الجمعة 02/مايو/2025

حرب نفسية ومعركة عقول.. هكذا أشغلت غزة قادة إسرائيل

حرب نفسية ومعركة عقول.. هكذا أشغلت غزة قادة إسرائيل

تلك الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي لا يتجاوز ثمنها دولارا واحدا، استطاعت أن تردع “إسرائيل” وترسانتها العسكرية بأقل التكاليف، ليتقاطر خبراء الاحتلال بالمئات من كل حدب وصوب، محاولين وقف هذا “الكابوس”.   

“إسرائيل” لن تجد في مواجهة هذا الشعب إلا حلولا تسكينية، تذر بها الرماد في عيون “الإسرائيليين”، أما العنقاء الفلسطينية، فستظل تولد من رحم الموت، لتصنع معادلة الحياة، فشعب الجبارين يمتلك من الأدمغة والعقول والحلول والتجارب ما لم يكتب بالكراس بعد.

فالعقول الشابة التي ابتكرت فكرة مسيرات العودة السلمية على حدود غزة، تفتقت عملا مقاوما لم يعهده جيش الاحتلال في السابق (الطائرات الورقية والبالونات الحارقة)، في رسالة مفادها أن شعب فلسطين بأكمله شغله الشاغل طرد الاحتلال، وأن الأدمغة الفلسطينية لا تهرم ولا تفنى، وحلول التحرير دائما حاضرة حتى من السراب. 

ولا يلتفت الشباب الفلسطيني في مخيمات العودة للتهديدات “الإسرائيلية”، بالرغم من الاستهدافات الأخيرة لمطلقي الطائرات والبالونات الحارقة، إلا أنّهم يواصلون استخدام وتطوير هذه الوسيلة السلمية، التي ابتدعها في الأسبوع الثاني من مسيرات العودة وكسر الحصار، التي تتواصل في القطاع المحاصر منذ الثلاثين من  آذار الماضي.

ويبدو أن الأمر الذي تخشى قيادة “إسرائيل” حدوثه، بانعدام الثقة بينها وبين “الإسرائيليين” والدخول في مربع الشك، أصبح اليوم واقعا، فالطائرات الورقية، استطاعت أن تبعث الريبة في نفوس “الإسرائيليين” بأن هذا الجيش الذي لا يستطيع أن يوقف “الورق، وبالونات الهيليوم” كيف له أن يحمينا، إذا تدحرجت الأوضاع إلى حرب شاملة.

المقاومة بدورها لم تقف مكتوفة الأيدي، فبيان “القصف بالقصف”، يعدّ الأقوى من نوعه منذ الحرب الأخيرة في العام 2014، كما أن رسالة “الغرفة المشتركة” تحمل من الدلالات الكثير، فهي الظهير والسند الحقيقي للمقاومة السلمية، وأن اليوم لا معادلات جديدة يفرضها الاحتلال، والرسالة الأهم في وحدة السلاح وتساميه عن كل الاختلافات.

إذن المقاومة الفلسطينية مجتمعة اتخذت قرارها بلا مواربة، بأن زمن استهداف الاحتلال لمواقعها وعدم رد الأخيرة على هذه الاعتداءات، ولّى إلى غير رجعة، مع فرض قاعدة “القصف بالقصف”، ومع عدم تحمّل الاحتلال هذه القاعدة من الاشتباك المتطور مع قوى المقاومة، والتي قد تؤدي إلى انفلات الأوضاع والذهاب نحو تصعيد عسكري، وفق توقعات خبراء عسكريين.

“فالمقاومة اليوم ترسّخ قواعد الاشتباك الحالية، في الوقت الذي فشل فيه الاحتلال في فرض واقع جديد، كما أنها تعزّز من أوراقها، خصوصاً وأنها معنية بمسيرات العودة وكسر الحصار، ولكن ليس على حساب السماح للاحتلال بالقصف”.

في المقابل، فإن الجدل “الإسرائيلي” في مواجهة الطائرات الورقية، يظهره السجال بين اثنين من كبار وزراء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسيي، وهما نفتالي بينيت وزير التعليم، ويوآف غالانت وزير الإسكان، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت.

ففي حين طالب بينيت بإطلاق الصواريخ على مرسلي الطائرات الورقية بعدِّها سلاحا مؤذيا للإسرائيليين، أبدى غالانت معارضته لهذا الاقتراح؛ لأن من يطلق هذه الطائرات فتيان صغار، تتراوح أعمارهم عند سن الثامنة.

وقال غالانت إن “إطلاق الصواريخ على هؤلاء الأطفال لن يكون أمرا معيبا أو قاسيا، بل سيكون أحمقا وغير مجد، أما لو كان الحديث عن اغتيال من يرسلهم من قادة حماس، فقد سبق أن اقترحت ذلك، وطالبت بالعودة لسياسة التصفيات الجسدية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات