عاصفة غبار هائلة تهدد مركبة ناسا على المريخ

تتابع مركبة كريوسيتي الجوالة على سطح المريخ التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) عاصفة غبار مريخية هائلة عطلت مؤقتا المركبة الأقدم أوبورتيونيتي على الجانب الآخر من الكوكب.

وتغطي العاصفة تقريبا مساحة بمثل مساحة أميركا الشمالية وروسيا مجتمعتين، حسب بيانات أمس الثلاثاء، وقد ابتلعت العاصفة مركبة أوبورتيونيتي الجوالة، وأغرقتها في ظلام دامس، ما أدى إلى توقف عمليات المركبة التي تعتمد على الطاقة الشمسية في تشغيلها.

وكانت أوبورتيونيتي قد هبطت على سطح المريخ في 25 يناير/كانون ثانٍ 2004 في مهمة كان مخططا أن تستمر ثلاثة أشهر، فاستمرت باكتشاف سطح المريخ لأكثر من 14 سنة أخرى، لكن العاصفة الحالية القوية قد تضع حدًّا لمهمتها.

وأظهرت صورة حديثة التقطتها المركبة كريوسيتي أن الغبار ربما وصل قليلا إلى موقعها أيضا، حيث توجد حاليا في فوهة “غال كارتر” التي يبلغ قطرها 154 كيلومترا، لكن بما أنها تعمل بالطاقة النووية فإن انخفاض ضوء الشمس لا يسبب قلقا كبيرا لمشغليها على الأرض رغم أنهم يحاولون مراقبة العاصفة.

وهذه ليست العاصفة الكبيرة الأولى التي تواجه المركبة أوبورتيونيتي، حيث واجهت عاصفة أكبر في عام 2007 أجبرتها على التوقف عن العمل لأسبوعين، لكن الغبار الذي يحيط بالمركبة حاليا أكثر كثافة مما كان خلال تلك العاصفة السابقة، وفقا لفريق مهمة المركبة.

وكانت المركبة أرسلت رسالة إلى مشغليها على الأرض الأحد الماضي (10 يونيو/حزيران) مما عُدَّ علامة جيدة، حيث أظهر ذلك أنه ما يزال يتبقى في بطارية المركبة مقدار لا بأس به من الطاقة، وفي حال استمرت العاصفة سيكون على فريق المهمة الموازنة بدقة بين إجراءين؛ فهم سيحتاجون إلى تشغيل حراريات أوبورتيونيتي لمنع المركبة من التجمد، لكن ليس بدرجة كبيرة حتى لا تنفد بطارياتها.

فبرد المريخ قد يقتل المركبة، مثلما حصل مع المركبة “سبيريت” التي وطئت سطح المريخ أيضا في يناير/كانون ثانٍ 2004، حيث تجمدت حتى الموت بعدما علقت في رمال كثيفة سنة 2010.

بدورها تكتشف المركبة كريوسيتي، وهي بحجم سيارة،  فوهة “غال كارتر” منذ أغسطس/آب 2012، وبدأت مهمتها المريخية على أرضية الفوهة، لكنها حاليا تتسلق عبر سفوح جبل “شارب” الذي يرتفع 5.5 كيلومترات في سماء المريخ من مركز فوهة غال كارتر.