الأربعاء 26/يونيو/2024

في إسرائيل.. التيه في مواجهة الطائرات الحارقة

في إسرائيل.. التيه في مواجهة الطائرات الحارقة

يتواصل الصداع الإسرائيلي من “البالونات والطائرات الحارقة”، التي يستمر الفتية الفلسطينيون بإرسالها إلى الأراضي المحتلة شرق غزة، ومعها تزداد المخاوف في “إسرائيل” من الذهاب لمواجهة واسعة مع المقاومة بغزة.

الإعلام الإسرائيلي، يواصل نقاشاته الحادة بخصوص هذه القضية، ومعها تابع قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” ما كتبه بعض المحللين الإسرائيليين، بشأن الذهاب لمواجهة واسعة سببها البالونات والطائرات الحارقة.

خيار آخر

المعلق العسكري في القناة “14” آلون بن ديفيد كتب مقالا بصحيفة “معاريف” تحت عنوان “قبل أن نرسل جنودنا للهجوم على مخازن البالونات في غزة نحن ملزمون بفحص خيار آخر”.

“قبل أن تغمرنا السعادة ونحن نمضي نحو حرب الطائرات الورقية الأولى؛ يجدر بنا التوقف للحظة، ونفكر في كيفية وصول قطاع غزة إلى هذا الوضع. الآن نحن بالفعل في ديناميكية تقودنا إلى المواجهة”، يقول الكاتب الإسرائيلي.

يتابع: لذا قبل أن نقصر حياة عشرات الشباب الذين سيرسلون لمهاجمة مخازن تكديس الطائرات الورقية في غزة من أجلهم، ومن أجل العشرات من العائلات التي سيدمَّر عالمها، نحن ملزمون بفحص ما إذا كان هناك أي خيار آخر.

وقال بن ديفيد: إن وزير “الدفاع” لا يخفي رأيه بصراحة أن المواجهة في غزة الآن ضرورية، وقال في محادثات مغلقة: “لا يوجد خيار. يجب ضرب حماس مرة كل بضع سنوات حتى لا ترفع رأسها”، وينضم إليه وزراء آخرون بالكابينت، وكأنهم رجال عندما يخرجون بتصريحات مثل “الطائرة الورقية مثل الصاروخ”.

وأضاف بن ديفيد: هذا ليس صحيحاً؛ الحرائق في محيط غزة مروعة حقا، والقلب محروق من رؤية الحقول السوداء، لكن الطائرات الورقية لا تقتل كما تفعل الصواريخ، أولئك الذين يوصون بقتل مطيّري الطائرات الورقية يجب أن يأخذوا في الحسبان أن الصواريخ ستحل مكانها، وأنها ستقتل منا.

إدارة فاشلة

وبحسب المعلق العسكري؛ فإن حرب “الجرف الصامد” على الرغم من إدارتها الفاشلة، فقد جلبت لنا 42 شهراً من الهدوء في محيط غزة؛ توقفت حماس عن إطلاق النار على “إسرائيل”، وتصرفت بشكل حاسم لمنع المنظمات الأخرى عن الإطلاق، حيث مكنت هذه المرة المستوطنات في المنطقة من الازدهار، على حد وصفه.

وأكد آلون أن عشرات من المناقشات الوزارية التي تناولت غزة لم تحاول حتى صياغة سياسة “إسرائيل” تجاه قطاع غزة، بما يتجاوز الإدارة المستمرة للصراع، منع رئيس الوزراء ووزير “الدفاع” أي نقاش حول رؤية مستقبلية لعلاقات “إسرائيل” مع “الكيان الذي يحتوي على مليوني شخص يعيشون بجوارنا”، في إشارة منه لقطاع غزة.

وأشار بن ديفيد إلى أن الجيش الإسرائيلي وما يسمى منسق الأنشطة في المناطق عرضوا باستمرار معطيات حول الضائقة في غزة، ولم تكترث قيادتهم بذلك، ربما لأنها تعتقد أن حرمان مليوني شخص من الرزق والمياه والكهرباء والحق في التنقل أمر طبيعيّ.

مسار المواجهة

وتابع بن ديفيد: “لقد قطعنا الكهرباء عن القطاع بناء على طلب أبو مازن، حتى لا يتمكنوا من الاستحمام في الماء الساخن في فصل الشتاء، وحتى لا يكون لديهم ثلاجة للحفاظ على الأغذية في فصل الصيف، وفي منتصف شهر رمضان قرر دفع نصف راتب للموظفين البالغ عددهم 78000 موظف في غزة، ولنا أن نتخيل ما يمكن أن يحدث إذا حصل موظفونا المدنيون على نصف الراتب في ليلة رأس السنة، لكن حكومتنا الوطنية الفوضوية التي لا يفوّت وزراءها فرصة لتشويه سمعة أبو مازن أصبحت متعاونة معه”.

وبحسب بن ديفيد؛ فإن حماس التي يئست من تجاهل “إسرائيل” دعواتها لوقف إطلاق النار، تحولت إلى المظاهرات على طول السياج، وقد فشلت في تحقيق النجاح، واكتشفت التأثير المدمر للطائرات الورقية التي تراها شرعية وغير قاتلة.

يتابع: لقد أظهرت قيادة حماس براغماتية في السنوات الأخيرة، ولم تكن تريد حتى الآن مواجهة واسعة مع “إسرائيل”، ولكنها في مأساتها الحالية مستعدة لتحمل المخاطر، وكان التوجيه العسكري للجيش الإسرائيلي هو تصعيد الردود العسكرية على الطائرات الورقية؛ بإطلاق طلقات تحذيرية قرب المطيّرين لها في البداية، ثم الهجوم على سيارة راعي مطيّري الطائرات الورقية، واستهداف البنية التحتية لحماس.

على الجانب الآخر غيرت حماس المعادلة، والآن تخطط لإطلاق صواريخ مقابل أي هجوم إسرائيلي، والآن صعدنا على المسار الموصل إلى المواجهة، بضعة ليالٍ من إطلاق النار مثل ليلة الثلاثاء ونحن إلى حملة جديدة ضد غزة، ليس هناك سبب للخوف من بؤساء غزة: لن يستطيعوا القضاء علينا، لن يستطيعوا احتلالنا، وفي كل مرة يتألمون أكثر منا.

وختم المعلق العسكري آلون بن ديفيد: لكن ما الذي سنكسبه من مثل هذه المواجهة؟ المواجهة القادمة مهما نجحت، ستعيدنا إلى النقطة التي كنا فيها في مارس الماضي، حتى لو قمنا بتبني أسلوب من أفيغدور ليبرمان، بأن الصراع مع حماس ضروري كل بضع سنوات، أليس من الأفضل أن نبدأ به من النقطة التي انتهينا فيها من بناء الجدار في باطن الأرض؟ تدرك “إسرائيل” أنه لا يزال هناك عدد كبير من الأنفاق التي لم تكتشفها بعد، سيكون من الحكمة الانتظار حتى يتم تحييد هذا التهديد بالكامل قبل أن نقفز إلى حرب أخرى في غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...