إليها عبر عتبات تؤدي إلى بوابة حديدية من جهة الجنوب الغربي، تفضي إلى دورة مياه وميضأة يجلس المتوضأ فيها على مقاعد حجرية، كما يتبعه غرفة صغيرة المساحة (2×3)م² ملاصقة مدخله، ويستخدمها المصلون في وضع أمتعتهم وحوائجهم.

وتشير بعض الحجج الشرعية إلى استمرار المسجد في أداء رسالته طوال العهد العثماني، ما أوجب تعيين الموظفين والأئمة من حين إلى آخر، ومن هؤلاء الشيخ “أبو السعود” وولده الحاج أحمد، أما أوقافه فكانت تشمل 6 دكاكين مجاورة له، وداراً في القدس مكونة من غرفتين، وحاكورة تعرف بـ”حاكورة القصارة” في حارة الأرمن.

وقد أولت دار الأوقاف بالقدس هذا المسجد أهمية خاصة، فعمدت إلى توفير ما يحتاجه من تعمير وعناية، إذ شيّدت جدران استنادية له، وكحلت مئذنته، فضلا عن تعمير جدرانه الخارجية والداخلية بالحجر.

وطالت الحفريات “الإسرائيلية” من ما يسمى شركة تطوير الحي اليهودي، محيط المسجد منذ العام 1972م، لذا لا تقام فيه إلا صلاتي الظهر والعصر، دون أذان في أحسن الأحوال، ولكن الواقع الدائم بأنه مغلق دون صلاة. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات