الأحد 04/مايو/2025

إسرائيل تنوي قطع يد تركيا الممتدة إلى أهل القدس

صلاح الدين العواودة

بعد تفاؤلها المفرط بخسارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتخابات الرئاسية أو تفاؤلها المبرر على الأقل بخسارة الانتخابات البرلمانية مع جولة إعادة في الرئاسية ورهانها غير المنطقي على مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم انجه وخيبة الأمل التي أعقبت ذلك، تعالت الأصوات المطالبة بوضع حد للعلاقة مع تركيا والاعتراف بما أسموها إبادة الشعب الأرمني وضرورة الاعتراف باستقلال الأكراد وضرورة عقاب الشعب التركي الذي انتخب أردوغان من خلال تجويعه كوسيلة وحيدة لإجباره على انتخاب غيره، وكأن رزق الشعب التركي على “إسرائيل”.

واليوم يبدو أننا أمام حملة إعلامية ممهدة لخطة أمنية، حيث بدأنا بملحق الجمعة ليديعوت احرونوت والذي كتب تحت عنوان “السلطانة” تقريراً مليئا بالكراهية لزوجة الرئيس أردوغان وصفها وكأنها سارة نتنياهو زوجة رئيس حكومة الاحتلال، حيث تناول التقرير ملابسها ومن أين اشترتها ومحفظتها التي زعمت أنها بقيمة 50 ألف دولار، وزعمت أنها مدمنة تسوق.
 
وذكرت الصحيفة أنها مسلمة متدينة ومتشددة في ارتداء غطاء رأسها لكنها مولعة بملابس المصممين والمجوهرات باهظة الثمن، وذلك بعد أن نشأت في أسرة متواضعة مع أربعة أشقاء أكبر منها، وأنها لم تكمل دراستها الثانوية، ولم يسبق أن عملت في الماضي، وأنها أصبحت المرأة التي تهمس في أذن أحد أقوى الزعماء السياسيين في العالم عام 2018.

وما أن خرج سبت اليهود حتى نشرت القناة الثانية تقريراً تحت عنوان: (خطة إسرائيل الجاهزة ضد أردوغان)، حيث وبعد أن ضاقت “إسرائيل” وحلفاؤها العرب والفلسطينيون ذرعًا بالنشاط التركي في شرقي القدس المحتلة تستعد “إسرائيل” لوضع حد لهذا النشاط، حيث يقوم مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بجمع معلومات ضد مؤسسة تيكا (وكالة الغوث التركية الناشطة في شرقي القدس والعالم) والتي كانت تعمل بتصريح من قوات الاحتلال حتى اليوم، ولكن تشتبه قوات الاحتلال الآن (فجأة) بأنها تتعاون مع الحركة الإسلامية الجناح الشمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح بل وربما مع حركة حماس كما تقول القناة.

وقالت القناة إن “إسرائيل” اليوم تنتظر أن يشن الرئيس التركي هجوماً ضدها لتتخذه ذريعةً لمنع المؤسسة التركية من العمل في القدس، حيث أعد مجلس الأمن القومي خطةً لهذا الغرض وبهذا المضمون، ويزعم الاحتلال أن تيكا هي ذراع الحكومة التركية لتعزيز نفوذها في القدس وفي المسجد الأقصى تحديداً، وتتهم “إسرائيل” المؤسسة التركية بلقاءات مع أفراد من الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948 وبدعم حركة حماس من خلال تزويدها بمعلومات سرية وأموال.

وفقا للمقترحات في الخطة ستبدأ قوات الاحتلال بالتضييق على الوكالة التركية من خلال تقييد عملها وإلزامها بإذن مسبق من قوات الاحتلال لأي نشاط ستقوم به. ومن سيشرف على تنفيذ الخطة نتنياهو شخصيا.

وخلال هذا الأسبوع سيتم نقاش الخطة من كل الأطراف المعنية حتى تكون (متوافقة) مع القانون الدولي، وتقول القناة الثانية العبرية إن تركيا تكثف جهودها في السنوات الأخيرة في القدس والمسجد الأقصى وتتهم بتحريض المقدسيين وأصبحت الأيدي المغموسة بالدماء دارجة -كما تقول- وتقوم تركيا بنقل الأموال لمؤسسات مقدسية تعمل للدفاع عن المسجد الأقصى.

وتتهم “إسرائيل” -وفقا للقناة- الأتراك بنشاطات خارج المسجد الأقصى مثل توزيع أغطية وأجهزة تدفئة على فقراء القدس، وكذلك تنظيم إفطارات للصائمين في رمضان على شكل مساعدات إنسانية.

وترى القناة أن تركيا تبني لنفسها مكانة خاصة في القدس على حساب الأردن من خلال ما تنفقه هناك.

من الجدير بالذكر أن “إسرائيل” تتذمر منذ سنوات من النشاط التركي في القدس، وكانت قد حملت تركيا المسؤولية سابقا عن صمود المرابطين ونجاح المقدسيين بإجبار قوات الاحتلال على إزالة البوابات الإلكترونية عن مداخل المسجد الأقصى، واتهمتها بتنظيم زيارات جماعية للمسجد الأقصى في الوقت الذي تشجع فيه العرب على الزيارات التطبيعية.

وكانت قد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشابة التركية ابرو اوزكان في الحادي عشر من حزيران الماضي في مطار اللد أثناء عودتها من الصلاة في المسجد الأقصى وإحياء ليلة القدر هناك، وما زالت اوزكان معتقلة وتخضع للتحقيق ليس إلا للضغط على الحكومة التركية ولردع المسلمين الأتراك والنساء خصيصا عن زيارة القدس المحتلة والمسجد الأقصى الأسير.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضربات المباركة التي تنفّذها “أنصار الله” والجيش اليمني في عمق الكيان الصهيوني....

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين

المركز الفلسطيني للإعلام وجه أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التحية لليمن، مقدرًا مواصلتها حدي أعتى قوى الظلم ورفضها...