الخميس 08/مايو/2025

رصاص الاحتلال.. هكذا طوّعه مجدي إلى مشغولات فاتنة

رصاص الاحتلال.. هكذا طوّعه مجدي إلى مشغولات فاتنة

رصاص الاحتلال بأنواعه كافة الذي يطلقه جنود الاحتلال الإسرائيلي على المشاركين في مسيرة العودة الكبرى، يتحوّل في راحتي الفنان مجدي أبو طاقية إلى قطع فنيّة غاية في الروعة.
 


null

الحجم الدقيق واللمسة الفنية والرسالة المعبّرة عماد عشرات التماثيل الصغيرة واللوحات المجسّمة التي رأت النور على يديه منذ الأسبوع الثاني لمسيرة العودة.

null

وكان أبو طاقية (39 عاما) قد نشأ يهوى الرسم على حجارة بحر غزة وعندما كبر قليلاً بدأ يصنع المجسمات الخشبية والرسم بالفحم لكن إصابة شقيقه الأصغر في إبريل الماضي شكلت قفزة نوعية في حياته الفنيّة.

null

ويعتمد مجدي على طلقات الرصاص التي يحصل عليها من شظايا أصابت جرحى مسيرة العودة أو يجمعها بنفسه أو عبر الأصدقاء في صناعة لوحات تمثل حصار غزة ومعاناة ضحايا مسيرة العودة الذين أصاب وقتل منهم الاحتلال الكثيرين.
 

null

تتناثر اللوحات المجسّمة والتماثيل الصغيرة والمشغولات الفنية فوق رفوف خشبية تلونت بطلاء ما يصنع، ما يعكس عملاً دؤوبا واتصالا دائما مع المواد الخام (الغراء اللاصق-ألوان للطلاء-أقلام وغيرها..).
 

null

يقول: “بعد بدايتي في صناعة مجسمات من أحجار الزلط والخشب الفحم، صنعت أول مجسّم من الجبس حين استشهد الطفل محمد الدرّة عام 2000 وتوقفت حتى عام 2018 حتى أصيب شقيقي أحمد 19 عام في مسيرة العودة”.

null

أوحت شظايا الرصاصة المتفجّرة التي اخترقت جسد أحمد شقيق مجدي لصناعة أول مجسّم صغير، وبدأ بعدها يصنع من الرصاص معظم أعماله الفنيّة وينشرها على صفحته بموقع (فيسبوك).

null

يتخذ مجدي في ركن منزله الصغير المستأجر أريكةً ومنضدة صغيرة يمضي فوقهما الساعات الطوال وهو يصنع من الرصاص مجسّمات دقيقة يمنحها اللون والملامح.
 

null

ويتابع: “أدواتي مبرد حديد ومشرط ومنشار والرصاص وقد صنعت تمثالاً للشهيدة المسعفة رزان النجار والمقعد إبراهيم أبو ثريا، ثم لوحة مكتملة تجسّد مخيم العودة ومعبر رفح، ولوحة من تماثيل أدوات تراث ونساء فلسطين”.

null

يشير مجدي إلى أن هذا النوع من الفن الذي يعتمد استخدام رصاص بنادق جنود الاحتلال يحمل رسالة هي أن أدوات الموت تعيد تشكيل الحياة والتعبير لأن الفلسطيني بغزة من حقه الحياة.

وأدخل مجدي بقايا رصاص الاحتلال في صناعة تماثيل لأدوات منزلية قديمة وحديثة بحجم متناهي الصغر مثل (بابور الكاز- دلّة القهوة-أدوات الزراعة-إبريق الشاي).
 
ولم تخل تماثيل ومشغولات مجدي من معاناة العدوان العسكري الإسرائيلي فصنع لوحة مجسمات مكتملة العناصر تجسّد عملية اجتياح حي (تل الهوا) في عام (2008) ومسيرة العودة موضحةً مواقع وطائرات الاحتلال ومخيم وحتى سفينة تحمل شعار فوز الرئيس (أردوغان) الذي فاز في انتخابات تركيا قبل أيام.

ويشير أبو طاقية أن أعماله الفنيّة تستنزف قسطاً طويلاً من وقته، وأنه يمضي ساعات في تخيّل كل قطعة ثم ينتابه القلق حين يتفاعل مع بدء العمل فيها قبل أن ترى النور وينشرها على صفحته على (فيسبوك).

ورغم مرور أسابيع على انتشار أخبار هذا الفن النادر بغزة، والذي أغرى فنانين محليين وعراقيين بالتواصل معه إلا أن كل ما يرجوه مجدي هو أن تتبنى أي مؤسسة فنّه، وتوفر له الأدوات اللازمة للعمل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات