تعرف على قصة لبابة.. بريطانية وسط حشود مسيرة العودة

لا تتوقف عن الحركة متنقلة بين الجرحى في نقابها الأسود، تطمئن على المصابين، وقد قطعت آلاف الأميال من عاصمة الضباب لندن، لتعيش لحظات الصمود والحرية في قطاع غزة.
 
“لبابة” طالبة جامعية تحمل الجنسية البريطانية، وتعيش في لندن، وهي المرة الأولى التي تزور فيها غزة، التي طالما سمعت عن حصارها، وشاهدت مراراً صوراً لمصابي مسيرة العودة.

تبدي حزنها على معاناة الأطفال بغزة، الذين عايشوا الحروب والحصار، وأصيبوا وقتلوا في مسيرة العودة، لكنهم رغم ذلك لم يفقدوا الابتسامة والأمل، بل يرغبون في معرفة المزيد عن العالم حول غزة، وفق قولها.

حصار ومعاناة
تقول لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “إنها عاشت معاناة غزة عن قرب، في ظل أزمة انقطاع الكهرباء 20 ساعة، وشحّ المياه، وقد أصرّت على زيارة ساحة مسيرة العودة لتشاهد ما يجري على الحدود”.

وتضيف: “كانت تجربتي فريدة، لقد أدركت الفرق الكبير عندما أكون في المملكة المتحدة وأن أتذوق معاناة غزة، فأنا نصفي فلسطيني من غزة، ولقد جئت لأرى عائلتي التي لم أرها منذ 7 سنوات”.

تضطرب “لبابة” من تطور الموقف على حدود غزة، فهي لم تعتد بعد عليه، تقول: “إنني لا أدرك تفاصيل المشهد على الحدود، لكني بدأت أتأقلم مع الوضع شيئا فشيئا، فإطلاق عربات الإسعاف صوتها المعتاد يعني نقل إصابة وصل بها المسعفون للتو”.

ولا تفارق صورة أطفال مسيرة العودة مخيلتها، فهم  يعانون من غياب المعنى الحقيقي للطفولة، فيما المشهد الآخر، الذي يبعث الفخر لديها، حشود الفلسطينيين على الحدود الذين لا يريدون سوى شيء واحد، “حقهم في العودة إلى وطنهم، وهم يدفعون أرواحهم ثمنا لذلك”.
 
بين غزة ولندن

وتؤكد “لبابة” أن معظم الشعب البريطاني متعاطف مع معاناة غزة والفلسطينيين، لكن الموقف الرسمي مختلف كثيراً.

وتصف معاناة سكان غزة أنها تجري بصمت، وأن حياتهم تحتاج إلى تغيير ومزيد من الجهود لتغيير أسباب الصراع، بدلاً من التعامل مع العواقب-كما تقول.
 
وتتابع: “سأعود إلى المملكة المتحدة وأشرح لأصدقائي عن صعوبة الحياة بغزة، فلدينا محاضرات وأنشطة كثيرة، وسنطالب حكومتنا بإيصال رسالتنا”.