الأربعاء 07/مايو/2025

غازي ولمياء .. مسعفة تودع زوجها شهيدًا

غازي ولمياء .. مسعفة تودع زوجها شهيدًا

بالدموع والألم، ودعت المسعفة لمياء أبو مصطفى، رفيق دربها غازي أبو مصطفى (43 عامًا) شهيدًا برصاص الاحتلال “الإسرائيلي” أصابه على بعد خطوات من مكان عملها التطوعي؛ ليكون الوجع مضاعفا.

مستندًا إلى عكازيه؛ وصل الجريح أبو مصطفى رفقة زوجته الممرضة المسعفة تطوعيا في ميدان التظاهر مع الاحتلال شرق خزاعة، شرقي خانيونس، قبل أن يفترقا بخطوات، هو ينخرط في التظاهرة الأسبوعية، وهي تعمل بهمة وإيمان على إسعاف المصابين بالرصاص الإسرائيلي كما تفعل كل جمعة.

رفقة الميدان
لم تكد تمضي ساعة على وصولهما، رصاص قناصة الاحتلال ينطلق ليصيب المتظاهرين السلميين، تنهمك في مهمتها المقدسة والفدائية، تلحظ إصابة زوجها برصاص قناصة الاحتلال في الرأس.


صدمة ودموع بعد إصابة رفيق الدرب

تسارع باتجاهه، ينتشله رفاقها إلى سيارة الإسعاف فيما تسرع وراءه بسيارة أخرى، تسبقها دموعها ووجع قلبها، وهي التي استقبلته قبل أسابيع جريحًا في ساقه داخل المستشفى الميداني، وهو الجرح الذي لم يتعاف منه للآن.

من المستشفى الميداني، إلى مستشفى غزة الأوروبي، حول أبو مصطفى الجريح للمرة الثانية، ولكن هذه المرة برصاص قناص صهيوني حاقد، حالته الخطرة استدعت إدخاله غرفة العناية الفائقة ليعلن عن استشهاده بعد حوالي نصف ساعة.


null

دموع الألم
لمياء التي اعتادت على التعامل مع الإصابات والشهداء بحكم عملها منذ انطلاق مسيرة العودة في 30 مارس/آذار الماضي، إلاّ أن فقد رفيق الدرب أصابها بالصدمة الشديدة، فودعته بالدموع والآهات.

لماذا قتلوه؟ سؤال بحجم القهر تنطق به، وهي التي تعلم الإجابة مسبقا مما شاهدت وعاينت من عشرات الحالات التي تعاملت معها.

وقالت: “باستمرار أنقل الشهداء والجرحى، لكنني صدمت من الخبر الذي كان صاعقا لي، لم أستوعبه، ولم أصدقه، وكنت أنكر استشهاده حتى احتضنتني والدتي وقالت لي خلص راح غازي، استشهد غازي”.


null

مشاركة رغم الإصابة
وأشارت إلى أن زوجها كان يتمنى الشهادة، وكان يشارك باستمرار في فعاليات مسيرات العودة، وحتى بعد إصابته استمر بالحضور على عكازيه ليشارك مع الجماهير في إيصال رسالة التصميم والتطلع نحو الحرية والعودة وكسر الحصار.

بوجع الفقد، أضافت: “غازي لم يكن يحمل سلاحا أو رشاشا، كان يستند إلى عكازيه، ولا يشكل أي خطر على الاحتلال سواء هو أو غيره من المتظاهرين، لكنه رصد الحقد المنطلق من الاحتلال”.


null

وأشارت إلى أن زوجها أصيب في الانتفاضة الأولى في عينه اليسرى، ثم أصيب في الانتفاضة الثانية مرتين، كما أصيب في مسيرات العودة في قدمه وبقنابل غاز.

تلمع عيناها بتصميمٍ وتحدٍّ “لن نتراجع، مستمرة في عملي وإسعافي للمصابين، وهذه المسيرة ستستمر حتى تحقق أهدافها، وإن استشهد غازي سيخلفه ألف غازي”.

الابنة تبكى بطلها
مشاهد تقطع نياط القلب ظهرت خلال تشييع جثمان الشهيد، اليوم السبت، الوجع والألم كبيرا وقاسيا، أبناء الشهيد الستة في حالة صدمة وذهول، إحدى بناته التي كانت تتأهب إلى زفها لعريسها، تصرخ بوجع “سندي بطلي راح استشهد”، تحاول قريباتها التخفيف من ألمها، فيما تصرخ وجعا وألما وحبا لفقد معلمها وملهمها وسندها في الحياة.

 

الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، قال: إن الممرضة لمياء أبو مصطفى التي لم تغادر الميدان أثناء مسيرة العودة سبق أن “تفاجأت قبل نحو شهر بزوجها بين المصابين”. وأضاف “اليوم تتلقفه مصابا بإصابة في الرأس حتى ودعته شهيدا”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات