الأحد 04/مايو/2025

هل تقبل السلطة صفقة القرن بالخفاء وترفضها بالعلن؟

هل تقبل السلطة صفقة القرن بالخفاء وترفضها بالعلن؟

رغم خطورة ما يُسرب عبر وسائل الإعلام حول “صفقة القرن”  التي تستهدف القضية على وجه التحديد ورسم ملامح “الصراع الفلسطيني- الصهيوني”، ما تزال حركة فتح والسلطة من خلفها تتبنى خطابا منددا بتلك الصفقة في العلن، وممارسات وإجراءات تقرأ في سياق تنفيذها والموافقة عليها من جانب آخر.

الكثير من المتابعين والمحللين يرون أن موقف حركة فتح والسلطة ما يزال ضبابيًّا إلى حدٍّ كبير حول “صفقة القرن”، وآثارها الكارثية المتوقعة، في ظل غياب أي ردات فعل رسمية وشعبية ترتقي وممارسات الإدارة الأمريكية صاحبة الصفقة، والتي بدأتها فعليا بافتتاح السفارة الأمريكية في القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”.

تساؤلات مشروعة

يقول زاهر الششتري: هناك العديد من التساؤلات المشروعة المطروحة سواء من المواطنين أو القوى من موقف السلطة وحزبها الحاكم من ما يسمى بصفقة القرن، وواضح أن هناك ضغوطًا عربية رسمية على الرئيس أبو مازن لكي يعطي موافقة على اللقاء مع كوشنير واتباع سياسة العصا والجزرة.

وتابع الششتري في حديث لمراسلنا: “لكن ما يدعو للتساؤل حقيقة هو المقابلة الصحفية مع كوشنير بصحيفة القدس المقربة بشكل كبير من السلطة وحركة فتح؛ حيث قدم كوشنير في هذه المقابلة إغراءات واضحة”.

ووصف الششتري موقف السلطة من “صفقة القرن” بالغامض، وأضاف: “هناك غموض حقيقي لموقف الرئيس من هذه الصفقة؛ ففي العلن هناك معارضة، لكن ذلك بحاجة إلى تثبيت الموقف الرافض من خلال العمل على إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير على أسس ديمقراطية كفاحية، وفتح حوار وطني جدّيّ للخروج من المأزق الحالي الشائك والبالغ الخطورة على القضية الفلسطينية ومصالح شعبنا، والعمل على دعوة الإطار القيادي المؤقت لشعبنا لمناقشة الشأن الفلسطيني، وإنهاء الانقسام، وتعزيز الوحدة الوطنية، ووقف تغول السلطة على المنظمة الإطار تمثيلي”.

دوران

ومن جانب آخر رأى الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين أن فتح والسلطة تتقمص دورين إزاء “صفقة القرن”، وأكمل: “السلطة وفتح يعارضان صفقة القرن بالأقوالـ لكن بالأفعال على العكس تمامًا، والعبرة ليس بخروج المسيرات وخصوصًا إن تكلمنا عن مسيرات داخل المدن كما تفعل فتح عادةً فهذه لا تعني شيئًا”.

من أراد مجابهة صفقة القرن عليه أن يرفع العقوبات عن غزة، وأن يصعّد المقاومة الشعبية في الضفة، وأن يوقف “التنسيق الأمني”، وهذه أمور تخشى فتح من الإقدام عليها لأن لها ثمنها المرتفع، يقول عز الدين.

ورأى أن صفقة القرن مسمى مضلل، مضيفا: “هم يريدون إيهامنا بأن هنالك صفقة واتفاقية مثل أوسلو، ونحن نتأهب لكي نرفضها، لكن في الحقيقة هم يطبقون ما يريدون على الأرض؛ نقلوا السفارة، وحوّلوا المسجد الإبراهيمي إلى كنيس، والأقصى قاب قوسين أو أدنى من التهويد، والاستيطان يتوسع في الضفة، فهم يفعلون ما يريدون، ونحن نكتفي بتبديد الوقت ننتظر اتفاقية لن تأتي أبدًا”.

معالم جديدة

المتابع للشأن الصهيوني والكاتب ياسر مناع رأى أن “صفقة القرن” -وإن وجدت- جاءت في إطار إثبات معالم جديدة تسعى لها دولة الكيان الصهيوني منذ زمن ليس على المستوى الفلسطيني فحسب بل على المستوى العربي، وما سمعناه قبل أيام عن خطة القطار الذي يربط الدول العربية بـ”إسرائيل” دليل على ما ذكر.

وقال مناع: إن ما يشاع بأن صفقة القرن جاءت لتنهي وجود السلطة الفلسطينية، فهذه نوع من أنواع الدعاية، لأن خطة ترمب للسلام أو صفقة القرن تسعى لفصل الضفة عن غزة بمعنى أن هنالك سلطة في الضفة وسلطة في غزة، والسؤال الأهم هنا: ما الذي يجبر “إسرائيل” على تحمل مسؤولية سكان الضفة الغربية؟!

وعن سبب غياب الحَراك الشعبي الميداني من السلطة وفتح رفضا لـ”صفقة القرن”، قال مناع: “المسيرات ضد خطة السلام هذه تعني المواجهة والاحتكاك مع الاحتلال، حيث يريد مهندسو هذه الصفقة أن تمر دون أي مواجهة، وأعتقد بأن زيارة كوشنير وغرينبلات الأخيرة جاءت للحديث عن حالة الغليان المتصاعدة على الجبهة الجنوبية، بمعنى أن أمريكا لا تريد تكرار سيناريو يوم أحداث نقل السفارة الأمريكية إلى القدس”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات