جنين .. قلعة الثوار

إلى الشمال من الضفة المحتلة، تقع محافظة جنين التي حملت اسم أكبر مدنها (جنين)، تفصلها عن مدينة القدس مسافة تصل إلى 75كم إلى الشمال، وتطل على غور الأردن من الناحية الشرقية، ومرج بن عامر من الناحية الشمالية، وتحولت بمخيمها الباسل إلى رمز للبطولة عندما قدم مقاوموها الأبطال ملحمة فدائية خلال معركة الدفاع عن مخيمها عام 2002.

 المساحة وعدد السكان: (1)

تشكل المحافظة ثقلاُ اقتصادياُ أكبر بكثير من حجمها السكاني. يبلغ عدد سكانها حوالي 256000 نسمة. وتبلغ مساحتها 583 كم2 وتشكل ما نسبته 97 % من مساحة الضفة الغربية الإجمالية. ويتبع مدينة جنين مخيم جنين الذي يقع غربها ويسكنه 16000 لاجئ.

null

قرى وبلديات محافظة جنين: (2)

في محافظة جنين، مدينة جنين، ويتبع المحافظة 12 بلدية كبيرة (هي كفردان، يعبد، سيلة الظهر، قباطية، عرابة، برقين، سيلة الحارثية، الزبابدة، فقوعة، اليامون، كفر راعي، ميثلون، جبع)، كما ينتشر عدد ليس بقليل من القرى ومخيم يقع إلى الغرب من المدينة.

كانت جنين تضم قبل نكبة 1948 حوالي (70) قرية كبيرة وصغيرة وبعد النكبة اقتصرت على ما يقارب 30 قرية صغيرة. ومثل باقي المدن الفلسطينية، تعرضت أراضي شاسعة من جنين وقراها للمصادرة من قبل “إسرائيل”، حيث أقام على أرضها ما يزيد عن 10 مستوطنات والتي دحرت بسبب المقاومة الشديدة، وتعد جنين هي المحافظة الوحيدة في الضفة الغربية الخالية من المستوطنات.

null

نبذة عن تاريخ محافظة جنين: (3)
ورد اسمها في مصادر العديد من الحضارات، وأهمها الحضارة المصرية القديمة، والبابلية والآشورية، وأسسها الكنعانيون في عام 2450ق.م وفقاً لعلماء الآثار، مما جعلها من أقدم مدن العالم التي ما زالت مأهولةً بالسكان، وحملت هذه المحافظة العديد من الأسماء في القدم، وأهمها: عين جانيم التي تعني الجنائن، وارتبط اسمها بمرج بن عامر الذي يعتبر من أخصب أراضي فلسطين التاريخية.

null

وقعت محافظة جنين تحت سيطرة العديد من القوى، ومرت بالعديد من مراحل التطور والانتكاس خلال تاريخها بأكمله، إلا أنها ازدهرت في أواخر الحكم العثماني، حيث تأسس فيها أول مجلس بلدي في عام 1886م، وتميّزت بأنها لعبت دوراً عظيماً في النضال الوطني الفلسطيني منذ بداية الصراع الفلسطيني “الإسرائيلي”، وظلت مطمعاً بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي؛ وذلك بسبب قربها من مدن الداخل، ومشاركة مجموعة كبيرة من سكانها في العمل المسلح ضد الاحتلال “الإسرائيلي”.

مخيم جنين
ولا يمكن الحديث عن جنين، دون المرور على “مخيم جنين”، الذي أُقيم عام 1953، ويقع إلى الجانب الغربي لمدينة جنين، وفي أطراف مرج بن عامر، ويعد ثاني أكبر مخيم في الضفة الغربية بعد مخيم بلاطة ويسكنه ما يقارب 27 ألف. وتحيط به مرتفعات ويمر بوادي الجدي، إضافة إلى منطقة سهلية مكتظة، تعرف باسم “منطقة الساحل”. مساحة المخيم عند الإنشاء حوالي 372 دونماً، واتسعت إلى حوالي 473 دونماً.

null

وينحدر أصل معظم سكان المخيم من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل وقراها وقرى جنين المحتلة عام 1948. وبسبب قرب المخيم من القرى الأصلية لسكانه، فإن العديدين من سكانه لا يزالون يحافظون على روابط وثيقة بأقاربهم داخل فلسطين المحتلة عام 1948م.

ملحمة مخيم جنين
وشهد المخيم معركة بطولية في نيسان 2002، توحدت فيها كل الفصائل في مواجهة الإرهاب الصهيوني.

null

فمع بزوغ فجر الثاني من نيسان عام 2002 باشرت قوات الاحتلال بإحكام حصارها على المخيم بالآليات العسكرية وقطعت عنه الكهرباء والاتصالات والمياه تمهيداً لاجتياحه، وحشدت مئات الجنود والدبابات والجيبات العسكرية لتدمير المخيم. واقتحم الاحتلال المدينة والمخيم وأعلن عنهما منطقة عسكرية مغلقة ومنع الجميع من الوصول وفرض حظرا مستمرا على التجول.

واستمر الإجرام الصهيوني داخل المخيم مدة 10 أيام منع خلالها الاحتلال “الإسرائيلي” دخول سيارات الإسعاف والعاملين في القطاع الطبي والإنساني من دخول المخيم، وخلال هذه الأيام خاضت المقاومة بفصائلها ملاحم من البطولة، واستشهد 52 فلسطينيا نصفهم تقريبا من المدنيين بالإضافة إلى مقتل 23 جنديا إسرائيليا على يد المقاومة الباسلة، إلى جانب إصابة العشرات.

ودمر الاحتلال ما يقارب من 150 بناية فيما أصبح العديد من المباني الأخرى غير صالحة، الأمر الذي خلف وراءه حوالي 435 عائلة بلا مأوى. وبرزت العديد من الشخصيات المقاومة في المخيم، منهم القائد في كتائب القسام جمال أبو الهيجا الذي لا يزال يخضع للاعتقال في سجون الاحتلال، ومحمود طوالبة القيادي في سرايا القدس الذي استشهد في المعركة.

أبرز المعالم السياحية والتاريخية: (3)، (4)

كنيسة برقين:
سميت الكنيسة بكنيسة مار جرجيس، وهي تتبع طائفة الروم الأرثوذكس، تنبع أهمية الكنيسة من كونها خامس مكان مقدس في العالم بالنسبة للمسيحيين، ورابع أقدم كنيسة في العالم أيضا بعد كنيستي المهد والبشارة والقيامة، تقوم الكنيسة على مساحة تقدر (800) متر مربع.

الجامع الكبير:
هو من المعالم التاريخية في جنين، الذي أقامته فاطمة خاتون ابنة محمد بك بن السلطان الملك الأشرف قانصوة الغوري ويقع وسط المدينة.

null

الجامع الصغير:
ليس له تاريخ معروف يقال أنه كان مضافة للأمير الحارثي في حين يلحقه البعض إلى إبراهيم الجزار.

خربة عابه:
تقع في الجهة الشرقية من المدينة في أراضي سهيلة وتشمل هذا الخربة على قرية قد دمرت، وصهاريج منحوتة في الصخر، و قبر منقور في الصخر فيه مجموعة من الأسرجة.
خربة خروبة:
تقع على مرتفع يبعد قرابة كيلو مترين شمال مدينة جنين تحتوي على بقايا برج له قاعدة مائلة وأساسات وجدران وصهاريج وكهوف ومدافن.

تل تعنك:
عبارة عن تل ومدينة كنعانية عربية ثم إسلامية لاحقا، يقع المعلم الأثري على تل تعنك الكائن في الطرف الشمالي الغربي لقرية تعنك الحالية وتبعد 8 كم تقريباً شمال غرب مدينة جنين في الضفة الغربية شمال فلسطين .

تل تعنك غرب جنين

نفق بلعمة:
نفق محفور في الصخور، يعتبر أعظم نفق مائي يتم الكشف عنه في فلسطين كان هذا النفق يستخدم كممر آمن لوصول سكان مدينة بلعمة القديمة إلى نبع المياه عند أقدام خربة بلعمة التي تعرف بموقع ابليعام”، وموقع ابليعام هذا هو المذكور في الأرشيف الملكي المصري منذ القرن الخامس عشر ق.م كشف عن الموقع الأثري في عامي 1996-1997.

تل الحفيرة (تل دوثان):
يقع تل دوثان جنوب مدينة جنين على بعد 6 كم تقريباً بجانب سهل عرابة من الناحية الشرقية بجانب بئر الحفيرة، هو عبارة عن تل ومدينة كنعانية عربية إسلامية.

مكتبة بلدية جنين:
والتي تعتبر من أهم المعالم الثقافية الموجودة في وسط جنين، وكانت تشكّل في السابق مقراً لبلدية جنين.

الحديقة العسكرية:
تدل هذه الحديقة على التاريخ العسكري للمدينة من خلال عرض مجموعة من الأسلحة المستخدمة بالمنطقة، والتي استُخدمت خلال فترات زمنية مختلفة عبر الزمن.

null

دير اللاتين:
والذي يعتبر من المعالم الدينية والتاريخية المهمة للمدينة، وأكثر ما يدل على تسامح سكان المدينة هو وجود أقلية من أتباع الديانة المسيحية بين سكانها.

مؤسسات مهمه في محافظة جنين: (5)

-الغرفة