الخميس 04/يوليو/2024

عقوبات غزة .. هل يمهد عباس الطريق لـ صفقة القرن؟

عقوبات غزة .. هل يمهد عباس الطريق لـ صفقة القرن؟

في العشرين من سبتمبر الماضي، التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مشيداً بدوره بــ “أنه سيأتي بصفقة العصر للشرق الأوسط خلال العام أو الأيام القادمة”.

تلك الصفقة التي يروج إليها إقليمياً ودولياً، لإيجاد حل لـ “الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”، يسعى بشكل أساسي لتصفية القضية الفلسطينية، بتفكير أمريكي وموافقة عربية غير معلنة، وفق متابعين.

ويواصل مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، وبشكل مكثف عقد اجتماعات في الشرق الأوسط، ويلتقي مسؤولين ورؤساء دول عربية، لمناقشة خطة مرتقبة يعدها للسلام منذ فترة طويلة بين الجانبين الفلسطيني و”الإسرائيلي”.

وتزامنت تلك الجهود مع فرض السلطة الفلسطينية عقوبات مشددة على قطاع غزة، تمثلت في، وشملت خصم نسب مختلفة من رواتب موظفي السلطة، وتقليص كمية الكهرباء التي تراجع عنها بعد عدم خصمها من أموال المقاصة، والتحويلات الطبية، وإحالة الآلاف إلى التقاعد المبكر الإجباري.

وتأتي تلك “العقوبات” في ظل حصار إسرائيلي خانق يفرض على غزة منذ 2007، أدى إلى شلل تام في قطاعات اقتصادية وصناعية، ونتج عنه واقع اقتصادي كارثي.

فرض واقع

ويرى خبراء ومختصون أن هذه “العقوبات” تأتي لفرض واقع  لتهيئة أرضية مناسبة تتحقق فيها مفاعيل “صفقة القرن” تارة، وتارة أخرى الترويج لمبادرات تغري غزة بالمال والتجارة مقابل التضحية بالثوابت.

الكاتب عبد الله العقاد، رأى أن: “عباس من أوائل المبشرين بالصفقة المجحفة بالحقوق الفلسطينية ليسميها بـ “صفقة العصر”، ومعلناً عن فرحه بين يدي سيد البيت الأبيض”.

وقال العقاد في حديث لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”: “وجد الكثيرون أنّ ما أقدمت عليه سلطة المقاطعة من “عقوبات صفقة القرن” كانت أقرب إلى تحقيق “نظرية الصدمة” التي تُفعّل بهدف التهيئة لخلق وقائع غير عادية في البيئة التي يجري استهدافها!”.

ونبه العقاد إلى أنه لا يخفى أن المقصود -العقوبات على غزة- كان واضحاً تمام الوضوح، في إجبار حركة حماس وقوى المقاومة الفلسطينية على تسليم غزة متجردة من سلاحها؛ فتقف مكسورة الجناح أمام تغول الاحتلال الذي لم ينفك عن ممارساته المجرمة في الضفة الغربية تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية. وفق قوله.

لن تمر!

أما أستاذ العلوم السياسية، عبد الستار القاسم، فقد شدد أن “ما يروج له إعلامياً باسم “صفقة القرن” لن تمر”، مشيراً إلى أنهم يريدون “تلويث غزة كما لوثوا الضفة الغربية بالأموال مقابل المقاومة” وفق قوله.

وقال قاسم في حديث لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“: “مطلوب من المقاومة الفلسطينية أن تقف في وجه السياسيين حتى لا يقبلوا بالإغراءات المالية، وألا تقبل القيادة بذلك”.

وأكد أن غزة التي تحرس القضية الفلسطينية ترفع شعار “نجوع ولا نركع”، ستبقى صامدة أمام الإغراءات ولن تقبل بالمساومة.

وأطلق نشطاء وإعلاميون فلسطينيون، حملة إعلامية لرفض العقوبات التي تفرضها السلطة برئاسة محمود عباس على قطاع غزة.

ورأى المغردون وجود علاقة بين العقوبات وتمرير صفقة القرن وأهدافها وإجراءاتها الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.

وتساءل النشطاء عن غياب عباس عن المشهد السياسي، وجهوده في مواجهة صفقة القرن، مطالبين برفع العقوبات عن غزة.

وتفرض السلطة عقوبات جماعية على قطاع غزة منذ إبريل/نيسان 2017، تزايدت بشكل متصاعد في الأشهر الأخيرة، وشملت تقليصات كبيرة تتراوح بين 50-70 % من رواتب الموظفين، وإحالة الآلاف للتقاعد، ومنع الأدوية والتحويلات الطبية، ووقف الموازنات التشغيلية للوزارات، وغيرها من العقوبات.

ويأتي فرض هذه العقوبات، في وقت تسعى فيه واشنطن لتمرير خطة ترمب التي عرفت بـ”صفقة القرن” التي لم تعلن بشكل رسمي، غير أن تسريباتها تشير إلى محاولة أمريكية لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الحقوق الفلسطينية بالتواطؤ مع دول إقليمية، وسط تقديرات بأن عقوبات السلطة تهيئ الظروف لتنفيذ الصفقة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات