الجمعة 21/يونيو/2024

غزة تضرب اقتصاد إسرائيل بالطائرات الورقية

غزة تضرب اقتصاد إسرائيل بالطائرات الورقية

يسيطر مشهد صنابير المياه الممتدة من الصهاريج العملاقة، والطائرات التي تفرغ ما في جعبتها من مياه، بعدما أجبرتها المقاومة السلمية إلى التحول لـ”طائرات إطفاء”، على المشهد العام في مستوطنات “غلاف غزة”؛ إذ كبدت الطائرات الورقية “إسرائيل” خسائر اقتصادية فادحة.

وقد نجح شبان غزة في تحويل الطائرات الورقية، والبالونات من أداة لعب إلى وسيلة تحمل مواد مشتعلة يطلقونها باتجاه الأحراش الخاضعة لسيطرة الاحتلال شرقي قطاع غزة، بهدف إيلام وإرباك العدو بوسائل بسيطة، في مسعى للحصول على أبسط حقوقهم المسلوبة، المتمثلة بحق الحياة والعودة إلى أراضيهم المحتلة، والتي كفلتها المواثيق والمعاهدات الدولية.

وبدأ الفلسطينيون استخدام هذا الأسلوب بعد أيام من بدء مسيرات العودة في 30 مارس/ آذار الماضي؛ حيث يطلقون طائرات ورقية أو بالونات محمّلة في نهايتها بفتيل مشتعل، قبل أن تسقط على الحقول المحاذية للسياج الفاصل.

خسائر فادحة
بالأمس، أعلن مصدر عسكري “إسرائيلي” لصحيفة “معاريف” العبرية، أن أضرار الطائرات الورقية المشتعلة أكبر بكثير من أضرار حرب 2014، موضحاً أن أضرارها فاقت التوقعات السياسية والاستراتيجية، حسب زعمه.


شكل “كيبوتس يئيري” بعد أن وضعت الطائرات الورقية والبالونات الحارقة بصمتها فيها بالأمس.

وأوضح هذا المصدر المسؤول في جيش الاحتلال أن مطلقي الطائرات الورقية يعرفون متى وأين يطلقونها، فضلاً عن نجاحهم في توجيهها في الهواء بعناية، الأمر الذي يتسبب في أضرار لا تنتهي للمستوطنات القريبة من قطاع غزة.

وعلى الرغم من أن هذا السلاح يبدو مثيرا للسخرية، حين نُقارنه بضخامة الطائرات النفاثة المقاتلة من نوع إف-16 الصقر المقاتل والدبابات الهائلة “الإسرائيلية”، إلا أنه فعال بشكل مثير للدهشة؛ فوفقاً للسلطات “الإسرائيلية”، تحول حوالي ألف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة والمحميات الطبيعية إلى رماد في الأسابيع الأخيرة، ما تسبب في أضرار تجاوزت قيمتها أكثر من مليوني يورو.

ولغة الخسائر عبر عنها أيضا وزير الحرب أفيغدور ليبرمان الذي صرح مؤخرا بأن نحو 600 طائرة ورقية حارقة أطلقت من قطاع غزة اعترض جيش الاحتلال 400 منها في حين تسببت 200 بإحراق تسعة آلاف دونم من المحاصيل والغابات، وهي حصيلة زادت كثيرا خلال الأيام الماضية مع تراكم خبرات مطلقي الطائرات والبالونات.

20 طائرة يوميًّا
أما صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فقالت في تقرير لها الأسبوع الماضي: إن معدل الطائرات الورقية الحارقة التي تطلق من قطاع غزة زاد من عشر إلى عشرين طائرة يوميا، مما تسبب في ارتفاع واضح في حجم المساحات الزراعية التي احترقت في مستوطنات “غلاف غزة”. 

وقدّر تقرير للقناة “الإسرائيلية” الثانية مطلع الشهر الجاري حجم الأراضي الزراعية التي تسببت هذه الطائرات البدائية في إحراقها بأنها تمثل ربع المساحات المزروعة على الشريط الحدودي مع القطاع المحاصر.

التقرير نقل عن رئيس بلدية النقب الغربي داني بن ديفيد أن “الطائرات الورقية الحارقة تسببت في إتلاف آلاف الدونمات بما يقابل مئات الآلاف من الشواكل الإسرائيلية”، واصفا هذه الخسائر “بالحرب الحقيقية” التي قال: إن “الجيش الإسرائيلي لا يملك أي وسائل لمواجهتها”.

وقالت السبت الماضي وسائل إعلام “إسرائيلية”: إن هذه الطائرات وصلت لأول مرة للنقب الغربي على بعد 16 كيلومترا من قطاع غزة، وهو مدى كانت تصله سابقا صواريخ المقاومة الفلسطينية التي كانت القبة الحديدية الإسرائيلية تعترضها.

وامتدت موجة الخسائر لتصل إلى العسل؛ فوفقا لصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، اليوم الثلاثاء، فإن 100 خلية نحل “إسرائيلية” في منطقة “غلاف غزة” تضررت بسبب حرائق الطائرات الورقية.

وقالت الصحيفة: إنه كان من المفترض أن تنتج هذه الخلايا خلال الشهرين الأخيرين ما بين 3-5 أطنان من العسل، لكن بفعل الحرائق فإن الخسارة تقدر بمئات آلاف الشواكل.

يُذكر أن غالبية المستوطنات “الإسرائيلية” المحاذية لقطاع غزة، هي في الأساس مستوطنات زراعية، وبها مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والقابلة للاشتعال بسرعة، ما كبد الاحتلال خسائر فادحة منذ ظهور هذه الطائرات في سماء القطاع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الممثلة الخاصة لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين، ماريس غيموند، الجمعة، إن 9 أشهر من الحرب الإسرائيلية...