السبت 29/يونيو/2024

سوق الباشورة.. حفاظ على الهوية رغم التهويد

سوق الباشورة.. حفاظ على الهوية رغم التهويد

سوق الباشورة هو أحد أقدم الأسواق الواقعة داخل أسوار البلدة القديمة من القدس؛ حيث يقع جنوب “سوق العطارين”. و”الباشورة” تعني “القلعة”، وكانت فيما مضى مقرًّا لحكام المماليك، ويعود تاريخ السوق إلى العصر الروماني ويزدان بأعمدته الرخامية الجميلة، فيما “إسرائيل” بعد استيلائها على شرقيّ القدس في حرب 1967 هوّدت السوق، وغيّرت اسمه إلى “سوق الكاردو”.

والباشورة سوق صغير يضم اليوم 25 محلاًّ، وكان سوقا رئيسًا للبالة (الملابس المستعملة)؛ حيث لم تكن الملابس الجاهزة واسعة الانتشار، فكان أهالي مدينة القدس يترددون على السوق لشراء ملابسهم وأحذيتهم منه.

ويقول الباحث في تاريخ القدس روبين أبو شمسية: إن طول السوق حوالي 250 مترًا، وينقسم إلى قسمين، القسم الجنوبي من السوق يعود إلى المرحلة الصليبية، بينما الجزء الشمالي يعود للمرحلة الأيوبية.

ويوضح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن السوق اليوم جزء من الترميمات التي جرت في مدّة الثمانينيات والتسعينيات التي أدت إلى فتح السوق من جديد بعد إهماله.

ويشير إلى أن المبنى عبارة عن قناطر تقع بينها عقود مقنطرة مصلبة، وتحتها تقع الكثير من الحوانيت التي كانت متخصصة لبيع الأغراض المستعملة لأبناء هذه المدينة.

تاريخ السوق

ويضيف أبو شمسية أن ما يميز السوق هو أنه امتداد آخر لـ”الكاردو” من الجهة الشمالية، ولكنه أكثر حداثة من “الكاردو” الذي يعود للمرحلة الرومانية، وأن اسم السوق يعود للمرحلة العثمانية؛ حيث سمي بذلك لأنه خصص جزءًا من حوانيته لبيع المواد المستعملة.

وعند مدخل السوق، يواجهك محل صغير يعود للمسن المقدسي أبو تيسير الكركي (84 عامًا) أقدم صاحب محل في سوق الباشورة، لم يغير مهنته منذ 58 عامًا؛ إذ يعمل في تصليح الملابس المستعملة، وكان قد بدأ بالعمل في السوق وهو يبلغ الـ 22 عامًا. ويقول مستذكرًا أيام الزمن الجميل: “كنا نسافر إلى عمان لإحضار البضاعة المستعملة، ونقوم بإصلاحها وبيعها هنا للناس”.

ويضيف لمراسلنا أن “جزءًا من سوق الباشورة كان مغلقًا، وعندما جاءت “إسرائيل” فتحته ووضعت بوابة تفصل بين المحال التجارية العربية واليهودية، موضحًا أن هذه البوابة تفتح نهارًا، وتغلق ليلاً وأيام السبت بذريعة أنه يوم عطلة عند اليهود، لذا لا يمر أحد من السوق لأن الطريق منه إلى حارة الشرف يكون مقفلاً، وبالتالي نغلق محلاتنا مبكرًا”.

ركود تجاري

ويوضح الكركي أنه مع تقدم الحياة العصرية وابتعاد الناس عن شراء الملابس المستعملة، خفّ الإقبال على السوق، ما دفع بالتجار إلى تغيير مهنتهم والتوجه إلى بيع التحف والسلع، مشيرًا إلى أن أغلب التجار الذين كانوا يعملون في السوق قد توفوا، معبرًا عن فخره بأنه ما يزال يعمل خياطًا.

ويشتكي الكركي من الركود التجاري في السوق، موضحًا أنه يعود إلى منزله مبكرًا في ساعات ما بعد الظهر. ويقول: “كنا نشتغل في اليوم زمن الأردن بدينار أردني واحد وكنا سعداء”.

ويرجع التاجر المقدسي سمير نعمان غيث أسباب الركود التجاري في السوق، إلى حملة التحريض التي يروجها أدلّاء السياحة “الإسرائيليون” ضد المتاجر العربية وعدم التسوق منها. ومع ذلك يؤكد التاجر غيث صمود أصحاب المحلات التجارية رغم العراقيل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات