إسرائيل اغتالت الحلم.. لؤي وأمير رفيقا المرح والشهادة

لم يكتمل حلم الطفلين، أمير النمرة (15 عامًا) ولؤي كحيل (16 عامًا)، الذي دمرته “إسرائيل”، بأن يصبحا لاعبي كرة قدم يمثلان غزة وفلسطين.

الطفلان أمير ولؤي رفيقا الطفولة والشهادة، عاشا معاً مراحل طفولتهما من تعليم ومرح ولعب وحفظ للقرآن الكريم في مساجد حي الزيتون شرق مدينة غزة.

تلك الطفولة التي لم يحتفل بها لؤي مع رفيقه أمير في حفل ميلاده السادس عشر في الأيام القادمة، قضت عليها “إسرائيل” بقصفها لمتنزه الكتيبة ومبنى دار الكتب الوطنية بصواريخ دمرت تلك الأحلام، واستبقت احتفالهما السنوي.

صدمة وحزن
والد الشهيد أمير النمرة “محمد”، قال في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: إن استشهاد طفله مثل صدمة كبيرة له ولأهل بيته بعد أن كان يلعب مع صديقه في متنزه ويتناولان طعام الغذاء في مكانهما المفضل.

“مهجة قلبي أمير، والله بيسوى مليون واحد”.. بتلك الكلمات نطق والد الشهيد والدموع تسيل من عينيه أثناء المقابلة، متسائلاً عن سبب استهداف أطفال يلعبون كباقي أطفال العالم؟!.

وقال: “ايش ذنبه أمير، بريء، حسبي الله ونعم الوكيل، وين الدول وين العالم”، مردداً وصفه المفضل “مهجة قلبي والله، أمير محمد النمرة، والله إنه بطل بيسوا مليون زلمة”.

وأضاف: “راح ابني الكتيبة هو وأصحابه يلعبوا هناك، وفجأة صار قصف وفي البداية تحدثوا عن إصابته إلا أنه كان مستشهد”.

اللحظات الأخيرة
وعن الموقف الأخير الذي جرى بين الشهيد الطفل أمير ووالدته، فقد طلب منها الموافقة على الذهاب إلى متنزه الكتيبة برفقة صديقه لؤي، وبعد إلحاح كبير، وافقت الأم، التي لم تعلم ماذا سيجرى هناك.

وقالت الأم ميسون: “وافقت على طلب أمير للّعب مع صديقه، بعد أن قال لي بأنه سيتناول الغذاء معه في الحديقة التي يلعبان بها كرة القدم بشكل دوري”.

ومع سماعها لأصوات الانفجارات القوية التي هزت مدينة غزة، لم تتمالك الأم نفسها، وسارعت للاتصال بنجلها “الأمير” إلا أن الهاتف لم يرد على اتصالها.

وتتحدث والقلب يعتصر ألماً على فراق نجلها فتقول: “تعرفت على إصابته من خلال نشر صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي توثق لحظة إصابته والدماء تملأ مكان لعبه”، لتسارع الأم بالذهاب لمستشفى الشفاء فتجده شهيداً هناك.

وفي وجودها في بيت العزاء، تتمتم الأم بكلمات الصبر والدعاء على قتلة ابنها أمير، مطالبة بمحاكمة قادة “إسرائيل” على هذه الجريمة اللاإنسانية.

أما والدة الشهيد لؤي كحيل، فزاد الألم ألماً خلال مقابلتها والحديث معها بوصفها أن ابنها لؤي عاش “الحروب على غزة والحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات طويلة”.

وقالت:  “ابني لؤي بركن عليه دايماً، وبحب لعب الرياضة، وكان يلعب مع صديقه أمير في نادي غزة الرياضي”.

وتساءلت الأم عن الجريمة التي ارتكبها لؤي وصديقه ليقتلوا بدم بارد..!! “حسبنا الله ونعم الوكيل على الاحتلال وأعوانه”.

“محاكمة طاهرة”
بدوره دعا والد الشهيد لؤي كحيل، إلى محاكمة دولية “طاهرة” لقتلة ابنه، رافضاً اتهام “إسرائيل” بأن ما قصفته هو مواقع للمقاومة.

وقال وألم الفراق يدمي عينيه: “ابني لؤي كان يلعب في متنزه عام، وهو فداء للشعب والقدس، وحسبي الله ونعم الوكيل”.

وأوضح أن ابنه ذهب للّعب مع صديقه أمير إلا أنه عاد شهيدًا قتلته “إسرائيل” بدم بارد.