أونروا ونزاع العمل.. هل تعود الحقوق؟

حالة من الاحتقان والغضب الشديدين، تعمّان أوساط موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” عقب قرار المنظمة الأممية إعفاء قرابة ألف موظف من أعمالهم، وإلقائهم إلى المجهول.

الموظفون المفصولون يعملون منذ سنوات طويلة في “أونروا” على بند برنامج يطلق عليه “الطوارئ”، ومنهم من له أكثر من 20 عاما في عمله.

قرار الفصل الذي اتخذته “أونروا” شكل صدمة كبيرة في صفوف الموظفين بشكل عام، والمفصولين بشكل خاص، وما أثار الريبة في نفوس الفلسطينيين في القطاع، في ظل الحراكات الدولية لتصفية القضية الفلسطينية.

اتحاد موظفي وكالة “أونروا” صعّد بشكل لافت ضد إدارة الوكالة، عقب القرار الصادم، وقرر الدخول في “نزاع عمل” وصولا إلى الإضراب الشامل.

ولفت الاتحاد إلى أنه أرسل عقب تلك الخطوة، رسالة خطية لمدير عمليات الوكالة بغزة ماتيس شمالي تفيد ببدء الاتحاد “نزاع عمل” لممارسة الأعمال النقابية التي تتضمن إغلاق مقرّات أونروا ليوم أو يومين، وصولًا إلى الإضراب الشامل بعد 21 يومًا.

و”نزاع العمل” خطوة يقوم بها الموظف برفع قضية إلى المستويات العليا في “أونروا” أو إلى محكمة للبت في محل الخلاف بينه وبين إدارته في حال لم يتمكنوا من الوصول إلى حل؛ ويراعى في الحكم قوانين الوكالة والتوظيف والعقد المتمم بين الموظف والوكالة.

ويتخلل مدّة “النزاع” فعاليات وإجراءات قانونية تصعيدية مكفولة بموجب قانون الوكالة، وتتضمن الدخول في إضرابات مفتوحة أو جزئية لحين رجوع الوكالة عن قرارها واتخاذ خطوات احتجاجية واسعة النطاق قد تصل للمناطق الخمس.

واليوم الخميس، شهدت مقرات ومؤسسات الأونروا كافة، إغلاقا شاملا، في حين يتواصل الاعتصام في مقر الوكالة بمدينة غزة، ومن المتوقع أن تستمر الفعاليات.

كما يعرف النزاع بأنه خلاف بين طرفين على قضية ما أو شيء مشترك أو هدف معين؛ حيث يتطور الأمر بناء على رغبة كل من الطرفين في التوصل إلى حل يرضي وجهة نظره هو فقط إلى مستويات أعلى من مجرد الاختلاف في الرأي.

وتتعدد أسباب النزاع، وأهمها النقاط التالية:
1. العمل تحت الضغوط المختلفة.
2. تكالب المهام والأعباء وشعور الموظف بعدم العدالة.
3.القدرة التنافسية العالية، ويقصد بها أن يكون بعض الموظفين قادرًا على التنافس ما ينال به رضى الإدارة العليا، وهو ما يعجز عنه باقي الموظفين.
4.الفصل التعسفي بعيدا عن القانون الداخلي أو قانون العمل.

مبادئ عامة لحل نزاعات العمل المختلفة:
– تقريب وجهات النظر: في كثير من الأحيان قد تنتج نزاعات العمل عن وجود سوء تفاهم بين طرفين، وبالتالي لا يتمكن أي طرف من تفهم موقف أو مبررات الطرف الآخر إلا بعد أن يتولّى طرف ثالث المبادرة ويحاول تقريب وجهات النظر فيما بين الطرفين.

– تفهم المشكلة جيداً: قبل أن تحاول حل النزاع أو المشكلة يجب عليك أن تتفهم طبيعتها جيداً، وألا تحكم على المشكلة من حديث طرف واحد فقط أو تنحاز لطرف دون الآخر.

– تولي المبادرة: بمجرد أن يتولى شخص ما مهمة حل نزاعات العمل فإنه يتعين عليه أن يتولى المبادرة في كل شيء بدءًا من الاستماع إلى وجهات النظر المختلفة أو التفكير في المشكلة بعمق أو محاولة تقديم حلول أو حتى تقريب وجهات النظر؛ حيث يجب ألا يترك تلك الأمور لأطراف النزاع بل يتولّاها بشكل خاص للنجاح في حلها.