عشية العيد.. نابلس تبتهج

كعادتها في كل عام، تكتظ أسواق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة في الأسبوع الأخير من شهر رمضان بآلاف المتسوقين الذين يقصدونها من داخل المدينة وخارجها، بحثا عن السعر المنخفض والأجواء الرمضانية المميزة والتي تضفي على النفس البهجة والسرور.

وتشهد أسواق نابلس في ساعات النهار حركة تجارية متوسطة، لكن في ساعات الليل تشتد الحركة، وتمتلئ بعض الأسواق على بكرة أبيها، حيث يفضل غالبية المتسوقين التسوق ليلا هربا من حرارة النهار، واستغلالا لوقت الإفطار.

ويتحول ميدان الشهداء وسط المدينة والشوارع المتفرعة عنه إلى بازار مفتوح، تعرض فيه مختلف أصناف الملابس والحلويات والمواد الغذائية والأدوات المنزلية، فضلا عن عربات المسليات بمختلف أشكالها.

وأمام بسطة للسكاكر ومسليات الأطفال، وقف “أبو جميل”، وهو من فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، ليشتري لطفلته ذات الأعوام الأربعة بعض الحلوى.

وقال لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، وقد بدت عليه علامات البهجة: “هنا في نابلس الأجواء مميزة، وهذا ما يدفعنا لقطع هذه المسافات الطويلة للوصول لنابلس”.

مصدر رزق

ويمثل أسبوع العيد فرصة لمئات الشبان لكسب بعض المال عبر إقامة بسطات لبيع مختلف أنواع البضائع التي يكثر الطلب عليها في هذا الموسم، بل إن بعض البسطات تعرض بضائع غير مرتبطة بشهر رمضان أو العيد، كمعدات البناء وقِطع الغيار.

وفي الوقت الذي يبدي كثيرون تعاطفا مع أصحاب البسطات في سعيهم لكسب رزقهم، يثير انتشارهم العشوائي انتقادات عديدة من شريحة واسعة من المواطنين، وتتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى ما يشبه ساحة حرب بين المؤيدين والمعارضين.

وترى شفاء عاشور أن بهجة العيد في نابلس لا تكتمل إلا بـ”عجقة” البسطات والمتسوقين، لافتة إلى أن أصحاب البسطات هم من الطبقة المسحوقة التي تنتظر هذا الموسم لكسب قوتها.

وتقول: “يجب أن نشعر مع أصحاب البسطات، ونتحمل هذه الحالة المؤقتة التي تنتهي بعد العيد”.

لكن كاظم سليمان له وجهة نظر مختلفة؛ فهو يرى بأن الانتشار العشوائي للبسطات يعرقل حركة السير ويعيق حركة المتسوقين، فضلا عما ينتج عنه من مظاهر سلبية تشوه صورة المدينة وجمالها، كتراكم النفايات في الشوارع.

ويؤكد أن كثيرا من هذه البسطات أصحابها تجار ولديهم محلات تجارية، أو أشخاص ليسوا من الفقراء أو المعطَّلين عن العمل.

يذكر أن بلدية نابلس ومن خلال لجنة تنظيم المدينة، حاولت إلزام أصحاب البسطات بدفع تأمين نقدي مستردّ بقيمة 500 شيكل (140 دولارا) لضمان التزامهم بالنظام والنظافة، لكنها تراجعت عن ذلك بعد احتجاجات أصحاب البسطات، واكتفت بالتوقيع على تعهد خطّي.

غلاء مفاجئ

وبينما كان المواطنون يستعدون لاقتناء احتياجاتهم من الخضار والفواكه، فوجئوا قبل يومين من العيد بارتفاع مفاجئ وكبير بأسعار مختلف أصنافها، الأمر الذي عدّوه استغلالا لحاجة الناس وزيادة طلبهم عليها.

وظهرت دعوات للمواطنين للامتناع عن شراء الفواكه، وشراء قدر حاجتهم الملحّة فقط من الخضار، لإجبار التجار على إعادة الأسعار إلى طبيعتها.

لكن “أبو عارف” الذي سبق له أن عمل بتجارة الخضار، بيّن لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن باعة الخضار بريئون من رفع أسعارها، وأن السعر ارتفع من المصدر.

ويؤكد أن كبار التجار الذين يشترون الخضار والفواكه من المزارع بأبخس الأثمان، ويتحكمون بأسعارها لصغار الباعة، بناء على تقديرهم لحجم الطلب.