عاجل

الأحد 06/أكتوبر/2024

في دكان الحبوب والبهارات.. نحّات فلسطيني منعزل

في دكان الحبوب والبهارات.. نحّات فلسطيني منعزل

يمضي الشاب نشأت عدوان (27 عاما) معظم نهاره في عالم خاصّ مع أحجار الجير يصنع منها أشكالاً ومنحوتات تجسّد قطع فنية من واقع غزة أو بنات خياله.
 
بدأ عدوان هوايته من الثالثة عشرة حين كان يرسم على الورق لزملائه في المدرسة لكن انقطاعه عن الدراسة في الصف العاشر عزز رغبته في إخراج موهبته.
 
إحساس فنان
يملك نشأت دكاناً صغيراً تحتل شوالات الأعلاف وعلب البهارات نصف مساحته فيما خصص الجزء الآخر منه كورشة للنحت وقطع الأنتيكا وتحف ولوحات أنجزها على مدار سنوات.
 
يقول عدوان لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “دوماً قرأت عن الرسامين والنحّاتين الكبار مثل مايكل أنجيلو وليوناردو دافينشي فالنحت أوصلنا لنا شكل وثقافة الحياة القديمة وبدأت أخرج إحساسي وأنحت على حجر الجير”.
 
فوق رفوف الدكان ترقد قطع فنيّة لنحّات شاب منقطع عن العالم بسبب سوء الأحوال الاقتصادية وحصار غزة الذي حرمه فرصة التواصل مع المجتمع والإبحار نحو العالم الخارجي.
 



كتاب (هيلاريون)
يعتزّ نشأت بقطعة نحتها قبل سنوات وهي تجسّد صفحتي كتاب نفش فوقها سيرة حياة القديس (هيلاريون) الذي لا يبعد الدير الذي سكنه سوى مئات الأمتار عن منزل عدوان.
 
وينشغل نشأت منذ أيام في نحت قطعة من حجر الجير تجسّد سفينة العودة مستخدماً أدوات بسيطة هي (الشاكوش-المبرد-الإزميل) حيث تستغرق كل قطعة مدّة زمنية تختلف عن الأخرى.
 
ويتابع: “أجواء حصار ومعاناة غزة تؤثر على أي فنان؛ فهو بحاجة للتواصل مع العالم الخارجي وخبراء الفن والنحّاتين، وأنا منقطع عن العالم سوى من قراءة وبحث بسيط عن معلومات النحت في الانترنت لكنني بحاجة لأدوات وتبني موهبتي”.
 
ويعدّ الحصول على الحجر الجيري بالنسبة للنحّات الشاب عدوان أمراً صعباً مما يضطره للبحث عنه طويلاً قرب شاطئ البحر وتخزين ما أمكن تخزينه.

ويحتفظ فوق رفوف الدكان بقطع من تحف وتماثيل (الأنتيكا) التي يشتريها من أسواق قطاع غزة الشعبية؛ لأنها محط اهتمام كل فنّان يملك رؤية ناقدة للعالم من حوله-كما يقول.

ولا يخترق خلوة نشأت الفنيّة سوى بعض الزبائن الراغبين في الحصول على أعلاف الدواجن والماشية أو أصناف محدودة من البهارات من دكانه الصغير.


الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات