السبت 19/أكتوبر/2024

القصف بالقصف.. ثبات المعادلة يربك الاحتلال

القصف بالقصف.. ثبات المعادلة يربك الاحتلال

لم يمضِ دقائق معدودة على استهداف الطائرات الحربية “الإسرائيلية” مواقع المقاومة الفلسطينية بسلسلة من الغارات فجر اليوم السبت، حتى ردت المقاومة بإطلاق رشقات صاروخية صوب مغتصبات “غلاف غزة”.

فصائل المقاومة الفلسطينية أصدرت في نهاية مايو/أيار المنصرم عقب تصعيدٍ صهيوني وردٍّ فلسطيني عليه، بياناً مشتركاً أكّدت فيه أنّه “مضى الوقت الذي يحدد فيه العدو قواعد المواجهة ومعادلات الصراع منفرداً، فالقصف بالقصف”، محذرةً العدو من مغبة إصراره على كسر المعادلات مع المقاومة أو العدوان على شعبنا وأهلنا.

رسائل حماس

محللون سياسيون وخبراء أجمعوا في أحاديثَ منفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ معادلة المقاومة الفلسطينية أربكت حسابات الاحتلال، وتجعله يتخبط في كيف التعاطي مع هذه المعادلة التي تحظى بإجماع فلسطيني مقاوم، مؤكّدين أنّ المقاومة مستعدة وجاهزة للذهاب حيث تذهب المعركة.

فقد قالت القناة “14” العبرية، إن حركة “حماس” أرسلت عدة رسائل للحكومة “الإسرائيلية”، من خلال رد المقاومة على القصف الذي استهدف مواقع وأراضٍ فلسطينية في قطاع غزة، فجر يوم السبت.

وأضافت القناة العبرية، في تقرير لها نشرته صباح يوم السبت، أن “الليلة القاسية في غلاف غزة تثبت أن حماس مستعدة لرفع درجة المخاطرة”.

الكاتب والمحلل السياسي عماد أبو عواد، أكّد أنّ معادلة القصف بالقصف والتي فرضتها المقاومة، لا تنبع أهميتها من توازي قوّة الردع مع الاحتلال فقط، بل باتت تؤكد أنّ عصر تحديد الاحتلال لمسار الهدوء والتصعيد منفرداً قد انتهى.

وأضاف: “استراتيجية المقاومة، استطاعت أن تكشف وهن وضعف الاحتلال، الذي ركز على امتلاك القوّة التكنولوجية والمادية، والتي هي مهمة بلا شك، ولكنّه فشل في المسار الأهم، ألا وهو بناء روح قتالية، وعقيدة انتماء لدى الجندي، الذي بات يخشى المواجهة”.

استراتيجية المعادلة

المحلل العسكري رامي أبو زبيدة، أكّد أنّ معادلة “القصف بالقصف والدم بالدم”، هي معادلة استراتيجية أثبتتها المقاومة الفلسطينية واقعاً عملياً على الأرض بعد  كل محاولة يشن فيها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” غارات على قطاع غزة، لا سيما في ظل تزايد التهديدات “الإسرائيلية” بشن عدوان جديد على غزة حال استمرار الفلسطينيين إطلاق الطائرات والبالونات الحارقة على مستوطنات غلاف غزة.

وأشار أبو زبيدة، إلى أنّ “إسرائيل” تمارس مزيدا من الضغط الاقتصادي والإنساني على قطاع غزة على إثر فشلها بمواجهة مسيرات العودة وأدواتها، مبيناً أنّ جدلا يسود داخل حكومة الاحتلال حول سبل مواجهة ظاهرة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي باتت تؤرق دولة الاحتلال؛ فتارة تستخدم الوسائل الاقتصادية العقابية، وتارة تستخدم وسائل عسكرية وتهدد بالمزيد في حال استمرارها.

ويعتقد المحلل العسكري، أنّ هناك ارتفاعاً في مستوى رد المقاومة الفلسطينية على الاستهدافات “الإسرائيلية” للقطاع، لافتاً إلى أنّ تلك الردود تحمل رسائل واضحة بوجود قرار جديٍّ وحقيقي من المقاومة بعدم السماح للاحتلال بتغيير قواعد الاشتباك.

ويضيف: “جهوزية المقاومة العالية، وردها الفوري المنسّق وانضباطها الكبير لهو خير دليلٍ على أن مقاومتنا الحرة إذا قالت فعلت”.

مسيرات العودة

“كل ما سبق يؤكد أن مسيرات العودة ومفاعيلها استطاعت أن تخلق حالة من الاستنزاف للاحتلال “الإسرائيلي” غير مسبوقة، وتضعه في حالة ارتباك سياسي وميداني تجعله يفضل الذهاب نحو الحلول الاقتصادية والتخفيف من الحصار المفروض على غزة” يقول المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو.

ويشير سويرجو، إلى أنّ الاحتلال يسعى لتلك الخطوات من خلال أصدقائه في المنطقة، حيث يريد أن يفتح المجال أمام سياسة الاحتواء دون أي مقابل سياسي في الوقت الحالي على الأقل مع الحفاظ على سياسة استمرار الضغط دون الوصول للانفجار.

ويعتقد المحلل السياسي، أنّ الذهاب نحو حرب شاملة يحمل كثير من المخاطر بما يتعلق بحجم الخسائر المتوقع لدى كل الأطراف، ناهيك عن تعريض أمن المنطقة للخطر، موضحاً أنّ هذا لا يستوي مع الحراك الأمريكي وحلفائها في المنطقة خاصة وأن الخطة الأمريكية بدأت بالتنفيذ بالمعنى العملي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات