في رام الله يذيع الشعب بيانه

في المعارك التحررية الحقيقية، يُظهر الشعب عبقرية خاصة تفاجئ الجميع، وتأتي المفاجآت نوعا وكما، ذلك ما صنعه الشعب الفلسطيني في رام الله، وهو يملأ ميدان المنارة في واحدة تعتبر الأولى من نوعها، تظاهرة نوعية نظمتها قوى ثقافية وإعلامية ومن أسرى محررين وشخصيات وطنية هتفت بشعارات واضحة مدروسة قوية لا تلعثم فيها أن الشعب الفلسطيني يتجاوز ثقافة الهزيمة والتقسيم، وأن جماعات الفتنة ونشر الكراهية فئة ضئيلة محدودة لا تقوى على الوقوف أمام إرادة الشعب الواحد..
هتفت جماهير الضفة الفلسطينية لغزة ولصمودها ومقاومتها ولروحها، وأعلنت أن غزة في القلب، وأن الشعب في الضفة جاهز أن يفديها بالروح والدم.. هتف الشباب بملء الحناجر الحرة، وانطلقت الألسنة بغضب وألم نصرة لغزة المقاومة التي أزاحت جنود العدو من أزقتها وشوارعها بقوة الثورة وبقوة العنف الثوري.. فغزة هذه ما كان ينبغي لها أن تواجَه بمثل هذه التصرفات التي تؤول إلى الإمعان في إيذاء كرامة غزة.
خرجت جماهير الضفة الفلسطينية لتقول بصوت واحد واضح: الدم واحد، والمصير واحد، والقضية واحدة، وإننا لن نسمح أبدا بتجويع غزة وحصار غزة..
فعلت جماهير الضفة الفلسطينية ذلك وهي ترى أن العدو يلغي أخر رموز اتفاقية أوسلو برفع اليافطات الدالة على مناطق السلطة، ويستعيضها برموز أخرى تجسد تخطيطه لضم الضفة الغربية عمليا.. فيصبح خيار غزة الصمود والمقاومة والمواجهة بكل أشكالها هو الأسلوب الأنجع والأصح بعد أن اكتشف الساسة الفلسطينيون أنهم وقعوا في مصيدة تضييع الوقت من العدو الصهيوني، وأن المفاوضات كانت عبثا أضر بالقضية الفلسطينية.
خرجت جماهير الضفة الفلسطينية فيما تتقدم مظلومية غزة على المحافل الدولية والرأي العام الدولي، لتصبح قضية تجويع غزة وحصارها وشن الغارات عليها مسألة رأي عام دولي انتفضت من أجلها قوى حقوق الإنسان وقطاعات مجتمعية، بل وسياسية واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وأمريكا اللاتينية.. وها نحن نشاهد كيف استطاعت غزة أن تطرد “إسرائيل” من مدن إسبانية وأوروبية عندما أصبح اسم “إسرائيل” يعني العنصرية والقتل والجريمة.
خرجت جماهير الضفة الفلسطينية لتقول إن الجرح واحد، والمواجهة واحدة، والتحدي واحد.. ومن هذا اليوم التأسيسي سيصبح طابور الفرقة والانقسام المتعيشين على الاختلافات والمتلذذين بالجريمة والرذيلة في خارج الصف يتجاوزهم الشعب بإرادته ووعيه وضميره.. ولن يصبح مقبولا بعد اليوم لوك الكلام التافه والعبارات الماسخة والأساليب الملتوية..
لن يقبل الشعب أي كلمة أو سلوك يفرّق صفه ويؤذي بعضه، ولن يكون مطلوبا من أحد أن يخلي مكانه، لأن الشعب يعرف أين يضع الناس في حياتهم أو مماتهم، والتاريخ لن يرحم أولئك المتلذذين بجوع غزة وقهرها ومحاولة إذلالها.. لقد صبر الشعب 15 شهرا لعله يفهم جدوى عقوبات السلطة المعلنة على غزة، ولكن بعد أن بلغ الاستضعاف مداه ما كان على أهل الضفة الفلسطينية إلا وضع حد لهذا العبث القاتل..
لا صوت يعلو على صوت الشعب ولا موقف إلا ما يتخذه الشعب، فليقرر كل موقفه ليحكم الله بيننا والتاريخ والشعب.
الشروق الجزائرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: العدوان على اليمن جريمة حرب وإرهاب دولة ممنهج
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام دانت تدين حركة "حماس" بأشدّ العبارات العدوان الاسرائيلي على اليمن، والذي نفّذته طائرات جيش الاحتلال، واستهدف مواقع...

تحذيرات من انهيار كامل لمستشفيات غزة خلال 48 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الإثنين، من أن مستشفيات القطاع على شفا الانهيار خلال 48 ساعة بفعل منع...

غوتيريش: توسيع إسرائيل هجماتها بغزة سيؤدي لمزيد من الموت والدمار
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن خطة إسرائيل لتوسيع هجماتها على غزة ستؤدي إلى مزيد من الموت...

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...

9 شهداء بغارتين إسرائيليتين في مخيم النصيرات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 9 شهداء على الأقل، وأصيب عدد كبير من المواطنين بجروح، الإثنين، جراء غارتين شنتهما مسيّرات إسرائيلية، على منطقة...

صحة غزة: حصيلة حرب الإبادة ترتفع إلى 52,576 شهيدًا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت زارة الصحة بقطاع غزة، بأن 32 شهيدًا منهم 9 انتشال، و119 إصابة وصلت مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية....

مستوطنون يحرقون محاصيل قمح في سهل برقة بنابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أحرق مستوطنون متطرفون، مساء اليوم الاثنين، على إحراق أراضٍ زراعية مزروعة بالقمح في سهل برقة شمال غرب مدينة نابلس...