الأحد 04/مايو/2025

جهاد حمادة.. استشهادي قض مضاجع الاحتلال في صفد

جهاد حمادة.. استشهادي قض مضاجع الاحتلال في صفد

توفق اليوم الذكرى الـ16 لاستشهاد القسامي مجاهد حمادة وذلك بعد عملية استشهادية بطولية في باص يكتظ بالجنود الإسرائيليين، ما أدى لمقتل 14 جنديا وإصابة 52 آخرين معظمهم خطيرة.
 
ولد “جهاد” في مدينة الرصيفة بالأردن 10/8/1978 وهو ذات الشهر الذي نفّذ فيه عمليته الاستشهادية ليتم باستشهاده 24 عاما عاش خلالها فارسا قساميا مخلصا شجاعا بعد أن انتقل إلى أرض جنين القسام، ومن قرية “برقين” الملاصقة لمخيم جنين مسقط رأس الشيخ القائد نصر جرار، ومن بين يدي هذا القائد العظيم، سلك شهيدنا درب المجاهدين.
 
كان الاسم المتعارف عليه للشهيد هو جهاد، إلاّ أن اسمه حسب الهوية التي يحملها هو “مجاهد” وكلاهما يعطيان نفس المعنى، ليعيش حياة ملؤها الجهاد والتضحية والصبر، كيف لا؟ وهو الذي تميز بالأخلاق الحسنة والشجاعة.
 
كان الشهيد صديقاً حميماً للاستشهادي القسامي شادي الطوباسي منفّذ عملية مطعم “ماتسه” في حيفا في آذار من عام 2002 والتي قتل فيها 16 صهيونياً، ورغم أن اسم جهاد حمادة سبق اسم الاستشهادي شادي على قائمة الاستشهاديين، وكان من المفترض أن يكون هو بطل عملية حيفا، إلاّ أن إصرار شادي الكبير على جهاد “مجاهد” كي يؤثره بعملية حيفا جعلته ينزل عند طلبه، لكونه ليس مطارداً مثل شادي، أو يشكّ أحد في أنه قسامي.
 
قضى معظم وقته في عمله في قرية البعينة في فلسطين المحتلة عام 1948، وحتى حينما كان الصهاينة يعتقلونه كانوا يعاملونه كما باقي العمال الذين يلقون القبض عليهم دون تصاريح، وقد اعتقل في إحدى المرات في مدينة صفد وكان أمامه إما أن يرحَّل إلى الأردن لكونه لا يحمل هوية فلسطينية، أو أن يدفع غرامة قدرها 30 ألف شيكل فدفع المبلغ حتى لا يخرج من فلسطين إلا شهيداً.
 
تفاصيل العملية
صعد الشهيد إلى الباص رقم (361)،  ثم أخرج من جيبه بضعة شواكل ليقدمها أجرة للباص قبل أن يتقدم بخطاه الواثقة، نحو كرسي فارغ في وسط الباص، ويجلس منتظراً اللحظة المناسبة، ليرسم بدمه أجمل لوحة من لوحات الجهاد القسامية في مدينة صفد.

وبعد أن تلا ما تيسر له من القرءان للاستعداد للقاء ربه، وقبل أن يهم بالضغط على زر التفجير، سمع ما لم يكن يتوقعه، فقد سمع فتاتين تتكلمان اللغة العربية، فلسطينيتين من المناطق المحتلة عام 1948، وهنا تمهل الاستشهادي مجاهد قليلا حيث ربت على كتف إحداهن مطالباً إياهما بالنزول من الحافلة، لأنه سيحدث الآن “شيء ضخم جداً”.
 
لم تفهم الفتاتان شيئاً، ولكن فهمتا أنه يتوجب عليهما النزول، وبعد أكثر من نصف ساعة وعند مفترق “ميرون” وبعد أن أشارت عقارب الساعة إلى الثامنة والدقيقة الخامسة والثلاثين، سمعت صفد صوتاً لم تسمعه من قبل، صوت دويّ انفجار عنيف هز جنبات المدينة، لتتطاير على أنغامه أشلاء أكثر من أربعة عشر صهيونياً و52 جريحا، لتحلق بعدها روحه إلى عنان السماء، تاركا من بعده 7 أخوة وأخوات له يرفعون جبينهم عاليا بما صنع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات