الصحفي محمد منى.. مناصر الأسرى أسيرًا!

كعادتهم.. استيقظ العديد من الصحفيين والنشطاء صباحًا باحثين عن أخبار الاعتقالات والاستهدافات الصهيونية وهموا بزيارة صفحة الصحفي محمد منى باحثين عن تلك الأخبار كالعادة ولكنهم وجدوه هذه المرة على رأس قائمة المعتقلين بعد أن داهمت قوات الاحتلال منزله في بلدة زواتا إلى الغرب من مدينة نابلس شمال الفضة المحتلة.

ولم يكن هذا الاعتقال الأول بحق منى؛ فقد تعرض وهو في سنة دراسية الأولى عام 2003 للاعتقال، ومكث في سجون الاحتلال 28 شهرًا بالإضافة إلى غرامة مالية، ليكون هذا الاعتقال العصا الأولى في دولاب حُلمه في إكمال دراسته الجامعية بحسب أقوال عائلته.

تحطيم الحلم

وبحسب العائلة، فإن الاحتلال تعمد خلال السنوات الماضية استهداف الصحفي منى في محطات فارقة في حياته، ونغص عليه كثير من المواقف كالدراسة والتخرج والزواج والفرحة بإنجاب الأطفال.

وفي عام 2007 تقول العائلة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” وأثناء استعداد محمد لتقديم امتحانه الأخير في مرحلة البكالوريوس اقتحمت قوات الاحتلال المنزل واعتقلته مجددًا، ليُحكم بالسجن لمدة 16 شهرًا، ليكون هذا الاعتقال الأصعب في مسيرته، كونه وضع حدًّا لحلم التخرج الذي كان على الأبواب.

خرج محمد من المعتقل بعد إنهاء فترة محكوميته، وسارع بعدها للتقدم للامتحان الذي حرم منه، ولينهي بعدها درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام ورغبة من العائلة بالتعويض له عن معاناته مع الاعتقالات قررت تزويجه، ظنًّا منها أن الزواج سيكون بداية مرحلة من الفرحة، وطيًّا لصفحة الأحزان التي فرضها الاحتلال.

سرقة الفرحة

أسبوعان فقط مرّا على زواج محمد في عام 2009 -كما تقول العائلة- حتى جاءت خفافيش الليل من القوات الصهيونية مجددًا لتقتحم المنزل ولتسرقه من بين أسرته وعروسه، وليمضي بعدها بالسجن 11 شهرًا، كلها في الاعتقال الإداري.

وبعد عام من الإفراج عنه عاش محمد لحظات سعادة غامرة بعد أن رزقه الله بابنه البكر حمزة، ولكن العائلة كانت تترقب إن كان الاحتلال سيتركهم وسعادتهم، أم أنه كعادته سينغص عليهم لحظة الفرح تلك، وبالفعل أسبوع واحد فصلت بين ولادة حمزة وبين اقتحام الاحتلال للمنزل واعتقال الصحفي منى، وليمكث هذه المرة عشرة أيام في التحقيق حول طبيعة عمله ومن ثم أفرج عنه.

وفي عام 2013 تعرض منى لاعتقال جديد سرقه من بين أهله قبل يوم واحد من عيد الفطر السعيد، ليمكث هذه المرة 20 شهرًا في الاعتقال الإداري، اضطره إلى الانضمام للإضراب الكبير للمعتقلين الإداريين في عام  2014؛ حيث استمر بالإضراب آنذاك قرابة  50 يومًا.

للعمل مجددًا

أفرج عن منى، وعاد من جديد إلى ميدان العمل وليسخر كل وقته لتغطية أنباء الاعتقالات، ونقل معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني إلى درجة أن صفحته الشخصية على الفيس بوك باتت مرجعًا يوميًّا لكل الإعلاميين والنشطاء المهتمين بمتابعة أخبار الاعتقالات والأحداث اليومية.

واليوم  بات محمد المُناصر الأسرى والمهتم في متابعة أخبارهم، عنوانًا للأخبار ومادة  للتقارير، بعد أن احتل اسمه مكانًا في قائمة الاستهداف الصهيوني للإعلاميين في الفترة الأخيرة بعد اعتقاله من منزله وسرقته مجددًا من بين أفراد أسرته وأحلامه وطموحاته ومكان عمله.