عاجل

الأحد 06/أكتوبر/2024

​كيفية التصرف إزاء التصعيد الإسرائيلي في غزة

عدنان أبو عامر

تكتب هذه السطور على وقع الصواريخ الإسرائيلية التي تزيل المبانيوتقتل الأطفال وتخيف المدنيين، بحجة مواجهة طائرات ورقية تحرق بعض الدونماتالزراعية في أراضينا المحتلة، وهي ذريعة تتقزم أمام حجم الضربات الصاروخيةوالهجمات النارية التي تتساقط بين منازل المواطنين.

يمكن قراءة هذا التصعيد الإسرائيلي عبر عوامل عدة، لعل أهمها أنالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، الجهة الأكثر اعتدالا وسط الزحام اليميني الذييجتاح المؤسستين السياسية والحزبية، ويا للمفارقة، باتت تعتقد أن الردع الذي حققتهبعد العدوان الأخير على غزة 2014 بات يتآكل ويتراجع، وأن النيران التي تلتهم حقولالمستوطنين شرق غزة، تحرق هذا الردع يوما بعد يوم، مما يجعل الحاجة ماسة لمحاولةترميمه، خشية أن يتبدد كلياً كلما ابتكرت المقاومة وسيلة جديدة لمحاولة كسر الحصارالمفروض على غزة.

إن التغذية الراجعة في قراءة واقع “العدو والخصم والصديق”: محلياً وإقليمياً ودولياً، قد يدفع صانع القرار الإسرائيلي للاستمرار بحملته الدامية ضد غزة، وإن كانت بعدم الوصول للمواجهة الشاملة، لاعتبارات تخصه هو، وليس أحدا آخر، مما يتطلب من قيادة المقاومة قراءة هذا الواقع الحساس الحرج لجهة تحييد أي عامل من شأنه التسريع من هذه المواجهة، لاعتبارات تخصها هي، وليس أحدا آخر!

في سياق متصل، يبدو منطقياً القول إن تفعيل هذه الطائرات، التيعالجناها في مقال الأمس، قد يحتاج نوعا من التوجيه والتقنين، كي تبقى أداة فاعلةلصالح الفلسطينيين، وليست ضدهم، يستخدمونها ضد عدوهم المحتل، ولا تتحول أداةلاستنزاف قدراتهم الأخطر والأقوى.

لم يعد سراً أن المؤسسة السياسية ممثلة بالحكومة ورئيسها تتعرض لهجمةقاسية من خصومها في الحلبة الحزبية، لعجزها عن وقف المسيرات والطائرات الورقية،وطالما أننا نقترب من العد التنازلي للانتخابات البرلمانية القادمة في مثل هذهالأيام من العام القادم، فهذا يعني أننا في موسم الحملات الانتخابية، ولن يجد خصومنتنياهو أفضل من صور الحقول السوداء المحترقة كي تتم الإطاحة به.

لا أظن البيئة الإقليمية والدولية بعيدة عما يحصل من حراك عسكريإسرائيلي قد تزداد وتيرته مع مرور الوقت، سواء ما أسفرت عنه جهود المصالحة المصريةمن نجاح أو إخفاق، أو رغبة الإدارة الأمريكية بالتسريع بإعلان صفقتها السياسيةالقادمة، مما قد يحتاج هدوءاً مبرماً يسبق إعلانها، أو القضاء على ما سيعيقتطبيقها، وأقصد بذلك قوى المقاومة الحية في غزة.

أمام كل ذلك، يمكن قراءة السلوك الإسرائيلي بكثير من الهدوء والأناة.صحيح أن المقاومة استطاعت أن تثبت، عن جدارة واقتدار قاعدة القصف بالقصف، لكنها فيالمقابل قد تكون مدعوة لإعادة تموضعها أمام قراءة الأسباب سالفة الذكر في تفسيرالسلوك الإسرائيلي الدامي، وقد يصبح أكثر دموية مع مرور الوقت.

إن التغذية الراجعة في قراءة واقع “العدو والخصم والصديق”:محلياً وإقليمياً ودولياً، قد يدفع صانع القرار الإسرائيلي للاستمرار بحملتهالدامية ضد غزة، وإن كانت بعدم الوصول للمواجهة الشاملة، لاعتبارات تخصه هو، وليسأحدا آخر، مما يتطلب من قيادة المقاومة قراءة هذا الواقع الحساس الحرج لجهة تحييدأي عامل من شأنه التسريع من هذه المواجهة، لاعتبارات تخصها هي، وليس أحدا آخر!

المصدر: فلسطين اون لاين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات