جامعة القدس.. عراقة وشمولية في رحاب عاصمة فلسطين

على ربوة مرتفعة في بلدة أبو ديس تقبع جامعة القدس شامخة مطلة بحرمها الجامعي على المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، تحضن العديد من الكليات الإنسانية والعلمية ومراكز الأبحاث.

ولجامعة القدس العريقة فروع ومبان متعددة في القدس وضواحيها لكن حرمها الجامعي الرئيس في بلدة أبو ديس شرقي مدينة القدس المحتلة.

الجامعة الوحيدة مقدسيا
تأسست أول كلية من كليات الجامعة وهي كلية الدعوة وأصول الدين عام 1978 في بلدة بيت حنينا، فكانت النواة الأولى، وتبعها كلية المهن الطبية في مدينة البيرة، وكلية العلوم التقنية وكلية البنات وكلية هند الحسيني في داخل مدينة القدس المحتلة، وكلية الحقوق والطب في أبو ديس.

وفي عام ; 1984م أصبحت جامعة القدس عضوا في اتحاد الجامعات العربية، وفي عام 1995م أعلن عن تأسيس الجامعة رسميا، وتم اندماج جميع الكليات وإقرار القانون الأساسي للجامعة، وافتتاح حرمها الجامعي في بلدة ابو ديس، وتعدّ الجامعة الوحيدة العربية الفلسطينية في منطقة القدس المحتلة.

شمولية التخصصات
وتحتوي الجامعة على خمسة عشر كلية أكاديمية موزعة على أربعة مواقع، وهي: كلية الآداب، العلوم والتكنولوجيا، الطب البشري، طب الأسنان، وكلية الحقوق، القرآن والدراسات الإسلامية، الدعوة وأصول الدين، المهن الصحية، الهندسة، وكلية المهن التقنية، وكلية هند الحسيني للبنات، العلوم التربوية، الأعمال والاقتصاد، وكلية القدس-بارد للآداب، الصيدلة.

وتستوعب هذه الكليات أكثر من ثلاثة عشر ألف طالب وطالبة، كما يشرف قسم الدراسات العليا على نحو عشرين برنامجا للماجستير، وبرنامجا للدكتوراه بالاشتراك مع جامعتي الخليل والنجاح في الفقه والتشريع.

خرجت جامعة القدس الآلاف من الطلبة الذين أصبحوا روادا وقادة للحياة والشعب الفلسطيني، ولعل من أبرز من خرجتهم هذه الجامعة، مهندسو كتائب عز الدين القسام المهندس الشهيد عادل عوض الله، والمهندس الشهيد محيي الدين الشريف، والقائد حسن يوسف، والعشرات من الوزراء والنواب وقادة المجتمع السياسيين والاقتصاديين والتربويين والاجتماعيين والعلماء.

المرتبة الأولى
حصلت جامعة القدس على المرتبة الأولى بين الجامعات الفلسطينية وفقاً للتصنيف السنوي الذي تجريه مؤسسة QS العالمية لتصنيف الجامعات للعام 2018، وذلك على مؤشر عدد الأساتذة الجامعيين مقابل الطلبة، والذي يعد من أهم المؤشرات التي تستخدمها مؤسسة الـQS العالمية في تصنيف الجامعات وقياس جودة التعليم الجامعي الذي توفره مؤسسات التعليم العالي التي تدخل في التصنيف.

وقد حصلت جامعة القدس وفقاً لهذا التصنيف على المرتبة الأولى بين الجامعات الفلسطينية على هذا المؤشر بمعدل 1:17، أي أن هناك أستاذ جامعي واحد لكل 17 طالب وطالبة، الأمر الذي يدلل على مقدار الاهتمام الفردي الذي توليه جامعة القدس لطلبتها في غرفة الصف وخارجها، سواء على صعيد المادة العلمية التي يتلقاها الطلبة أو صقل المهارات الفردية اللازمة للتميز المهني في الحياة العملية.

عدّ عماد أبو كشك رئيس الجامعة هذا الإنجاز، قفزة نوعية في الإبداع والتقدم لرفع مكانة الجامعة، مؤكداً بأنه يأتي نتيجةً لخطة استراتيجية وضعتها الجامعة، وقطعت شوطاً هاماً في تنفيذها، تقوم على عدة ركائز، على رأسها تطوير مخرجات التعليم بما يستجيب لحاجة المجتمع الفلسطيني وسوق العمل.

وأضاف أبو كشك لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن وصول جامعة القدس لهذا المؤشر الهام يأتي أيضاً نتيجة للإصرار على تحقيق هذه الأهداف، ويدلل على اهتمامها بمصلحة الطالب وتطوير مهاراته العلمية والمهنية بعدّها أولى أولويات جامعة القدس.

كبرى الجامعات الفلسطينية
ويجدر بالذكر أن جامعة القدس تعدّ من كبرى الجامعات الفلسطينية، وتطرح حاليا ما يزيد عن 120 برنامج بكالوريوس وماجستير.

كما تتميز جامعة القدس بمجموعة من الكليات والبرامج الأكاديمية النوعية التي تعدّ الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، ككلية الدراسات الثنائية، التي تم تأسيسها عام 2015 بالتعاون مع الحكومة الألمانية، وتطرح نظاماً تعليمياً متطوراً وفقاً للنموذج الألماني الذي يجمع بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي في تخصصات الهندسة الكهربائية وتكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال

وتتميز أيضاً جامعة القدس بكلية القدس بارد Al-Quds Bard التي أسستها بالشراكة مع كلية بارد في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي أول كلية علوم وآداب في الشرق الأوسط، وتمنح شهادة البكالوريوس في العلوم والآداب، وشهادة الماجستير في برامج التعليم (MAT)، ويحصل الطالب بعد تخرجه من هذه الكلية على شهادتين إحداهما من جامعة القدس والأخرى من جامعة بارد في نيويورك.
;