الأربعاء 07/مايو/2025

تسهيلات إسرائيل لغزة.. سراب على طبق الابتزاز

تسهيلات إسرائيل لغزة.. سراب على طبق الابتزاز

يجتر الكيان قائمة من التسهيلات التي يدعي أنه سيقدمها لقطاع غزة على طبق من الابتزاز؛ وتهدف إلى محاولة التقليل من زخم الأحداث الميدانية على الحدود.

ووفق رصد تحليلي لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، ذكرت صحيفة يديعوت وتحت مسمى”نشر أولي”، وافقت “إسرائيل” على إنشاء محطة شمسية لصالح توفير إمدادات الكهرباء لقطاع غزة، وسيتم بناء المنشأة بدعم إسرائيلي وأوروبي عند معبر إيريز، بحسب قولها.

وأضافت الصحيفة أن مصادر سياسية إسرائيلية أكدت أن “هذه خطوة إنسانية أُحادية الجانب وليست جزءًا من اتفاقية مع حماس، وقد تم مناقشتها قبل أيام مع جيسون غرينبلات وجاريد كوشنير وهناك اقتراح آخر لإدخال 6000 فلسطيني للعمل في مستوطنات غلاف غزة”.

وبحسب الصحيفة فإن المقترح رفض من جهاز الأمن العام (الشاباك) حتى الساعة، إذ يعتقد الأخير أن دخول عدة آلاف من العمال من غزة خطر وتهديد أمني، سيخدم نظام جمع المعلومات الاستخبارية لحركة “حماس” وسيشكل أرضية لتهريب الأموال لصالح “النشاط الإرهابي” في قطاع غزة وما وراءه، وفق تعبيرها.

فيما ذكرت القناة الثانية أن “إسرائيل بصدد صياغة مقترح لبناء منصة بحرية في قبرص من أجل قطاع غزة مقابل إعادة المفقودين وجثث الجنود”، مشيرين إلى أن “الجهود التي تبذلها إسرائيل ودول أخرى في المنطقة” للتخفيف من الأزمة الإنسانية في القطاع.

وبحسب ما قالته القناة على ضوء هذه التحركات الاقتصادية، التي تقف من ورائها الإدارة الأمريكية ومبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ميلدينوف، تواصل حماس نقل رسائل إلى كل من “إسرائيل” ومصر حول رغبتها في ترتيب وقف إطلاق النار.

 في الوقت نفسه لاحظت المؤسسة الأمنية انخفاضًا كبيرًا في عدد الطائرات الورقية والبالونات التي يتم إطلاقها على “إسرائيل”، التي يتم تشغيلها من وحدة حماس للطائرات الورقية، وليس هناك تطيير دون موافقة الجناح العسكري لحماس، لذلك يعدّ الانخفاض في عدد الطائرات الورقية إشارة أخرى من حماس بأنها لا مصلحة لها في مواجهة شاملة مع “إسرائيل”، وفق القناة.

تسهيلات مزعومة
وفي ذات السياق كتب محلل الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت تحت عنوان “ضوء في نهاية القطاع”.

أصبحت صور سكان غزة الذين يجلسون على ضوء الشموع أحد رموز الأزمة الإنسانية في غزة، لكن خطة إسرائيلية جديدة  كشف عنها هنا لأول مرة  يمكن أن تغير الوضع، من خلال إنشاء للمحطة الشمسية، وفق الصحيفة.

 وبحسب المصادر السياسية فإن فكرة إقامة مزارع شمسية لخدمة قطاع الكهرباء في قطاع غزة، قد تم طرحها في وقت سابق من هذا العام من “إسرائيل” خلال مؤتمر دولي في واشنطن لمناقشة إعادة إعمار قطاع غزة، “الفكرة الأصلية كانت بناء مزارع الطاقة الشمسية في مصر؛ لكن المصريين أوضحوا أنه ما دامت السلطة الفلسطينية لا تسيطر على قطاع غزة،  فإن مثل هذا المشروع لن يبنى على أرضهم”.

ويضيف فيشمان أن “الإدارة الأمريكية قد توصلت مع المصريين إلى تفاهمات بشأن كمية الكهرباء التي ينقلونها إلى قطاع غزة والتي سيتم مضاعفتها، إذ توفر مصر حاليا 27 ميجاوات من الكهرباء لقطاع غزة، ووافقت على زيادة حجمها إلى 55 ميجاوات، لكن في الأسابيع الأخيرة توقف المصريون تماماً عن إمداد قطاع غزة بالكهرباء وفقاً لما ذكروه، نتيجة إلحاق أضرار بخطوط الكهرباء في شمال سيناء من نشطاء داعش”.

وفي خطوة أخرى كما ذكر المحلل العسكري فقد اتفق المصريون مع الأمريكيين على زيادة حجم البضائع من سيناء إلى قطاع غزة، متجاوزين بذلك السلطة الفلسطينية، “وسيتم نقل البضائع عبر معبر صلاح الدين الذي تسيطر عليه حماس مباشرة، ويعتزم المصريون مضاعفة عدد مصانع الأسمنت التابعة للجيش المصري في سيناء من أجل زيادة إمدادات الأسمنت إلى قطاع غزة، كما يخطط المصريون – بالتنسيق مع الأمريكيين – لزيادة كميات الوقود والمواد الغذائية التي يتم نقلها إلى القطاع”.

وفي سياق متصل ذكرت صحيفة معاريف نقلا عن سيمحا غولدين والد جندي أسير في غزة “وزير الجيش افيغدور ليبرمان يشجع على بناء ممر بحري في قبرص لخدمة سكان قطاع غزة مقابل عودة الجنود، بينما هم يهاجموننا بالبالونات الحارقة والصواريخ، إنه أمر كارثي تقديم الحلول أحادية الجانب في ظل هكذا ظروف، يجب خلق فرصة لإعادة الأبناء إلى المنزل”.

فيما قالت زهافا شاؤول والدة الجندي شاؤول أرون “منذ 4 سنوات وابني أرون ليس معنا، أخيرا يبدو أن هناك أمل، سررت بمقترح ليبرمان ونحن لا توجد لدينا مشكلة في منح سكان غزة ما يريدون مقابل استعادة الجنود، الجيش أرسل الجنود لغزة وعليه أن يعيدهم، ربما سأرى الضوء في نهاية النفق”.

كي الوعي
محلل الشؤون العبرية في “المركز الفلسطيني للإعلام” وفي خضم تلك المشاريع التي يُعلن عنها الإعلام العبري مرآة القيادة الأمنية والسياسية للكيان كتب أن:

المعركة التي تخوضها المقاومة بغزة اليوم هي معركة “وعي”، إذ يسعى الكيان للتضليل وإيهام الفلسطينيين بحلول سرابية، على أمل التخفيف من وطأة الخسائر التي تكبدها نتيجة فعاليات “مسيرة العودة”، تفاصيل هذه المعركة يحاول الكيان ترجمتها عمليا من خلال البحث الذي ناقشه معهد الأمن القومي الصهيوني بالأمس، إذ عقد يوما دراسيا تحت عنوان “معركة الوعي بين الفلسطينيين والإسرائيليين”، وذلك بمشاركة كبار ضباط الجيش والمخابرات والصحفيين والأكاديميين.

وأضاف المحلل أن الكلمة التي ألقاها الناطق باسم جيش الكيان في اليوم الدراسي، تدلل وبشكل واضح على حقيقة التسهيلات المزعومة التي يقترحها الكيان إذ قال في كلمته: بأن الجيش اعتمد على عدة وسائل للحد من مسيرات العودة وتقليل عدد المشاركين بالتظاهرات على الحدود مع قطاع غزة، حيث حاول الجيش التأثير على الوعي لدى الجماهير الفلسطينية في غزة وذلك من خلال الاعتماد على الخطب والمواعظ الدينية والبيانات والمنشورات.

ويؤكد المحلل على أن تصريحات ليبرمان ما هي إلا ذر الرماد في العيون؛ وهو الذي كان من المتشددين بقضية إعمار غزة، ويحاول اليوم أن يقدم هذه التسهيلات المزعومة مقابل أثمان باهظة من المقاومة، فهو يدرك أن الوضع بغزة لن يبقى على حاله، إذ أن بقاء الوضع كما هو يعدّ مقامرة غير مضمونة النتائج.

والمتابع لتصريحات ليبرمان يلاحظ تراجعا في الرؤية التي يقدمها بشأن قطاع غزة، وهذا التراجع جاء نتيجة الضغط التي يُمارس عليه من الجيش والقيادة السياسية، الذين يحاولون إبعاد بوادر حرب قادمة مقابل إيجاد حلول سياسية اقتصادية، في المقابل يحاول ليبرمان قبض أي ثمن إضافي لتسجيل إنجاز في سجله لأنه يدرك أن أمر التسهيلات قادمة بناء على زيارة كوشنير الأخيرة للمنطقة، بحسب المحلل.

ويتابع: “الواضح أن هناك توجه صهيوني مرتبك في المؤسستين الأمنية والسياسية بشأن التوصل لترتيبات معينة مع غزة لكن ليست مع حماس بشكل مباشر، يطمح الكيان من خلالها نزع سلاح المقاومة وإبرام صفقة تبادل مقابل تخفيف الحصار وإعادة الإعمار”.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات