عاجل

الأحد 06/أكتوبر/2024

حاجة إسرائيل لتصعيد في غزة

ناصر ناصر

تظهر تطورات الساعات الأخيرة من استمرار فعاليات مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، والتي تشمل الطائرات والبالونات الحارقة والاحتكاك المستمر مع قوات الجيش الإسرائيلي وسكان المستوطنات، ومن ثم ما نشرته صحيفة هآرتس من أن “إسرائيل” قد وجهت رسالة تحذيرية للمقاومة وعلى رأسها حماس بأنها ستضطر لعمل عسكري صارم ولكنه غير واسع، و الذي يبدو أنه قد تحقق؛ انتهى صبيحة 14-7-2018، بعد جولة قصيرة من تبادل “اللكمات” بين الجيش والمقاومة، تظهر حاجة “إسرائيل”- الجيش لمواجهة قصيرة ومحدودة، فهل ستستمر هذه الحاجة؟ وما احتماليات تدهورها لحرب واسعة؟

من المرجح بأن حاجة “إسرائيل”- الجيش لمثل هذه المواجهات الصغيرة والمحدودة قد نبعت وتطورت من أسباب داخلية تتعلق بالمستوى السياسي والرأي العام الإسرائيلي، فمن جهة لم ينجح الجيش حتى الآن في إقناع حكومته بأن منع انفجار غزة والمواجهة الواسعة معها يمر عبر مبادرة للتخفيف عنها، ومن جهة أخرى تستمر قوى اليمين الاستيطاني وعلى رأسها نفتالي بينت وعائلة الجندي هادار باستغلال معضلة نتنياهو تجاه غزة للدفع باتجاه مواجهة عسكرية واسعة حتى بثمن إعادة احتلال غزة.
 
ليس من المستبعد أن يصبح تكرار هذه المواجهات المتقطعة والمحدودة خيارا ملائما، مع أنه مؤقت وخطير على للجيش، فهو يمنع أو يؤجل خيار التدهور لحرب واسعة، ويستجيب في نفس الوقت للضغوطات الداخلية للرد والتصعيد ضد مقاومة غزة، ويكسب المستوى السياسي وقتا للتوصل إلى طريقة ما للتخفيف عن غزة، سواء أكان بقرار ومبادرة إسرائيلية واضحة -وهذا مستبعد- أو بقرار من المجتمع الدولي والإقليمي، وهذا أقرب إلى التطورات الأخيرة في المنطقة.
 
وهكذا فإن حاجة “إسرائيل”- الجيش للتصعيد واضحة وستستمر، ولكن ليس لفترة طويلة، لحين القرار الحاسم بالتخفيف أو المواجهة الشاملة مع المقاومة في غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات