الأربعاء 26/يونيو/2024

صفقة القرن.. هل تتجاوز السلطة بغطاء عربي؟

صفقة القرن.. هل تتجاوز السلطة بغطاء عربي؟

يبدو أنّ التحالف الأمريكي “الإسرائيلي” العربي، قد أجمع أمره وعقد العزم على المضي بخطوات متسارعة لتنفيذ “صفقة القرن”، حتى لو كان الثمن إزالة عقبات كانت تستخدم كمساهم بارز في إنجاز هذه الصفقة.

ووفقاً لصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، فإنّها نقلت عن مصدر مصري قوله إنّ “موقفا مشتركا بين مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بعدم الاعتراض على الخطة المقدمة المعروفة باسم صفقة القرن، رغما عن رئيس السلطة أبو مازن”.

تجاوز السلطة

ويجمع محللون سياسيون أنّ التحركات الإقليمية والدولية، توحي بأنّ الإدارة الأمريكية ماضية في طرح ما تحمله “صفقة القرن” حتى ولو تجاوزت السلطة الفلسطينية، إذ يؤكّد الخبير في الشأن الصهيوني عدنان أبو عامر لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، أنّ الاتهامات المتبادلة بين قيادات السلطة تؤكّد أنّ هناك رغبة أمريكية بتجاوز السلطة.

ويتفق معه المحلل والمختص بالشأن الصهيوني عماد أبو عواد، مبيناً أنّ سياسة الإدارة الأمريكية الحالية قائمة على “الوقاحة بدون دبلوماسية”، “بمعنى أنها لم تعد تستخدم الدبلوماسية كما قبل، وصريحة في التعاطي إما أن تقول نعم، أو فإن نظام ترمب سيلفظك في الخارج”، كما قال.

فيما يشير المحلل أيمن الرفاتي، أنّ تجاوز دور رئيس السلطة محمود عباس يبدو أنّه تمت مناقشته على الطاولة الأمريكية والعربية، وخرج لحيز التنفيذ خلال الفترة الحالية، لكن تعامل “عباس” مازال سلبياً على المستوى الداخلي، فبدلاً من التجائه للوحدة الوطنية، لا زال يمارس العقوبات والتضييق على قطاع غزة.

إنجاز قضايا

ويؤكّد أبو عامر، أنّ هناك حالة انسجام عربية لإنجاز قضايا أخرى، لذا فإنّ رئيس السلطة سيكون بين خيارين؛ إما الانخراط في هذه الصفقة، أو تجاوزه بطرح ما يمكن طرحه بعيداً عن السلطة، مبيناً أنّ نجاح ذلك من عدمه هو قدرة الأمريكان على تجاوز التوقيع الفلسطيني.

وهو ما يؤكّد عليه الرفاتي، أنّ الإدارة الأمريكية باتت تسير في خطوات عملية تمهيداً لإعلان خطة الرئيس الأمريكي لتسوية القضية الفلسطينية، وتجاوز دور السلطة التي باتت محصورة في خياراتها تحت رحمة الواقع الاقتصادي والمصالح التي يستفيد منها قادتها.

ويضيف: “الخطوات الأمريكية تشير إلى أن صفقة القرن قد لا تكون صفقة سياسية مع الفلسطينيين، بل تتعدى ذلك لترتيب المنطقة بما يخدم إسرائيل، بما في ذلك التطبيع مع الدول العربية لضمان أمن إسرائيل وهذا الأمر يحقق لدولة الاحتلال أهدافاً استراتيجية طويلة المدى تعطيها الفرصة لضمان بقائها محتلة للأراضي الفلسطينية”.

غزة والصفقة

ويشير أبو عامر، إلى أنّه واضح أن هناك توجه أمريكي إقليمي “إسرائيلي” بالتعامل مع غزة بشكل انفرادي بعيداً عن السلطة، “أي أن الأمريكان وصلوا إلى مرحلة من الإحباط من تراجع عباس عن عقوباته تجاه غزة”.

فيما يؤكّد أبو عواد، أنّ التوجه العام الآن للتعامل مع غزة بمعزل عن السلطة الفلسطينية، “بمعنى أن يكون لغزة شبه كيان مستقل حتى اقتصاديا، وهذا سيساهم في قدرة الأطراف على التعاطي مع الملفات المختلفة وسيمنح إسرائيل قدرة أكبر في الهروب من الخطر الديموغرافي، حيث لن يتبقى أمامها سوى معضلة الضفة ديموغرافيا”.

ويضيف: “غزة ستكون كيان مستقل له حساباته الداخلية الخاصة في ظل الحصار الخانق، الذي اعتقد انه سيتم تخفيفه ضمن معادلة أعطِ غزة ما تخشى عليه لتحييدها ولو مرحلياً، وبالتالي سيكون عباس ضمن موقف صعب، إما القبول أو التحييد وربما المجيء ببديل له في الضفة”.

سياق آخر

المحلل السياسي والمختص بالشأن التركي صلاح الدين العواودة، ربط بين الانتخابات التركية التي أفرزت إعادة تأهل رجب طيب أردوغان لمنصب الرئيس لدورةٍ جديدة وبين “صفقة القرن” التي تسارع الخطى نحو اللمسات النهائية، مبيناً أنّ التحالف الصهيوني الأمريكي العربي تلقى ضربة قوية بخسارة مرشحيهم في الانتخابات.

وقال في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “اليوم قال الشعب التركي لهذا الحلف إن الشرق الأوسط ليس ملعباً خالصاً لكم، وأنّ عصر سايكس بيكو قد ولى، وعليه فان محاولاتكم تجاهل الفلسطينيين والتقرير نيابة عنهم ستفشل”.

واستذكر العواودة، أنّ تركيا أجبرت الولايات المتحدة في عصر ترمب على التراجع عن بعض سياساتها، كسحب حلفائها الأكراد من منبج السورية، وصفقة صواريخ اس 400 الروسية، “وفي ظل موقف تركي قوي مع الفلسطينيين لدرجة طائرة تركية خاصة تنقل المالكي من أنقرة إلى واشنطن، فإنه لن يكون سهلاً على ترمب تمرير صفقة لا يوافق عليها الفلسطينيون المدعومون تركياً” كما قال.

وفي نظرة مختلفة، فإنّ المحلل السياسي، عدّ أنّ رئيس السلطة الفلسطينية اليوم أقوى بعد الانتخابات التركية، وقال: “تركيا التي انفردت في السنوات الأخيرة بدعمه ستكون أقوى إلى جانبه، ولن ينجح تجاوزه، كما أن صفقة القرن لن تمر فهي تحمل بذور فشلها منذ البداية” كما قال.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...