أبو مهاجر.. أول جريح بمسيرة العودة ومضيافها الدائم

قبل شروق شمس اليوم الأول لمسيرة العودة توجه لحدود البريج مصطحباً معه خيمة وفأسا وبعض المتاع، وعندما اقترب من السلك الفاصل باغته أربعة جنود بإطلاق النار فأصابوه بجراح.
 
أصبحت خيمة الضيافة غرب ساحة مسيرة العودة تعرف باسمه، وبات تيسير أبو غرقود (40 عامًا) الأشهر وهو يقوم على واجب الضيافة يومياً يصنع القهوة والشاي فوق موقد النار ويستقبل الزوار.

أول جريح
ينهي (أبو مهاجر) نقل القهوة من الإناء الكبير فوق الموقد إلى إبريق صغير استعداداً لتوزيعها على الحضور قبل أن يقول: “اقتربت لأنصب خيمتي فجر 30 مارس قرب الحدود، لكن الجنود أطلقوا النار عليّ وأصابوني في ساقي وبطني”.
 
بعد أن تنبه الحضور القلائل فجر اليوم الأول من مسيرة العودة لأحد الجرحى الذي ينزف قرب الحدود، نقلوه على عجل للمستشفى وهناك استأصلوا جزءًا من الكبد، واستخرجوا 4 رصاصات من ساقه وقدمه وبطنه.
 
يكشف عن بطنه معلناً عن آثار العمليات الجراحية التي نالت من كبده وساقه متابعاً: “أنا مستمر في المشاركة السلمية وتقديم الضيافة، فقصتي مع الاحتلال كبيرة، وأخي الوحيد استشهد عام 2002 بالخليل، وكل يوم أنام وأصحو على ذكرى جرائم الاحتلال”.
 
وكان (أبو مهاجر) قد أصيب عدة مرات بالغاز المسيل للدموع، لكنه بعد ذلك لم يعد يحسب كما يقول كم من مرة تأثر منه، فهي لا تحصى، فيما أصيب ابنه قبل أيام بقنبلة غاز في رأسه.
 
مضياف مسيرة العودة
اكتسب (أبو مهاجر) خبرة كبيرة في إعداد القهوة والشاي على موقد النار وهو كثيراً ما يصطحب زوجته وأبناءه للخيمة، وأحياناً والدته التي تصنع الخبز فوق الموقد.

يحتاج إناء الشاي الكبير الذي اعتاد أبو مهاجر على إعداده كل جمعة إلى ثلاثة كيلو جرامات من السكر إذا كرر الإعداد به أربع مرات.

يقول: “هنا أشعر بالمحبة والمجاملة مع أناس أراهم في هذا المكان بمعنويات أفضل من أي مكان آخر، وكل يوم أعد القهوة والشاي وأوزعها عليهم، فحتى هذه اللحظة صنعت إناءين وأرسلناهما إلى الجزء الشرقي من الخيام”.
 
ويرى (أبو مهاجر) أن قطاع غزة بسكانه كافة ضحية احتلال بلغ عمره سبعين سنة، وأن العدو لم يحترم الحقوق الإنسانية لمليوني إنسان محاصر بغزة.