استيطان بالجملة في القدس.. ماذا كشف الخبير خليل التفكجي؟

كشف خبير الاستيطان والخرائط في مؤسسة بيت الشرق بالقدس المحتلة خليل التفكجي عن إقرار حكومة الاحتلال بالتنسيق مع بلدية الاحتلال بالقدس وسلطة الآثار الصهيونية لعدد من المشاريع الاستيطانية الجديدة داخل البلدة القديمة.
وأفاد أنَّ جملة من المشاريع تتركز في حائط البراق وتوسيعه ليستوعب أعدادا كبيرة من السيّاح والمصلين اليهود الذين يؤمونه في أوقات الصلاة وفي أوقات الأعياد اليهودية.
وأكد التفكجي في حديث خاص لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ العمل في ساحة البراق وأسفل العديد من منازل وحارات البلدة القديمة يجري بصورة مكثفة وسرية لربطها بمجموعة من الأنفاق التي ستربطها بالمشاريع الاستيطانية في محيط المسجد الأقصى المبارك.
والمشاريع المقصودة حول الأقصى هي من قبيل الحدائق التوراتية التي تحاصر المسجد من عدة جوانب، وما يسمى بـ”الحوض المقدس” الذي يلتهم مساحة واسعة من أراضي بلدة سلوان وفي محيطه، والصوانة ووادي الجوز، ومنطقة الثوري وباب الخليل، بالإضافة إلى مشاريع استيطانية أخرى مرتبطة بهذا المشروع مثل جسر وادي الربابة والتلفريك “القطار الطائر” من الطور إلى باب الأسباط، ومجموعة “كادما الصورة والصوت”.
ولفت إلى مجموعة من المباني الاستيطانية التي سترتفع في سماء المدينة المقدسة خلال الأشهر القليلة المقبلة، كمنطقة تطوير ما يسمى بـ “مدينة داود” التي يجري العمل بها على قدم وساق ووفق رؤية توراتية الهدف منها ربط هذه المنطقة بثلاثة أنفاق تتجه شمالاً نحو البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك.
وحذّر التفكجي من خطورة هذه المشاريع والخطط التي هي جزء من مشروع أكبر يهدف في النهاية إلى السيطرة على كل محيط المسجد الأقصى المبارك من خلال مشروعات دينية وسياحية وحدائق توراتية وأثرية.
وأوضح: “المتحف في باب المغاربة مرتبط بالصوت والضوء في ساحة “جفعاتي” وبمركز زوار “مدينة داود” و”الحديقة التوراتية” وبـ”عين سلوان” والنفق في ساحة البراق ومن هناك مرتبط بالجسر المعلق بوادي الربابة وبخط القطار الطائر في الثوري ومنها إلى “مركز الإرشاد العاد” وربط باب الأسباط بقطار هوائي يربط في البؤرة الاستيطانية في منطقة الطور.
وعدّ أن خطورة المخططات تأتي أيضا من كونها تتزامن مع ظروف سياسية هيأتها الإدارة الأميركية التي اعترفت زورًا وعدوانًا بالقدس المحتلة عاصمة للاحتلال، وتجاهلها الحقوق الفلسطينية وسعيها لفرض “صفقة العصر” التي تتجاهل الحقوق الفلسطينية في القدس وتتبنى الرواية الصهيونية الأميركية الإنجيلية للمقدسات.
وقال التفكجي إنّ ظهور مصطلح الحوض المقدس كان لأول مرة في الفترة العثمانية ثم الإنجليزية، عندما بدأت حكومة الانتداب في وضع خطط مفصلة لحدود القدس التي سوف تصبح تحت الإدارة الدولية وتنفيذاً للقرار 181″.
وأضاف “طرح هذا المصطلح لأول مرة في المفاوضات الإسرائيلية في كامب ديفيد، عندما تقدم الجانب الصهيوني بالمفاوضات بخارطة تحدد هذا الحوض، والذي يبدأ من جورة العناب غرباً ووادي الربابة “هنوم” جنوباً ووادي حلوه، قبور الملوك “طنطور فرعون” والمقبرة اليهودية في جبل الزيتون شرقاً”.
وزاد: “بعد فتح الحركة الإسلامية المصلى المرواني، انتهت قضية ما تحت الأرض لليهود، وما فوقها للمسلمين، خاصةً وأن فتح المصلى جاء في عام 1996، ضمن أكبر تحدٍّ قام به سكان المدينة المقدسة بالتعاون مع الحركة الإسلامية في الداخل، واشتركت في فتحه المكونات الشعبية من طلاب المدارس، وأصحاب الأعمال والشركات، والأوقاف الإسلامية واللجان الشعبية والنسائية، مما شكل صدمة للسلطات الإسرائيلية”.
وتابع يقول: “أدى هذا العمل المذهل إلى وقف قضية ما تحت وما فوق في مباحثات كامب دافيد، أما في مباحثات طابا2000، فقد أعيد طرح وترسيم حدود الحوض المقدس بخرائط مفصلة”.
وأوضح التفكجي أنّ مساحة الحوض المقدس تبلغ نحو 25 كم، ويقع في الجزء الجنوبي والجنوبي الشرقي من البلدة القديمة. ومنُذ عام 2000 وما بعدها بدأت بلدية القدس بالتعاون مع المؤسسات الاستيطانية وخاصةً، جمعية “العاد” بخطوات استباقية بفرض الأمر الواقع على الأرض عن طريق استخدام جميع القوانين التي تؤدي إلى الاستيلاء والسيطرة على الأراضي والعقارات بالمنطقة، كما تم تفعيل قوانين الأملاك اليهودية قبل عام 1948 التي كانت تدار في الفترة الأردنية من “حارس أملاك العدو” وقانون الحدائق الأثرية وأرسلت الإخطارات بهدم أكثر من “88” منزلاً”.
وأكد أن “المقبرة اليهودية” أراض وقفية إسلامية تم تأجيرها منُذ بداية القرن السادس عشر للطائفة اليهودية لدفن موتاهم، ومنذ تلك الفترة وحتى اليوم تمت السيطرة الصهيونية عليها، ونبعت قدسية المقبرة من ارتباطها بالأسطورة اليهودية التي تعدّ أن المسيح المنتظر القادم من السماء حاملاً الهيكل سينزل على جبل الزيتون، فينهض الأموات من قبورهم، ويتبعون المسيح باتجاه باب الرحمة لإقامة الهيكل مكان قبة الصخرة. وبهذا الأسلوب ارتفع عدد الأماكن المقدسة لدى اليهود من 30 موقعاً إلى 326 موقعاً ومنها هذا الحوض.
وقال التفكجي: “نحن اليوم أمام أكبر عملية تزوير للتاريخ والجغرافيا مستمرة في القدس المحتلة منذ العام ١٩٦٧ حتى يومنا هذا، ففي ظاهرة لتزوير التاريخ وتهويد الأرض، استخدمت الناحية الدينية لمصادرة الأرض ومنع البناء العربي الفلسطيني عليها، وتم الإعلان عن مصادرة مساحات كبيرة من أراضي القدس المحتلة وخاصةً المحيطة بالبلدة القديمة”.
وأوضح: “في عام 1968 ظهر أول هذه المخططات حول أسوار البلدة القديمة، والذي أطلق عليه المخطط (ع.م. 6 )، وفي عام 1976 ظهر المخطط (ع. م .9)، وهذا المخطط حول أكثر أراضي المنطقة إلى مناطق منع بنائي وخاصةً في منطقة سلوان”.
“وفي الأعوام التي تلتها، تمت المصادقة على مشروع 3092 من أراضي قرية الطور، وتم ترسيم مساحات واسعة مناطق خضراء، وفي أواخر التسعينيات من القرن الماضي، تحولت هذه المساحات إلى حدائق توراتية مستخدمة الروايات التوراتية في قضية وضع اليد عليها في منطقة سلوان وتحولت منطقة البستان إلى حديقة الملَك، وفي منطقة “وادي النار” حديقة قبور الأنبياء، وادي المَلك، ومنطقة العيسوية والطور جاءت في أسطورة الملَك داوود، عندما وقف في النقطة الفاصلة ما بين جبل الزيتون وجبل المشارف “سكوبس” ونظر إلى جبل الهيكل “أساطير وروايات لا سند لها ولا أساس علميا وتاريخيا لها أيضا”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: العدوان على اليمن جريمة حرب وإرهاب دولة ممنهج
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام دانت تدين حركة "حماس" بأشدّ العبارات العدوان الاسرائيلي على اليمن، والذي نفّذته طائرات جيش الاحتلال، واستهدف مواقع...

تحذيرات من انهيار كامل لمستشفيات غزة خلال 48 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الإثنين، من أن مستشفيات القطاع على شفا الانهيار خلال 48 ساعة بفعل منع...

غوتيريش: توسيع إسرائيل هجماتها بغزة سيؤدي لمزيد من الموت والدمار
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن خطة إسرائيل لتوسيع هجماتها على غزة ستؤدي إلى مزيد من الموت...

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...

9 شهداء بغارتين إسرائيليتين في مخيم النصيرات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 9 شهداء على الأقل، وأصيب عدد كبير من المواطنين بجروح، الإثنين، جراء غارتين شنتهما مسيّرات إسرائيلية، على منطقة...

صحة غزة: حصيلة حرب الإبادة ترتفع إلى 52,576 شهيدًا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت زارة الصحة بقطاع غزة، بأن 32 شهيدًا منهم 9 انتشال، و119 إصابة وصلت مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية....

مستوطنون يحرقون محاصيل قمح في سهل برقة بنابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أحرق مستوطنون متطرفون، مساء اليوم الاثنين، على إحراق أراضٍ زراعية مزروعة بالقمح في سهل برقة شمال غرب مدينة نابلس...