الخميس 08/مايو/2025

الأولى على سلفيت.. جمعت حفظ القرآن والتفوق الدراسي

الأولى على سلفيت.. جمعت حفظ القرآن والتفوق الدراسي

دقات قلبها تتسارع، ولم تنم ليتلها وهي تدعو الله أن تتفوق في نتيجتها في الثانوية العامة، وراحت تتلو آيات من القرآن الكريم التي حفظتها غيبا كونها حققت المركز الأول في تلاوة القرآن وأحكام التجويد على مستوى المحافظة بسلفيت، لتحصل على معدل 99.6% وسط الفرحة الغامرة لتسجد لله شكرا.

هذا حال الفتاة ماسة راجح البشر من سلفيت والثانية علمي على مستوى الوطن مكرر بمعدل 99.6، والتي تطمح لدراسة الطب، فكل فتيات ونساء فلسطين يرفعن الرأس عاليا، ويواجهن الاحتلال بالمزيد من العلم والتعلم والتفوق، ويحققن التميز والسير نحو المجد ليصبحن فخر هذه الأمة، وماسة إحداهن.

ولا تتردد ماسة في إهداء تفوقها وبكل ثقة وفخر لفلسطين؛ شهدائها وجرحاها وأسراها ولوالديها وعائلتها، ولكل من دعمها طيلة 12 عاما من الدراسة خاصة من الهيئة التدريسية التي لم تبخل عليها بالنصح والإرشاد.

وعن مشاعرها تقول ماسة: “هي الفرحة الأولى في بيتها الصغير المتواضع”، وتواصل: “أشعر بفرحة كبيرة، فقد كانت النتيجة نتيجة اجتهاد ودراسة مستمرة، وتخطيط سليم، ودعم أبوي وأسري كبير، ووقفة ممن أحبني، فلهم جميعا أهدي هذا النجاح ولكل من قدم للوطن شهداء وأسرى وجرحى وأبطال، والقافلة ستواصل السير حتى نحقق أمانينا وحريتنا بعون الله”.

وعن دراستها تتابع حديثها: “كنت أمارس حياتي بشكل طبيعي طيلة سنوات الدراسة وحتى امتحانات التوجيهي، فكان يومي يبدأ بذكر الله والصلاة، ومن ثم أدرس وأدرس دون إرهاق أو تعب، وحتى أنني كنت أتابع بعض المناسبات الاجتماعية”.

وعن الدراسة تقول: “والدتي كانت معي خلال الدراسة، ووالدي كان يشجعني ويشحذ همتي بشكل يومي، ويطمئنني، ويوجهني بشكل عملي وسليم بحكم خبرته الطويلة في  الحياة، وكذلك لا أنسى مدرستي وهيئتها التدريسية في المدرسة، فلم يبخلوا، بل قدموا وضحوا لأجل تميزنا وتفوقنا والتي بانت ثماره”.

فرحتها لا توصف ماسة؛ حيث تقول عن تلقيها خبر النجاح: “تلقيت خبر تفوقي من خلال اشتراك خدمة جوال أنا ووالدي ووالدتي، وكانت فرحة  لا تعدلها فرحة، حيث لم ينقطع الهاتف والجوال عن الرنين وقتها وحتى الآن من المهنئين”.

وعن صعوبات التعليم تقول إنها تحدتها بكل ثقة وقوة؛ وبذلك صارت تصمم على التفوق برغم سياسة التجهيل التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني، وترغب بدراسة  الطب.

وترى ماسة أن النجاح بنظرها لا يأتي صدفة، ولا يأتي بلا ثمن، بل بالمتابعة والصبر خطوة خطوة، والتخطيط السليم والنفس الطويل.

وإن كانت ماسة أدخلت الفرحة على قلوب عائلتها وسلفيت الوطن جميعا؛ إلا أن الفرحة الكبرى بنظرها تحرير الوطن والعيش بحرية كبقية الشعوب في العالم، فتقول: “إن العلم سلاح فعال ووسيلة أولى لتحرير الوطن مقابل احتلال متسلح بالعلم والصناعة، ومقاومة الاحتلال لا تكون فقط بالسلاح، بل أيضا بالجد والاجتهاد وخدمة الوطن في مختلف المجالات”.

وتختم بالقول: “الحمد الله على كل حال، وتهانينا لكل من اجتهد ونجح، فهذه الخطوة الأولى للنجاح ومواصلة المسيرة في خدمة وطنهم، وأدعو من لم يحالفه الحظ أن يجد ويجتهد حتى النجاح، فالحياة مشوار طويل فيه العثرات أحيانا التي توصل للنجاح”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات