عاجل

الإثنين 01/يوليو/2024

محل أبو خديجة الأثري.. كنز مقدسي يستعصي على التفريط

محل أبو خديجة الأثري.. كنز مقدسي يستعصي على التفريط

رفض كل الإغراءات المالية الصهيونية مقابل الحفاظ على الاكتشاف الأثري من مخاطر استيلاء الاحتلال عليه.. كل أمله أن يتحول محله لمطعم ليصبح ريعه وقفًا للمسجد الأقصى المبارك والمحتاجين والفقراء.. إنه المقدسي عماد أبو خديجة، الذي أنهى مؤخرًا ترميم اكتشافه لآثار قديمة خلف محله في شارع باب السلسلة بالبلدة القديمة المجاور للمسجد الأقصى المبارك.

يقول أبو خديجة عن حكايته: “يعود المحل إلى والدي وجدّي قبل 80 عامًا، وكانت مساحته ستة أمتار، وقبل 30 عامًا قررت توسيعه، وبدأت العمل في الجدار بيدي رغم صعوبة العمل إلى أن اكتشفت هذه الآثار”.

ويشير المقدسي أبو خديجة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن هدف الاحتلال هو ترحيله من محله؛ حيث فوجئ قبل ست سنوات باقتحام أفراد سلطة الآثار الصهيونية المكان بسبب أحد الواشين، فاضطر إلى وقف العمل لمدة ست سنوات، وسجن ليلة واحدة وفرضت عليه غرامة مالية بقيمة 10 آلاف دولار بسبب أعمال الحفر دون إبلاغ سلطة الآثار.

مضايقات صهيونية

ويوضح أبو خديجة، الذي يتعرض للكثير من المضايقات الصهيونية أنه “جرى متابعة القضية قانونيًّا، وبفضل الله والطاقم القانوني تمكنا من انتزاع قرار من المحكمة الصهيونية بإعادة العمل من جديد، بشرط وجود موظف من سلطة الآثار للإشراف على أعمال الحفر”، لافتًا إلى أنه اضطر لدفع مبلغ لها حوالي مائة ألف شيكل.


null

وكشف أن الحفر أدى لاكتشاف أنفاق توصله للمسجد الأقصى وحائط البراق وكنيسة القيامة وأسفل البلدة القديمة، موضحًا أنه عرض عليه 24 مليون دولار، مقابل السيطرة على هذه الأنفاق، إلا أنه رفض ذلك؛ لكونه قرر تحويل المحل ليكون وقفًا إسلاميًّا، وقال: إن القدس تحتوي العديد من الكنوز ولا يمكن التفريط بها، بل يجب حمايتها والمحافظة عليها من الاحتلال؛ لكونها أرض الرباط.

محل فريد

وتابع أن طواقم الآثار أخبروه أن محله فريد من نوعه، ولا يوجد مثله في البلدة القديمة، موضحًا أن كل حجر في المحل له حكاية في التاريخ الإسلامي.

وبحسب الروايات التاريخية؛ يحتمل أن يكون محل أبو خديخة قد استخدم أماكنَ للتجمعات المدنية الحضارية والاقتصادية، وهي عبارة عن قاعات ذات سقوف نصف برميلية تدعمها أعمدة يعتقد أنها من المدّة الصليبية أو الأيوبية، وأن ما يميز العقار أنه مكون من عدة طبقات أثرية، الأولى قد تعود للمرحلة الصليبية أو الأيوبية ذات القناطر المعقودة المتشابكة مع بعضها، والتي تشكل سلسلة من المخازن الأثرية المرصوفة بالحجارة ومدعومة بأعمدة إما جيرية قوية جدًّا أو من حجارة مرصوفة.

أما الجزء الأسفل من المكان، فيحتوي على قناطر مختلفة قد تعود للمدّة البيزنطية أو الإسلامية المبكرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات